JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

رواية (عطرها الجافي) الجزء الثاني من جفت ورودها الحمراء

 


الفصل العاشر


استيقظت صباح اليوم التالي وهي تشعر بألم في رأسها أثر سهرها حتى طلوع الصباح..تأوهت وهي تعتدل في فراشها وتنظر لساعة الحائط لتجدها تُشير للثانية ظهرًا..


عقدت حاجبيها بدهشة

توفيق لم يوقظها ليتشاركا الفطور..ألم يستيقظ الى الآن وفوت ميعاد عمله !

خرجت من غرفتها متجهة لغرفته لتجدها خالية من اثره..إذًا غادر دون ايقاظها..معنى هذا انه غاضب منها

زمت شفتيها بضيق وهمست...

-غضب منى وخرج دون إيقاظِ !


تنهدت وخرجت من غرفته واتجهت نحو هاتفها لتتصل به وتسأل عن سبب خروجه بصمت على غير العادة..ولكن لم يصلها رد..إما انه يتجاهل إتصالاتها

أو انه مشغول والهاتف ليس قريبًا منه

خرجت من الغرفة بعقل منشغل لتتجه نحو المطبخ تعد شطيرة جُبن مع كوب شاي كما اعتادت

ولكن ابتلعت اللقمة الأولى بصعوبة


لتترك الطعام جانبًا وتبدء في تنظيف الشقة وهي تتشاغل بالعمل عن حنقها من نفسها ومن توفيق

تحاول تناسي نظرة اليأس التي رأتها في عيناه ليلة أمس...ولكن لا فائدة


رغم انها انجزت كل واجباتها المنزلية إلا انها لازالت أن داخلها طاقة حديث وبكاء سيقتلانها إن كتمتهم داخلها


امسكت مُعطر الجو لتعطر شقتها بعدما انتهت من تنظيفها..ولكن كانت العُلبة فارغة لتُتمتم بضيق..

-اخبرته منذ يومان أنني بحاجه لمعطر منزلي

يأتي فقط وسأجد سببًا لأفرغ غضبي بحرية


اتجهت للبخور الذي رأته صدفة في أحد الأدراج

لتضعه في المبخرة وترى دخانه يتصاعد لتبتسم بحنين وهي تتذكر والدتها حينما كانت تُشعل البخور في كل يوم جمعة بنهاية الإسبوع


جلست على فراشها  بإرهاق لتُمسك هاتفها علها تجد منه أي اتصال ولكن خاب ظنها لتتنهد بضيق..لتتصل بهالة وهي تشعر برغبة عارمة في الحديث مع أحدهم..وبالفعل ردت هالة بترحاب...

-السلام عليكم..كيف حالكِ ياسندوسة


تمتمت سندس بعبوس وهي تشعث خصلاتها...

-بخير..كيف حالكِ انتِ


-صوتكِ لا يدل على انكِ بخير ابدًا

اخبريني مالأمر لتتصلي بي وتتحدثي بحدة هكذا


جملة "اخبريني" كانت كالمفتاح الذي فك قفل حديثها..لتندفع تروي يايؤرقها بنبرة حادة...

-ليلة أمس استيقظت بسبب كوابيسي التي لا تنتهي ورأيته في المطبخ جالس وكأنه هموم العالم تقبع فوق كتفيه لاتفاجئ به يسألني هل اعلم انه يحبني او لا...وايضًا هل ابادله حبه ذاك

ولكني صمت وعجزت عن الحديث..رغم أن قلبي كان يخفق بعنف وتوترت امعائي من نظرته ياهالة


ولكنني كنت اتذكر الشهور الماضية حينما كان يغمرني بلطفة ودفئه ويعاملني وكأني قطعة زجاج يخاف أن تنكسر..ولكن لم يقل كلمة صريحة عن حبه لي..ولم تصدر منه اي محاولة ليظهر حبه ذاك..حتى انه كان يعانقني ويضم جسدي له كطفلة صغيرة لدقائق وحينما ارتبك واتوتر يبتعد عني وكأنه أصابه مَس من الجن..اعترافه فاجئني للغاية


لم اكن مستعدة لصدمة كهذة...وبالأخير تركني ودلف لينام بهدوء وتركني بين توتري وأرقي،واستيقظ صباحًا وخرج دون أن يوقظني لأُشاركة الفطور كما اعتدنا سويًا وايضًا يتجاهل إتصالاتي لذالك انا حادة


كانت تُلقي بكلماتها دفعة واحدة حتى اختنقت انفاسها وارتفع صوتها في آخر جملة..وصمتت لتلتقط أنفاسها بينما هالة على الجانب الآخر كانت ترمش بإستيعاب لتقول بهدوء...

