JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

شخصية من الفصل القادم

 

شخصية من الفصل المؤجل ليوم الجمعة لظروف امتحاناتي..حاولت بقدر الامكان يكون طويل ودسم


قرائة ممتعة

..........................

-بتهـــزري قالك كدا


جملة استنكارية ألقتها ريشة التي كانت تجلس أمام غزال الواجمة وجوارها رغدة التي كانت شاردة تمامًا

فتنهدت غزال قائلة بصوتٍ مختنق...

-ههزر في الحجات دي ياريشة..بقولك قالي مش أنا الي يتلوي دراعه وقفل السكة في وشي

ومن بعدها لا اتصل ولا حتى فكر يجيلي..يومين بحالهم


صمتت للحظات وهي تنظر لكفها تحاول خنق عباراتها التي تهدد بالهبوط والافصاح عن مدى حزنها وغضبها من جمود قلبه وصلابته التي تؤكد أنه عاصي لهواها

فهمست بما يجول في خاطرها بمنتهى البؤس ...

-انا مش فارقة معاه أصلا..أنا الي غلطانة وبقيت واخدة كل حاجه على قلبي هلومه ليه على بروده معايا


صفعت ريشة كفها بخفة توبخها بحنق رغم حزنها على حزن صديقتها...

-ايه مش فارقاله دي هو انتي صاحبته

دا انتي مراته..وبعدين مااحنا عارفين من زمان ان سلطان ناشف شويه..انتي ناسية كان عامل ازاي وقت جوازة حسن ورغدة !


رفعت غزال عيناها الدامعتان تنظران لريشة للحظات وهي تغمغم بصوتٍ خفيض متحشرج...

-زمان كنت غريبة عنه..دلوقتي أنا مراته ياريشة

دا انتي جوزك مبيستحملش تباتي بعيد عنه، أنا هونت عليه أنام معيطة وهونت عليه أبات يومين هنا ولا حتى هان عليه يتصل بيا..انا بالنسبة لسلطان زيي زي أي حاجه في بيته


تدخلت رغدة التي تنهدت وربتت على كتف غزال قائلة بلطف...

-اهدي بس ياغزال..سلطان طبعه صعب ومش متعود على طبعك ولا طبيعة انك تزعلي ويراضيكي..وانتي بردو مكانش ينفع تسافري كدا من وراه..أنا يومها نبهتك انه هيقلب الدنيا ومش بعيد يجي يجيبك من شعرك و...


انتفضت غزال من الفراش وقد شهقت باكية والغضب يتملكها من اللوم والعتاب التي هي في غنى عنه في هذه اللحظة فقالت...

-مقلبش الدنيا يارغدة..انا استنيته يقلب الدنيا ويجي ياخدني انما هو رماني ولا كإني ليا لازمة عنده

أنا مش هكمل معاه..أنا هطلق من سلطان


شهقت ريشة بفزع من كلماتها المنفعلة بينما وقفت رغدة تهادنها وهي تمسك بمرفقها وتقول بهدوء...

-يابنتي اهدي وبلاش جنونك دا..هتطلقي منه عشان سابك في بيت خالك يومين عشان سافرتي من وراه !

اقعدي كدا استهدي بالله وامسحي دموعك دي وهنلاقي حل


مسحت غزال دموعها بعنف وهي تهتف بعصبية تخالف ضعفها منذ لحظات...

-مش عايزة حلول..هطلق منه يعني هطلق منه

خليه يشوفله قالب تلج يتجوزها وتنفع معاه

انما خلاص قررت انا مش عايزاه


ألقت كلماتها وهي تتحرك نحو هاتفها الموضوع أعلى الطاولة تمسكه بتهور وتفتح قائمة الرسائل وتصغط على صندوق المراسلة وتكتب فيه باصابع سريعة وهي تُتمتم بغضب حزين...

-طالما من أولها حياتنا هتكون كدا يبقا بلاها أحسن


تحركت رغدة نحوها سريعا تسرق الهاتف منها وتنظر في صندوق الرسائلة فتوسعت عيناها وهي ترى الكلمتان المندفعتان التي ارسلتهما غزال

"تعالى طلقني "

فصاحت رغدة بحدة...

-انتي اتجننتي..قولتلك ألف مره تتصرفيش بتهور

انتي كدا بتخربي بيتك ياغزال


وقفت ريشة سريعًا تتجه نحو رغدة تسألها بقلق...

-هي بعتتله


مدت رغدة يدها بالهاتف وهي تنظر لغزال نظرات نارية وتقول بحنق ..

