JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الثالث عشر)


             "الفصل الثالث عشر"

    

إستيقظت صباحًا اثر لمسته على وجنتيها لتفتح عيناها وتطل الزمرديتين تحت نظراتها المبتسمة لتقول..


-صباح الخير


قبل وجنتها ليجيب بصوتٍ أجش..

-صباح النور


لاحظت شهد تشبثه بها بين ذراعيه لتقول باسمة..

-انت مكلبشني ياغيث !


إبتسم على جملتها ليزيد قربها منه ويقول..

-اه يامدام مكلبشك ..ومش ناوي افكك


-ولو قولتلك فكني


إبتسم بتسلية ليقول بنفي..

-مش هفكك بردو..بلاش البرائة دي أنا متعود على الشرسة ياماما


-طب سيبني عشان جعانة


إبتعد وهو يراقب لمعان عيناها بإبتسامة ليقول..

-طيب ياستي أحسن ماتاكليني


كان ينظر لها بإبتسامة مرتاحة وهو يرى تفاعلها معه بالحديث والمزاح والشغف..تركت فطرتها تحركها ليرى جوانب أخرى لم يسبق له رؤيتها فيها

تارة طفلة شقية وتارة أنثى رقيقة


خرجت من الغرفة تحت نظراته وإبتسامته الواسعة

سمع صوت رنين هاتفه ليمسكه ويجد المتصل..أباه


-ايوة يابابا


تحدث والده بشكلٍ مباشر..

-انت إتجوزت ياغيث


ابتسم غيث بتهكم ليقول..

-متقوليش انك لسه عارف دلوقتي


-مش وقت سخريتك ياغيث..رد عليا انت صح إتجوزت البنت الي إسمها شهد !


أجاب غيث بهدوء وهو يعتدل في جلسته

-ايوة شهد مراتي


تحدث والده بهدوء كعادته..

-بغض النظر انك إتجوزت واحدة في ظروفها وبغض النظر انه كان من ورانا..لازم تطلقها قبل ما الموضوع يتعرف


خرج غيث من الغرفة ولازال يمسك الهاتف ويراقب شهد وهي تغني وتحضر الطعام وإبتسامة واسعة تحتل ثغرها..ليبتسم هو الأخر ويدلف الى غرفته 

ليقول بأدب ورفض..


-أسف يابابا أنا مش هطلق مراتي دي حياتي أنا مش بفرضها عليكم


-وليه إتجوزت دي بالذات..رغم انك متعلق بملك لسه


أجاب غيث بهدوء شارد....


-بحبها وإتجوزتها لأنها احسن واحدة في عنيا مش هاممني إن واحد حقير إغتصبها...يعني مش برضاها..انا ناسي اي حاجه حصلت قبل ما أشوفها ومش فاكر غير إني مرتاح معاها بحبها...وملك انا بردو بحبها كانت مراتي وحبيبتي وهفضل فاكرها


بس شهد هي حياتي الحالية وإلي جاية

بحبها ومرتاح معاها يابابا...اظن دا سبب كافي يخليني أتمسك بيها وأرفض أطلقها


صمت غلف الإثنين ليقول والده بجدية..


-طالما شايف إن دي راحتك مبروك يابني

أنا ابوك وراحتك تهمني...المهم حياتك متتأثرش بالسلب


إبتسم غيث بإرتياح ليقول..

-شكرًا يابابا..خليك واثق إن راحتي معاها


-تمام ابقى تعالى البيت عشان وحشت والدتك

وهات مراتك معاك تتعرف علينا وتعرف إن ليك عيلة


-حاضر ياسيادة اللواء


أجاب غيث وهو يبتسم بتقدير لوالده المحب رغم صرامته

ليغلق بعدها الخط ويستدير ليخرج من غرفته

ليري شهد تنظر له بعيون دامعة...نظرة شاكرة ومحبة تشكره على تمسكه بها أنه لم يتردد حتى


ليقترب منها ويمسح دموعها بصمت ثم عانقها لتتشبث به سامحة لتلك الإبتسامه تداعب وجهها


لم يتكلم ويقطع وعود ولم تسمع وتقول صدقتك

كل ما فعله أنه إحتواها فقط


إبتعدت عنه وهي تمسح دموعها ليبتسم قائلاً

-يلا عشان نفطر


تعجبت من عدم إفصاحه لها عن حبه رغم أنه قالها لوالده منذ دقائق..ولكنها لا تريد سماعها يكفيها إبتسامتها من أفعاله التي تثبت تلك الكلمة الغالية


جلسوا أمام طاولة الطعام ليقول بجدية

-لسه بتفكري في موضوع الشغل


حركت رأسها بإيجاب لتقول..

-الحقيقة ايوة..نفسي أشتغل ياغيث وأبني طموحي ونفسي بس لو انت ر..