-هل لازلتي تُحبين غريب ياسندس !


صُدمت سندس من سؤالها وعقدت حاجبيها بغرابة وهي تُردد...

-غريب !


-نعم غريب ..لاحظت انكِ لم تسأليني عنه لأربعة أشهر كاملة..وظننت انكِ اقلعتي عن حبه

ولكن بترددك أمام توفيق إذن انتِ تحبين غريب


انتفضت سندس صارخة بنفي...

-لالا..انا فقط صُدمت من سؤاله


-معنى هذا انكِ لا تحبي غريب !


صمتت سندس للحظات قبل أن تقول بخفوت..

-سألت هذا السؤال لنفسي منذ أيام طويلة

ولكن عجزت عن التحديد..هل كنت احبه من الأساس !

وحتى إن كنت احبه..كيف ابقى على هذا الحب وهو لم يقدم لي اي شيئ لأحبه..بل كان يكسرني ويُطفئ الضوء داخلي..اتذكرين حينما سألتني عن سبب حبي للزهور كل هذا الحب !


جائها صوت هالة وهي تغمغم..

-نعم ولكن لم تُجيبيني


تنهدت سندس لتقف ناظرة للشرفة الواسعة..

-كتبت في دفتري أنني احب الورود بسبب غريب

ان حبي له يذكرني بمراحل نمو الزهرة..البذرة والنمو والشتلات..ولكن كلما اتذكر أفعاله الجافة معي اتسائل..هل كان غريب يسقيني براعيته وحبه !

والإجابة لا..كان ساقي مُهمل ياهالة لم يهتم برعايتي

وبالأخير داس عليّ بقسوة وتجبر وجعلني أشعر بالخسارة...ولكن في هذة اللحظة لا أشعر سوى أنني لم اخسر اي شيئ بل انا رابحة..ربحتُ رجلاً عظيم ياهالة


افترت شفتيها عن إبتسامة صادقة وهي تتذكر إبتسامته ولطفه وحتى صمته وهدوئه لتغمغم...

-منذ أربعة أشهر جاء من عمله حاملاً زهور جميلة

واعطاني اياها باسمًا وقال

"احبتت أن اهديكِ قريناتك"

تذكرت حينها ارتباط حبي للزهور بغريب ..نظرت للزهور واجبته بجفاء أنني اكرهها وألا يأتيني بها مره اخرى..اي رجلاً آخر كان ليغضب ويثور ويؤنبني..ولكنه نظر لي بصمت وأخذ الزهور ليضعها في غرفته


انا متزوجة رجل لم يقربني الى الآن رغم كونه رجل وله إحتياجات...حينما سألتني امي هل حدث بيننا شيئ واجبتها انه الى الآن يلتزم بشرطي لامتني واوضحت لي أن له حقوق لابد من أن يأخذها كي لا تلعنني الملائكة...وانا واجهته بهذا الحديث بوجوم بعدما اغلقتُ مع امي..لأرى عيناه تتوسع بدهشة

وغمغم بحرج 

" الملائكة تلعنك أن كنتُ غاضب منكِ ياسندس لا داعي لقلقكِ انا سألتزم بشرطك الى أن تكوني لي قلبًا وقالبًا"


توفيق يستيقظ ليلاً ويمر الى غرفتي ليغطيني لعلمه أنني اتحرك كثيرًا في نومي ويسقط عني الشرشف

يتصرف بتلقائية تأخذ انفاسي وانا اراقبه ويزداد ارتباكي


حتى أنني غضبت من جارتنا الطبيبة لأنني لمحتُ بريق إعجاب في عيناها عندما ضبطها تنظر له

إبتسامته اللطيفة وحديثه المهذب يجعله في محط الأنظار لأزداد اشتعالاً وغضبًا من اي فتاة تنظر له ولو صدفة...وكلما أضع رأسي على الوسادة أُذكر نفسي أنني أكثر من محظوظة لكونه رُجلي وحدي 


واهمس لنفسي بتمني ماذا لو كان يحبني هو الآخر

ونختصر تلك المسافات..توفيق كان يحبني بصمت

وانا كذالك..