-غزال فوقي كدا من التصرفات دي واقعدي نتكلم بالعقل

سلطان مش الشخص الي تعاندي معاه خالص و


قاطعتها شهقة ريشة وهي تصع كفها على فمها وتحدق في الهاتف بعينان متوسعتان خائفتان..مما جعل رغدة تنظر لها بقلق وغزال تصنمت وتجمدت أطرافها وهي تهمس من بين أنفاسها بعدم ثقة في تمسكه بها...

-طلقني صح !


ولم تستطع ريشة التحدث وهي تضع الهاتف أمام وجههيما وهي تقول بنبرة مرتبكة...

-انتي كنتي مستنياه يقلب الدنيا..أظن انك هتتمني لو فضل على بروده


امسكت غزال الهاتف بأنامل مرتعشة تنظر لتلك الكلمات المرصوصة أمامها بمنتهى الصرامة..فرمشت للحظات وخفق قلبها بضرباتٍ مضطربة فخرجت من محادثته سريعًا واتجهت نحو الفراش تجلس عليه وقد بدت قدماها هلاميتان وهي تخرج رقم حماتها وتتصل بها وتضعها على مكبر الصوت ليأتي صوت السيدة سعاد فقالت سريعًا...

-ايوه ياطنط..هو سلطان عندك !


وصلها صوت حماتها مبتهجًا وهي تغمغم بصوتٍ منخفض خشية من أن تسمعها سلوى التي أتت لقضاء اليوم معها....

-ماانا بقالي ساعة بتصل بيكي اقولك وانتي مبترديش عليا..سلطان خارج من بدري عشان يجيلكم ويرجعك

..دا حتى معاه حسن كمان.. ايه هو لسه موصلوش كل دا !


قبل أن تجيبها سمعوا صوت باب الغرفة يُفتح وعلية تظهر من خلف الباب بوجهٍ بشوش باسم وتقول...

-جوزك جه تحت ياغزال قاعد مع خالك..كان جاي ياخدك بس خالك مسك فيه انه يبات عندنا 


ثم نظرت لريشة ورغدة وهي تبتسم لهن برفق...

-وجوازتكم  انتوا كمان جم من خمس دقايق وقاعد مستنينكم تحت..تقريبا اجوزاتكم كلكم مش قادرين على بُعدكم..ربنا يصلح حالكم يارب 


نظرت غزال لريشة التي اتجهت سريعًا تجذب حقيبتها وهي تنظر لساعة معصمها هامسة...

-معقول عدى سبع ساعات من ساعة ماجيت !

مخدتش بالي من الوقت


ثم نظرت لغزال وانخفضت عليها تُقبل وجنتها سريعًا وتهمس بعجالة....

-حاولي تصلحي موقفك..العِند معاه هيسبب خساير

أنا هنزل لشريف بقا عشان نلحق نمشي قبل الدنيا ماتضلم


اتمت كلماتها وهي تودع رغدة وعلية وتهبط سريعا بجوار علية التي كانت تهبط الدرج وتضحك على تلك الملتهفة لزوجها الذي أتى كل تلك المسافة ليقلها خصيصًا رغم يومه المليئ بالأعمال في الشركة

فلم تستطع منع ابتسامتها وهي تهبط الدرج حيث الدور الأرضي..حيث يجلس كل من سليمان وسلطان وشريف

فاتجهت ريشة نحوهم تلقي التحية وهي ترى شَريف يقف لها باسمًا فاتجهت نحوه تقف جواره وهي تراه يلقي تحية الوداع للجميع


قبل أن يمسك كفها يتحرك خارجًا من الدار بخطوات رزينة وقد ارتفعت يده يربت على ظهرها ويهمس لها بشيء جعلها تضحك بخفوت قبل أن يفتح لها باب السيارة لتصعد..ويتجه نحو المقعد الأخر وهو يمد كفه لوجنته يربت عليها قائلا شيء أخر جعله تميل لكتفه ضاحكة


أما غزال فكانت تقف في الشرفة تنظر في أثرها بجسدٍ خائر ولسانها يتمتم دون إرادة...

-الندلة


سمعتها رغدة واتجهت تقف جوارها تربت على ظهرها متنهدة وهي تقول بهدوء وتعقل...

-لا مش ندلة..هي دلوقتي او بعدين هتمشي..وأنا كمان دقايق وهمشي مع حسن ياغزال..مش هيفضل غيرك انتِ وسلطان، يعني مش هيبقى فيه معاكي الي تتحامي فيه

يعني عندك اختيار من اتنين..ياتقوي قلبك ومتحتاجيش لحد وتواجهي بدل شغل العيال دا..ياتتحامي فيه هو منه


اتجهت غزال نحو الفراش والقت رأسها على الوسادة جوارها تدفن وجهها فيها والخوف يأكل قلبها كلما تذكرت تلك الكلمات التي حوتها رسالته..كان يهددها بمنتهى الصراحة

يتوعد لها بإعادة تقويمها كي تتوقف عن ترديد كلماتها الحمقاء كما قال...وكان أول تهديد يوجهه لها

فهمست وهي تضرب بكفها على رأسها...