قاطعها وهو يتحدث بجدية


-إشتغلي ياشهد وحققي حلمك..أنا مش متجوزك عشان أهد طموحك..بالعكس انا عايزك ناجحة


ثم تابع بعد صمت ثوان..

-منكرش إني عايزك تقعدي في البيت ومحبب عندي اني أشوفك مرتاحة


لم ترد وقتها إلا أن تعانقه بقوة وهي تنظر إليه بعيون عاشقة لتغمغم برقة..

-غيث أنا عايزة أقولك شكرًا و..


-متقوليش حاجه ياشهد دا حقك


ثم إقترب منها وقبل جبينها..

-كفاية يومين أجازة ورايا شغل ومشاوير هجهز عشان شغلي


حركت رأسها بإيجاب وتابعته بعيون دامعة لتهمس..

-شكرًا يارب..الحمدلله


مرت الأيام لطيفة بينهم تذوق رقتها ونعومتها التي كانت تطوف حوله كفراشات حول الزهور..رقتها تخالف صلابته ولكنه استطاح إحتوائها وربت على جروحها الخفية

ورغم إنفعالها كلما حاول الحديث حول الماضي..إلا أنها تنهار بين يديه تقص مالم تسطتع سرده لأحد..تظهر قروح سنواتٍ بأحداث سوداء أمامه وتسكب دموعها على صدره وتلومه..لمَ لم يظهر قبلاً وينقذها من لبيب وغيره !


وتهدأ نوبتها حينما يعانقها ويُقبلها ليمحي أي أثر وهمي ترسخه في عقلها..يُدلل الأنثى الضعيفة داخلها..ويحاول تجديد الأمل بقلبها رغم أنه فاقده


كان يراقب وجهها النائم بسلام وخيوط الشمس تلمع على وجهها الأسمر البهي..أنثى كالشهد شكلاً ومضمونًا

منذ أن جاء فجرًا وهو يراقبها شاردًا..يحاول إيجاد مايسعدها..رغم علمه أنها أنثى بسيطة يرضيها القليل ويُبهرها العظيم


تراخت عيناه بنعاس وسكنت أصابعه التي تلاطف وجنتها وذهب في نوم عميق بعد يوم عمل مرهق


وبعد ساعات فتحت عيناها بنشاط وإبتسامة واسعة تنير وجهها بأمل ليوم جديد..التفتت لتجد غيث نائم جوارها بهدوء


تسائلت في نفسها متي جاء فهي لم تراه ليلة امس..

طبعت قبلة صغيرة على جبينه ثم قامت سريعا لتأخذ حمام صباحي يجدد الطاقة الإيجابية داخلها


و بعد كثيرٍ من الوقت جلست أمام مرآتها لتصفف خصلاتها التي إزدادت طولاً مؤخراً..

ثم توجهت الى غرفة الطعام لتعد الافطار

وهي تضع على هاتفها أغنيه وتدندن معها بإندماج


"إمتى هتعرف إمتى..إني بحبك انتَ امتى هتعرف إني بحبك انتِ امتى هتعرف "


تنهدت بقلبٍ متبول لتردف مع كلمات أسمهان


"بناجي طيفك واتمنى أشوفك.لا يوم عطفتِ عليّ ولا انتَ سائل فيَّ.وِلإمتى حَتحيّر بالي وتزوّد همّي

يللي غرامك في خيالي وبروحي ودمي.إمتى حتعرف إمتى إنّي بحبّك إمتى..فضلت اخبّي حبك، حبك بقلبي حبّك فضلت أخبّي"



كان يتابع تحركاتها وهي تغني وعيونها شاردة بكلمات تلك الأغنية كانت له..تغنيها بلوعة لأجله..لتراه يبتسم لها وكأنه يقرأ أفكارها بسهولة..يفهم إعترافها الخفي لتبتسم له دون

مواربة 


إبتسمت برقة لتقول..

-صباح الخير ياغيث


بعيون ناعسة إقترب منها ليطبع شفتيه على وجنتها مرددًا

-صباح النور


ليتها تخبره بما يفعل بقلبها المسكين..ليتها تقولها صريحة عله يشاركها مشاعرها الصادقة ويتخطى مرحلة الإعتراف الجسدي فقط..وبصعوبة لجمت عيناها عن كي تكف عن نظرة الرجاء واللوعة تلك


تمعن غيث فيها وهي تنظر ليدها ودموع طفيفة في عيناها وإبتسامة على شفتيها ليربت على وجنتها برفق..

-مالك ياشهد


رفعت نظرها له لتتأمله دقائق لتطلق تنهيده بعدها وتقول..