ماعدت افتقر لسند..فاأنا واثقة من وجود توفيق حولي..حتى أنني لأجله لم أعد غاضبة من أبي

لم اعد أبه لأي شيئ عداه ياهالة


توقفت عن الحديث  اخيرًا وهي تستوعب انها كانت تبكي لتمسح دموعها واسمع هالة تقول بصوتِ متحشرج وقد تأثرت...

-انتِ تحبينه ياسندس..لا تحتاجين للصمت وانتِ تملكين كل هذا الحديث


غمغمت بخفوت وهي تمسح دموعها وتبتسم..

-نعم من الواضح انني احبه


شعرت بيد تسحب الهاتف من اذنها التفتت بفزع وهي تشهق بتفاجؤ لتجده يقف خلفها..ينظر لها بعينان لامعة وحاحبان معقودان بتأثر لتهمس بإرتباك...

-اخبرني الحقيقة هل تتعمد اخافتي لأموت وتتزوج اخرى..اخبرني ولا تكذب


جذبها ليعانقها بقوة دون حديث..ويدفن رأسه في رقبتها وقد انخفض ليلائم قصرها وتلقائيًا التفت يداها حوله وهي تحاول الوقوف على اطراف اصابعها وتشد بأناملها على ظهره مُتمتمة بخجل..

-سمعت حديثي مع هالة


حرك رأسه بإيجاب وهو يشدد عناقه حولها

لتهمس من جديد بإرتباك...

-كل كلمة !


ابتعد عنها ونظر لوجهها مليًا ومرر أصابعه على وجهها بلهفة ليقول بصوتٍ أجش..

-كل كلمة..اقف خلفكِ منذ أربعون دقيقة كاملة اي أنني سمعت من البداية للنهاية

ولكن لن أُمانع لو اخبرتني مره اخرى

انكِ تُحبيني..لن أمانع ولن أمِل ابدًا


إبتسمت وهي تنظر لوجهه المُلتهف لتهمس بصدق...

-انا احبك ياتوفيق..انت لا تستحق سوى الحب

وسأحرص على تكرار هذة الكلمة على اذنك بنهاية كل يوم لذا صدقني ستمل


عاود معانقتها من جديد وهو يتنهد بقوة..

-وهل أمِل من كلمة انتظرتها لسنوات طويلة !


عقد حاجبيها لتقول ضاحكة...

-ستة أشهر جعلتها سنين طويلة ياغشاش


حرك رأسه بنفي وغمغم...

-بل سنوات طويلة ياثرثارة


ابتعدت عنه تحدق به بعدم فهم ليقول باسمًا...

-حكاية طويلة عمرها ستة سنوات وستة أشعر

سأحرص على قصها عليكِ في يومًا ما..لتدركي أنني لن أمل من كلمة انتظرتها سنوات


إبتسمت وامالت رأسها بخجل ولكن ثوان وتوحشت ملامحها وهي تضرب كتفه العريض بقوة... بنفي ليقول متنهدًا...

-الجميع على مايرام..ولكنه حزين وغاضب

نوران تقدم لها خاطب..ووافقت


شهقت بدهشة لتقول بإندفاع...

-ولكنها تحبه كيف توافق على آخر


-هو ايضًا يحبها ولكن لا يستطيع التخلي عن عزوبيته بسهولة..والفتاة تنتظر جواره على أمل أن يتقدم لها..ولكن حينما يأست من أن يتخذ خطوة قبلت بأحد الخاطبين ليستشيط غضبًا..ولكنه لن يسمح لإتمام هذة الخطبة وسيتقدم لها


همهمت لثوان قبل أن تقول بشرود...