-أنا غبية غبية


أمسكت رغدة كفها تمنعها عن صفع رأسها وقالت بجدية

-غزال أول وأخر مره هقولك تعملي ايه معاه..غير كدا هسيبك لنفسك تمشي حياتك لوحدك..عشان لو سيبتك لتصرفاتك مش بعيد الاقي سلطان مطلقك اخر مايزهق

سلطان مش عايزة العيوطة الي تغضب وتسيب البيت

خليكي ذكية وخليه هو يمسك فيكي ياغزال

متعمليش زي يسر وتكوني باردة ولا تكوني عيلة صغيرة قماصة مضطر كل شويه يصالحها


رفعت غزال رأسها لها وحدقت فيها بنظرات حائرة متوسلة..

-يعني أعمل ايه !


لمعت نظرة التصميم في عيناي رغدة وهي تربت على كتفها وتقول بدهاء...

-هقولك


بعد نصف ساعة كانت رغدة تهبط من الدور العلوي وتتجه حيث سليمان وحسن وسلطان وقد غادرت ريشة وزوجها منذ عشر دقائق أو أكثر..فخطت نحوهم تلقي التحية

ثم تنخفض على اذن علية وتهمس لها بصوت مسموع للجميع...

-غزال تعبت تاني ياابلة علية كانت هتاخد مسكن تاني لكن أنا منعتها..لو طلبت منك مسكن متديهاش

لحد دلوقتي واخدة تلات حبايات من غير أكل


جعدت علية جبينها بقلق على صغيرتها التي يلفها الاعياء منذ أتت فحركت رأسها بإيجاب 

حتى أتى صوت سليمان جوارها يسألها...

-غزال مالها ياعلية !


تحدثت علية بتلقائية وهي تتنهد بقلق..

-من ساعة ماجت وهي دماغها وجعاها..قعدت ورقيتها بردو الصداع مش راضي يروح..عمالة تبلبع برشام صداع من غير ماتاكل..دا لولا ريشة غصبتها الصبح اول ماجت انها تفطر معاها مكانتش هتاكل


مع كل كلمة تقولها علية كانت رغدة تنظر لسلطان بطرف عيناها وتتابع انفعالاته مع كل كلمة..وكان أول ماالتقطته عليه هو انكماش جبينه وعيناه المسمرة أرضًا يسمع ما يقال عن زوجته بتركيز وانفعال مكتوم 

بالطبع لم يخفى عليها غضبه الذي ينبعث منه..ولكن كلمات علية أضافت قلقًا خفف من حدة غضبه


قطع تفكيرها وقوف حسن وهو يقول باسمًا...

-يادوب نلحق نمشي أنا ورغدة بقا عشان سايبين الولاد مع ماما وسلوى من الصبح بدري..عايزين حاجه مننا


وقف سليمان يودعه وكذالك سلطان الذي وقف وسار معهم بخطوات واسعة وهو يربت على كتف شقيقه ويعطيه مفتاح سيارته ليعود بها

فاتجهت نحو علية وهي تودعها وتقول بصوتٍ مسموع مره أخرى...

-متنسيش ياأبلة علية تاخديها المستشفى الصبح تكشف

أنا سيباها نايمة فوق..شوية كدا صحيها تاكل يمكن الصداع دا سببه ضعف وقلة غذا


انهت كلماتها وهي تتجه للخارج مع زوجها تستقل السيارة في المقعد الأمامي المجاور له وهي ترى سلطان يتحدث مع سليمان قبل أن يتجه للأعلى بخطوات واسعة يأكل الدرج ويصل للدور العلوي !


فتبسمت رغدة وهي تتنهد وتهمس في نفسها...

-يارب ياغزال ماتبوظي الدنيا..ربنا يهديكي يارب


قطع شرودها يد حسن التي امتدت كي يمسك كفها المرتاح على فخذها ويقول باسمًا وعيناه تحملان مشاعره الواضحة كما الماضي...

-قضيتي يوم حلو مع صحابك !


ارتبكت فرائسها للحظات من لمسته فسحبت يدها ترفعها لشعرها تضبط خصلاتها المشعثة "الوهمية" وهي تغمغم بإيجاب وتحاول الحديث براحة....

-اه كان يوم حلو..ريشة كانت وحشاني


-وانتي وحشتيني يارغدة..الكام ساعة دول كانوا طوال

نطق بتلك الكلمات بنبرة خافتة صادقة تحمل معانٍ عديدة جعلتها تشيح وجهها عنه وهي تغمغم متغاضية عن كلماته ...