-مفيش سرحت في الي فات


ربت على يدها بحنان ليبتعد عنها ويذهب لغرفته ..بينما هي حدقت في ردة فعله..وأغمضت عينيها بألم وهي تفكر في نفسها لا تسطيع التخلي عن حزنها وإن كانت عاشقة

وهو لن يتحمل كم الحزن الكامن بفؤادها


لتسمع خطواته بعد ثوان وهو يقترب مرة أخرى وبيده هاتفه ليجلس أمامها قائلاً..


-أنا اخدت انهاردة أجازة..قومي البسي هنخرج شويه


لم تستوعب ماقاله لتحدق بوجهه بدهشة ليكرر..

-هنخرج مع بعض قصدي..لو خلصتي فطارك قومي البسي على ماأخد حمام والبس


-محدش يعرف اننا متجوزين ياغيث. افرض حد تعرفه شافني معاك


صمت ثوان وهو ينظر لكفها الخالي من خاتم الزواج


-أعلنت جوزي منك امبارح..كل الي أعرفهم عرفو اني إتجوزت..مفروض نشتري خواتم جواز واجبلك شبكة

وكمان لازم تاخدي مهرك


لُجم لسانها لتردد بأنفاس مأخوذة..

-مهري !


-ايوة مهرك ايوة معاملتكيش زي أي بنت بتتجوز

بس دا لظروفنا..انما حقوقك المادية والمعنوية مش هقبل أمنعها عنك..دا شرع ربنا ياشهد

وبعدين انتِ تستاهلي أكتر من كدا بكتير


همسة مختنقة خرجت من حلقها..

-بجد


كان كفها يرتعش والدموع ظهرت في عينيها بوضوح

لم تحلم بزفاف ولا بمهر مجوهرات..حياتها منعتها من التفكير أنها كأي انثى لها حق الحلم وتحقيقه في الواقع

بل ظنت أنها معطوبة من يقبل بها مشكور وغير ملزوم بكل الحقوق التي تقدم لأي فتاة


مد كفه ليمسك كفها هامسًا برقة...

-قومي يلا عشان نخرج..مش انتِ عايزة تخرجي



حركت رأسها بإيجاب ولم يرتاح سوى أن رأى تلك الإبتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتيها وتلك اللمعة التي اضيفت لزمرد عينيها


وقفت شهد واتجهت الى غرفتها سريعًا بسعادة دون أن تشكره كعادتها ..ليقهقه على ردة فعلها تلك ويعدها في نفسه بمزيد من السعادة

ارتدى غيث ملابسه وانتظر شهد لتنتهي هي الأخرى...خرجت شهد من الغرفة لتجد غيث ينتظرها...عبثت بيدها بتوتر بالغ لتقول بحرج..


-متأكد ياغيث اني اروح معاك


ابتسم لها بإطمئنان ليقف ويتجه لها ليحتويها بين يديه قائلاً..

-انتِ خايفة ليه...ولو حد ضايقك هنمشي على طول متقلقيش


ابتسمت شهد بتوتر لتقول..

-مش عارفة اقولك ايه ياغيث


امسك يدها وقبلها قائلا..

-متقوليش حاجه..يلا بينا


اتجهوا الى منزل عائلة غيث وقلبها يطرق بعنف تخشى مواجهتهم..تشعر أنهم لن يتقبلوها ابدًا..بينما غيث لم ينفك عن ترديد كلماتٍ رقيقةٍ تجعلها تبتسم بقلق

وصلوا أخيرًا ليهبطوا من السيارة ويدلفوا للمنزل الأنيق كأصحابه


دلفو الى المنزل ليجد عائلته مجتمعين في الصالون ينتظرونه..ليتقدم هو وشهد اليهم ويقول..


-السلام عليكم


بادلوه التحيه لتقف والدته تعانقه بشوق ثم سلمت على شهد برسمية قائلة..


-ازيك ياشهد


تحدثت شهد بإستحياء..

-الحمدلله ياطنط بخير


اتجه غيث الي والده ليقبل يداه بإحترام..لتفعل شهد المثل وهي تسلم على عبدالرحمن الذي حدق بها مطولاً ليقول...


-ازيك يا شهد


تنحنحت شهد لتقول بإرتباك..

- الحمد لله يا عمو


بينما نظرت لها فتاة في مثل عمرها لتقول لها ببرود لم يخفى عليها ابدًا..

-اهلا ياشهد


ربت غيث على ظهرها برقة ليقول..

-دي صفا اختي ياشهد


-اهلا بيكِ ياصفا


بعد القاء التحية والتعارف بدأ التعامل يأخذ مسار آخر غير الرسمية والحذر..لتشعر شهد بينهم بالألفة يشبهون غيث جدًا في حنانه وهدوئه...حتى صفا التي كانت واجمة في البداية تفاعلت معهم في احاديثهم وضحكاتهم


انقضي اليوم بأكمله معهم لتأخذ والدة غيث شهد بعيدًا عن الجمبع لتقول..