-بالتأكيد هي ايضًا حزينة..سأحدثها مسائًا وانصحها بعدم القبول بدافع الإنتقام


رفع حاجبيه لثوان وإبتسامة جانبيه نمت على شفتيه لتُردد بإستسلام...

-لا تنظر لي هكذا انت لست بيدق إنتقام أو وسيلة للنسيان وأنا لم افعل هذا من بعد زواجي بك

لا تنظر لي هكذا كي لا أخاصمك ياتوفيق


اتسعت إبتسامته وقرص وجنتها بخفة ليقول..

-لا اقوى على خصامكِ ياحرير

هيا قفي لنتنزه مجهودك في الشقة يستحق مكافئة عظيمة..ورائحة المنزل تشعرني وكأن امي معنا


وقفت لتقول باسمة..

-بفضل البخور..وجدته في أحد الأدراج ورائحته الذكية جعلتني اشعر بنفس الشعور


عقد حاجبيه بدهشة وهو يتذكر كلمات جده

"ستأخذ البخور معك وستشعله

بعيدًا عن البخور وسحره..اشعال البخور ليلة الزفاف صارت عادة من عادات آل فارس..لا تكسر العادات"


امسك يدها ليوقفها قبل أن تسير لخزانتها والتفتت له بتساؤل ليقول باسمًا ونظرة ملتهفة تلمع في عيناه...

-تعلمين عادات عائلتنا بعد إشعال البخور الفاخر !


حركت رأسها بنفي وهي تردد بتساؤل..

-وماهي عادات البخور  هذة !


جذبها اليه بقوة وهو يطالعها بشغف لا ينضب ليهمس وهو يقربها اليه أكثر...

-تعالي لأقص لكِ أمجاد بخور العائلة


بعد وقتٍ ليس قصير..كانت مُمددة تتكئ على صدرة وتضحك خجلة وهي تردد...

-جدي مقتنع بهذة التراهات !


اتسعت إبتسامته ومسد ذراعها العاري ليغمغم..

-الآن بدأت اقتنع بترهاته تلك..اخيرًا سمعتكِ تقولين انكِ تحبيني بعدما يئست تمامًا


صمت للحظات قبل أن يغمغم بحنين وهو يعانقها يقوة..

-دائمًا يفاجئني القدر حينما ابدء بالإستسلام

اااه كم احبكِ ياحريرية


ابتسمت بإرتباك من مشاعرها الجديدة التي تنتابها لتبادله عناقه على استحياء وتطلب منه تفسيرًا لكلماته تلك

واستغرق في شرح كلماته لسنوات طويلة

اثمرت عن عن طفلتين بجديلتان طويلتان كوالدتهم

الكبيرة اسمها عِطر والثانية زهرة

وخُتمت بطفل صغير اسموه فِراس

وماعاد عِطرها جافي


بعد مرور ثلاث سنوات


دلف الي غرفة المكتب المخصصة لعمله ولمذاكرتها

ابتسم وهو يراها مندمجة في الدراسة بجد..كطالبة نجيبة تسعى لحصد العلم بكل مااوتيت من قوة الى ان تخور قواها كما حالها الآن


جلس أمام مكتبه وبدء يتابع عمله بصمت كي لا يزعجها

وهي لم تحاول أن ترفع رأسها اليه الى أن مرت ساعة كاملة جعلت قواها تنفذ بالكامل


تنهدت بثقل وهي تُمسك كتابها بإرهاق بادٍ على وجهها

عيناها تنتقل بين السطور ببطئ وعقلها يرفض إستقبال المزيد..وكأن رأسها امتلئ الى آخره

تركت الكتاب وهي تهمس بصوتٍ مهتز...

-توفيق لا استطيع المواصلة لا استوعب كلمة واحدة

سأرسب في امتحان الغد انا فااشلة


وبدء جسدها يهتز في بكاء صامت..بينما توفيق ترك الجهاز اللوحي وخلع نظارته الطبية سريعًا ووقف متجهًا لها ليجلس جوارها ويرفع رأسها اليه برفق...