-زمان الولاد زعلانين مني اني سيباهم اليوم بطوله


فهم هروبها منه

هي رغدة التي يحفظها كخطوط كفه

فتنهد ولم يتخلى عن ملامحه المتسامحة الصبورة وهو يقول متابعًا القيادة...

-لا متقلقيش زمانهم هلكوا نفسهم لعب مع ولاد رغدة

يدوب نروح ناخدهم ونروح عشان يناموا

المهم انك اتبسطتي


حركت رأسها بإيجاب وهي تنظر لجانب وجهه وهو يتابع النظر للطريق..وتحادث نفسها بتساؤل حائر

متى ستنسى ماحدث ويصفى قلبها له وتعاود النظر له على أنه زوجها حبيبها حسن !

أيطول زهدها فيه أم سيأتي اليوم الذي يعود نبضها مره أخرى لقلبها بعودة الحبيب فيه !


أما سلطان فوصل لشقة خال غزال في الدور العلوي

واستخدم المفتاح الموضوع في الباب كي يدخل

واتجه نحو الغرفة التي وصفها له سليمان وهو يحاول تهدئه شعور الغضب في عقله وشعور القلق في قلبه

ناجحة هي دائما في جعله مشتت متقلب بين تضاد شعوره النابع من أفعالها الغير عاقلة !


فتح باب الغرفة ليقابله الضوء الخفيض المنبعث من ضوء وقت المغرب على ذاك الفراش التي تشغله غزال المتدثرة من رأسها لأخمص قدمها

غزال متدثرة...انهل المعجزة !


اقترب من الفراش وجلس عليه ليقابله صلابته النابعة من القطن وهو ينظر لظهرها ويتنهد مطولاً يحاول الهدوء والتراجع عن فكرة سحب الغطاء من فوق رأسها وايقاظها ليسألها عن تلك الرسالة اللعينة التي أرسلتها له

يسألها !!!!

لا والله كان سيوبخها إلى أن يتخلص من تلك الطاقة السلبية التي ملئت رأسه منها..تلك المتهورة الغير مسؤولة صاحبة الرأس الصلد الغير متعقلة ذات اللسان السليط والأفق الضيق و..القريبة لقلبه !


رفع كفه لجبينه يمسحه بقوة وهو يتنهد بقوة

قبل أن يعاود النظر لجسدها المتخفي أسفل الغطاء وهو يعاود تذكر كلمات رغدة عن مرضها !

جذب الغطاء برفق من فوق رأسها ليظهر له وجهها الصبوح النائم بسكون !

حدق في وجهها يتأمل عيناها المطبقتان قي نومٍ هادئ

وشعرهه الأسود المموج منثور حولها بغير نظام في دلالة على حركة رأسها المستمرة اثناء نومها..كانت كعادتها جميلة بسكونٍ خادع يخالف فوضاويتها وجنونها الذي يُذكره بنساء الغجر الذي قد قرأ عنهم في بداية شبابه


ولكن سكونها الخادع لم يدُم طويلاً وهو يرى تلك العلامات التي تدل على بطولتها في تلك المسرحية الهزلية المسماه بالنوم !

فليست اول مره له يتأملها اثناء نومها

فـ في العادة ينفرج ثغرها نصف انفراجه اثناء نومها وتتنفس منه في بعض الأحيان..بخلاف ذاك الثغر المزموم

وكذالك رموشها السوداء الطويلة التي كانت ترف خفية 

وتصنم جسدها تحت كفه..وانفاسها التي توقفت للحظات

ورغم أنه يعلم انها تمثل النوم إلا انه لم يشاء تدمير تمثيلها الذي تحاول فيه بكل قوتها


فانعقاد جبينها وشحوبها يخبره انها صدقًا متعبة

لذا سيؤجل المواجهة الان..ستؤجل لحين انغلاق باب شقتهما عليهما..حينها سيبدء في وضع الخطوط الواضحة لهما..والمُخطئ سيعاقب..حتى إن كان هو


ووسط تفكيره لم ينتبه لتلك التي انقلبت تمثيليتها لحقيقة..ونامت صدقًا رغم توترها من قربه

ولكن لا تدري من أين جاء سحر النوم الذي اختطفها من ارتباكها وتوترها وأخذها للهدوء والسكينة...قُربه


وحينما انتبه لانفراجه ثغرها..خلع حذائه واندس جوارها 

يريح جسده على ذاك الفراش القاسي..وراسه يعلو رأسها

وكفه يعلو رأسها يعبث في خصلاتها ويربت عليها تارة

ويمسح على وجنتها بظهر انامله تارة أخرى

وشيءٍ ما داخله يخبره..أن ما مر ليس كما هو آتٍ أبدًا !

                                  ***

NameEmailMessage