-لكِ أكثر من خمس ساعات متواصلة تدرسين ياسندس

بالتأكيد سيمتلئ رأسك ويرفض المزيد..عليكِ بإستراحة كي تستطيعين المواصلة ياحبيبتي


هزت رأسها بنفي لتهمس باكية ووجهها يزداد شحوبًا..

-لا لن استطيع انا لم انهي المادة..تبقى لي أكثر من مئة صفحة اشعر بغصة تمنعني عن المواصلة..لن اذهب للإمتحان 


-ماهذا الحديث ياسندس..وتضيعين مجهودك في السنوات السابقة..هيا قفي معي لتغسلي وجهك الى أن احضر لكِ كوب عصير وبعض الشطائر الخفيفة

وبعدها سأساعدكِ في المذاكرة الى أن تشعرين بالطاقة تعود لكِ من جديد


وقفت لتحرك رأسها يمينًا ويسار بألم لتهمس بإنتباه فزع..

-ياالله..نسيت تغير ملابس فراس وإطعام الفتاتين

الوقت مر سريعًا


ربت على ظهرها ليطمئنها بكلمات هادئة كعادته..

-لا تقلقي انا وعطر تكفلنا بالأمر..غيرنا ملابس فراس وأوى الى فراشه..واطعمت عطر وزهرة ونظفنا فوضى ألعاب فراس والأمن مُستتب


كعادتها عيناها تلمع بإمتنان عاجزة عن منحه كلمات شكر تافهة..مهما حاولت البحث عن افخم الكلمات تجدها ضئيلة أمام مايفعله معها ولفتتاته المراعيه التي يغرقها بها

اهتمامه بأطفالهم في ايام اختيارتها وتحمل ضجتهم ولا يتذمر ابدًا..بل يحاول توفير بيئة هادئة كي تستطيع الاندماج بالدراسة..وحينما تغمغم معتذرة أو شاكرة

يتحدث بحزم حنون

"الشكر الحقيقي الذي ستقدمينه لي هي نتيجتك ياسندس

احصدي ثمار جهدك وسأكون انا الشاكر لكِ..الهندسة صعبة وتحتاج وقت وجهد..والإثنين متوفرين لكِ..افعلي مابوسعك لأجلي "


طال شرودها حتى ربت على وجنتها الشاحبة وقال بضيق

-وجهك اصبح شاحب للغاية..هيا لأُعد لكِ طعامك

هل تتعمدين إهمال صحتكِ ياسندس !


استندت الى صدره وعانقته بصمت..لانت ملامحه ليحاوطها بلطف لتقول بخفوت...

-تعلم أنني احبك انت وأولادي ولا استطيع العيش دونكم!

وأنني اسفة على تقصيري معكم واندم بعض الأحيان على دخولي الجامعة رغم مسؤلياتي !


ربت على رأسها ليغمغم..

-اعلم ونحن كذالك لا نقوى على العيش بعيدًا عنكِ

ولكن فخورين بكِ ونحب نراكِ مهندسة جميلة كازوجك حبيبك


ابتسمت أكثر ومرغت وجهها بصدره لتقول...

-لا أحد في ذكاء زوجي ولا علمه

ماأنا إلا تلميذة بليدة تحاول مجاراة خطواته الناجحة


ابعدها عنه ليقول باسمًا...

-كفى مدح وهيا لتأكلي وتعودي لمذاكرتك

اخشى أن تصرخين بعد دقائق اني عطلتكِ


هزت رأسها نافية وهي تمسك يده وتتجه نحو غرفتهم..

-لا دعك من الطعام ومن المذاكرة..اود أن انام الآن بين ذراعيك ولو ساعة


وقف رافضًا وهو يغير اتجاههم نحو المطبخ..

-الطعام ثم المذاكرة ثم النوم و


قاطعته بإرهاق وهي تمسك يداه برجاء...

-ارجووك دعني انام جوارك ولو لساعة واحدة ثم استيقظ لآكل واكمل مذاكرة..اترفض لي رجاء تيفو


رفع حاجبيه برفض وهو يسحبها الى المطبخ قسرًا..

-لا ياقلب تيفو الطعام أولاً وسأتنازل واجعلك تغفين قليلاً اختبارك غدًا لذا لا وقت للعبث


جلست على احد المقاعد وهي تغمغم بضيق...

-عنيد متجبر


تجاهل كلماتها وجهز شطائر الجبن مع كوب عصير

ووضعهم أمامها بحزم...

-تنهين كل شطائرك هيا


امسكت الشطيرة دون جدال وقضمت منها سريعًا لتسمعه يقول بعد صمت...

-سمعت أن عمك تعرض لوعكة صحية مره اخرى

غدًا نتصل بوالدك ونسأل عن أحوالهم


-حقًا..ألم يتعافى من وعكته الأخيرة منذ أيام!

عقد حاجبيه بضيق ليقول بحذر..

-سمعت انه تعرض لأخرى بسبب ولده

تزوج للمره الثالثة بفتاة صغيرة للغاية تبلغ الرابعة عشر عامًا تقريبًا..افعاله المندفعة ستقتل والده يومًا ما


شهقت بتفاجؤ لتقول بحدة...

-وكيف تسمح عائلتها بتزويجها صغيرة هكذا !

ياالله صار رجلاً شره يُبدل النساء وكأنهن احذية


كان توفيق صامت ويتابع حديثها بهدوء تعلم ماهيته

ولكن تمالكت ضيقها منه ورفضت التبرير هذة المره

وتابعت قضم شطيرتها بصمت..

لتسمعه يقول بعد دقيقة او أكثر...

-اكل هذا الإنفعال لإجل الفتاة أن لإجل غريب !


اغمضت عيناها وكتمت إنفعالها منه..بعد اربع سنوات ولازال يشك انها لازالت تكن الحب لغريب..ومهما اقسمت وبررت يصمت ويحدجها بنظرة مترددة غير مصدقة

فتحت عيناها وتركت شطيرتها لتقول بجفاء..

-هل تتفنن في تعذيب نفسك وتعذيبي بوهم انني لازلت احبه ياتوفيق !


ازداد وجهه وجومًا ليقول بحدة..

-انا لم أقل هذا


انتفضت بغضب لتقول بحدة..

-ولكن الإتهام في عينك يقول هذا

واتيانك بإسم غريب كل فترة لترى ردة فعلي تقول هذا

نظراتك المتشككة التي تجرح كرامتي تقول هذا

وذكرك لزيجاتك هي تثبت لي انه سيئ تقول هذا

توفيق انت تؤلمني بأوهامك وللمره الأخيرة

غريب صفحة وانطوت واخبرتك مرارًا احبك انت

اعشقك انت..لا اراني زوجة لغيرك ولكنك تصر على وضع حواجز وهمية بيننا،لذا سأتخذ موقفًا حاسم منك إن سمعت تلميحاتك تلك مره اخرى


القت كلماتها بغضب وخرجت من المطبخ تاركة اياه يحدق فراغها بصمت اطرق رأسه وهو يلعن الشيطان الذي يوسوس له بحنينها لغريب..او لحزنها حينما تعلم بزواجه

وتكذيبه الصامت لها حينما تخبره انها تحبه

تنهد وهو يمسح وجهه بندم...نظر لصحن طعامها ليجد انها لم تتناول سوى القليل..وسدت شهيتها حينما ألقاها بإتهاماته الصامتة


وقف واتجه نحو غرفتهم ليراضيها ولكن كانت الغرفة فارغة..ليتجه الى غرفة الدراسة ليجدها فارغة ايضًا

قادته قدميه الى غرفة فراس ليجدها تجاو صغيرها في فراشه وتعانقه بشرود


اقترب منها وربت على كتفها برقة..

-تعالي لتنامي بين ذراعاي


غمغمت بشخونة ورفض..

-لا شكرًا سأنام جوار ولدي اليوم


جعد جبينه لثوان قبل أن يدس يده اسفل رأسها وركبتيها ويحملها قسرًا على حين غفلة..لتعترض بصوت منخفض غاضب...

-اتركني ياتوفيق كي لا نزعج فراس


خرج بها من الغرفة واتجه الى غرفتهم ليقول بهدوء..

-اخذتك لا لا نزعجه بالفعل..هيا لتنامي ونتخاصم فيما بعد


وضعها على فراشهم واغلق الضوء وشاركها الفراش

وعانقها رغم رفضها الغاضب..ليربت على رأسها ويقول بتردد...

-لا تغضبي مني ياسندس..انا احبك و


قاطعته بإنفعال وهي ترفع عيناها له..

-ولكن لا تصدق انني احبك انت ياتوفيق

تجحد شعوري لك بعد كل هذة السنوات


-لا انا اعلم انكِ تحبيني ولكن

صمت بعجز وهو لا يستطيع مواصلة الحديث

لا يجد تبرير لتلك الوساوس سوى انه بات يعشقها حد الغيرة..يكره انها تربت على حب غريب..يشعر بالغير والحسد انه كان يحتل قلبها كل تلك السنوات


انتشلته من شروده وهي تتكئ على يد وتربت على وجنته بيدها الأخرى وهي تحدق في وجهه بحنان حزين..

-اقسم بالله احبك انت..لا اكن له ولو ذرة حنين واحدة

لا اكرهه ولا احبه بل في كل صلاة لي اشكر الله من كل قلبي انك انت زوجي ووالد اطفالي


خرج صوته باهت وهو يردد..

-لا تكرهينه !


حركت رأسها بإيجاب لتقول بصبر...

-الكره نوع من المشاعر..وانا لا اكن له اي نوع منها

لا افكر فيه ولا اتذكره سوى انه كان نقطة سوداء بحياتي

كيف لي أن اثبت حبي لك ياتوفيق..هل اقطع اوردتي يارجل حتى تصدقني


كانت نبرتها حزينة يائسة واناملها تدعب وجنته بنعومة لا تليق بسواها ليقول متطلبًا...

-قولي انكِ تحبيني دائمًا وانا سأصدقك

انا احبكِ ياسندس وأغار أنني لم اكن حبيبك منذ سنوات

تقتلني الغيرة حينما اتذكر أنكِ لولا القدر كنتِ ستكونين زوجته هو


شهقت سريعًا وهي تقرص وجنته...

-ابصق من فمك ذاك الحديث..الحمدلله انك زوجي وإلا كنت الآن اتعس مخلوقة على وجه الأرض..كان الله بعون زوجته الأولى ..الآن فقط اشفق عليها

اما أنا فكان عوض الله يتلخص في توفيق الغيور

وثلاث أطفال قطعة منه في ذكائه وجاذبيته..ولكن إن اتبعت تفكيرك مره اخرى وشككت بحبي اقسم بالله انني سأخاصمك ياتوفيق ولن احادثك وسأذهب لمنزل ابي وامي 


اتسعت إبتسامته مع كل كلمة منها ليضع رأسها على صدره ويريح مرفقها معتذرًا..

-لا تخاصمي رجلاً يموت غيرة من عناقك لأولادك

والآن نامي لنستيقظ فجرًا واذاكب لكِ ماتبقى

الى ميعاد الإختبار


همهمت بإيجاب واغمضت عيناها

وشرد هو في حديثهم وهو يقطع وعده الصامت ألا يسلم رأسه للشيطان خاصة بعد قسمها انها ستترك منزلهم إن شك في حبها مره اخرى..

 لتسمعه بعد دقائق يهمس بلوعة..

-هل سامحتِ حبيبكِ الغيور 

هل ستخاصمينني وتحرميني عطركِ !


وكانت إجابتها على هيئة قُبلة دافئة على صدره لتهدأ إنفعاله وهمسة محبة صادقة

" اسامحك دومًا ياحبيبي "


" نمت الوردة بالحب والمودة..التمعت ورقاتها بقطراتٍ مراعية من ساقيها الحنون..صارت راغبة في الحياة تحب وتعشق وتُهدي كل من حولها شذاها

وماعاد عِطرها جافي "


تمت بحمدالله

***

مع تحياتي وسام أسامة


NameEmailMessage