-شهد خلي بالك من غيث هو طيب بس عصبي شويه ابني كويس ويتحب..خلي بالك منه وابقي خليه يجيبك هنا دايمًا..أنا زي والدتك


اجابت شهد شاكرة بإمتنان..

-ربنا يخليكِ ياطنط حاضر متقلقيش


اقترب غيث وحاوط كتف شهد ليقول..

-بتقولوا ايه


ابتسمت والدته بحنان وتحسست وجنته لتقول.

-بوصيها عليك ياحبيبي


-طيب ياامي انا ماشي بقا..عايزه حاجه


-عايز  سلامتك ياحبيبي خلي بالك من مراتك وتعالوا تاني


حرك رأسه بطاعه وخرج بعدها هو وشهد التي كانت تبتسم بإتساع..وبعد وقت قالت براحة..


-عيلتك كويسين اوي حنينين زيك


-واكتر مني كمان


همست بصدق وهي تحدق به مطولاً..

-مفيش احن منك اصلا


ابتسم ولم يتبادل معها الحديث..بل قاد سيارته بصمت

لتشيح وجهها وتسند رأسها الى زجاج السيارة وطفلة أنانية تقفز داخلها وتردد 


" تبقى أن يحبني فقط "


وصلوا الى البناية ليهبط كلا منهم متجهين الى المنزل..ماأن فتح غيث الباب حتى شهقت بصدمة وهي تنظر للأثاث الجديد الموجود أمامها بأناقة 

لتنظر شهد الى غيث الذي يراقب وجهها المصدوم باسمًا

ليغلق الباب ويمسك يدها ويجلس علي الأريكه ليقول بجدية..

-اقعدي عشان وشك بقا أصفر وممكن تقعي


تحركت بآلية لتقول بخفوت...

-انت غيرت البيت كدا امتى !


نظر لساعة معصمه ليقول..

-احنا عند بابا من أول اليوم..والساعة دلوقتي ١٠ بليل يعني بقالهم عشر ساعات بيظبطوا في البيت


زاغت عيناها بحيرة وسؤال صامت داخلها يسأل " لمَ "

لينخفض لمستواها ويربت على وجنتها قائلاً..


-عملت كل دا عشان يوصلك أحساس إن دا بيتك

مش مجرد ضيفة فيه..كل حاجه فيه جديدة عشان محرمكيش إحساس انك أول واحدة تعيش عليه..انك عروسة فعلا ياشهد..ودي أقل حاجه ليكِ


مسح الدمعة التي هبطت من عيناها ليقول بخفوت صادق...

-دلوقتي أنا محتاجك اكتر من الأول نكمل حياتنا الجاية مع بعض..مبعرفش اعبر عن مشاعري بالكلام..يمكن متلاقنيش كل يوم الصبح اقولك بحبك...بس خليكِ عارفه اني بحبك من غير مااقول م..


قاطعته وهي ترتمي بين ذراعيه باكية..


-أنا مش عايزة كلام ياغيث..أنا مش عايزة غير وجودك جنبي بس مش مهم اي حاجة تانية


احكم قبضته عليها يعانقها بقوة ولم يحرمها من رغبتها حتى إن نفتها ليقول بصدق..


-وأنا كمان عايزك معايا..وبحبك

                              


                             ***

شاردة الذهن في إنفصال والديها الغير مفاجئ

خبر علمته بعد انفصالهم بأيام

لم تستطع كبت دموعها لتسأل سؤال واحد


"لماذا "


لماذا يصر والدها على تفكيكهم وجلدهم بسوط الفراق

والدتها لا تستحق هذا العناء..هي رقيقة هشة المشاعر

تعرف أنها تتألم ولكن تظهر قوتها لهم كي لا تحزنهم

تتحمل إساءة والدهم بهدوء وتعقل وداخلها إمرأة مكسورة مشوهة الأنوثة


مسحت هند دموعها سريعًا وهي عازمة على الحديث مع والدها كي تُثنيه عن الإنفصال..عليهم الحديث كأبٍ وإبنة

قطع شرودها خروج والدها من الغرفة بوجه عابس لتقول..


-ازيك يابابا


جلس دون الإقتراب ليقول بهدوء.

-اهلا ياهند


صمتت ثوان قبل أن تباغته بسؤالها قائلة..

-طلقت ماما ليه


نظر لها بهدوء ساخر ليقول

-هي مقالتلكوش السبب !


-قالت كلام مقتنعتش بيه


لتردف بعدها بحدة مكبوتة..

-انتوا اتطلقتوا بسبب الست الي كنت بتحبها زمان!


إسود وجهه غضبًا ليقول بحدة..

-انتِ بالذات متتكلميش في الموضوع دا..ملكيش حق تتكلمي فيه


دُهشت من هجومه لتزداد كأبتها لتقول..

-ليه أنا عملت ايه عشان تقول كدا


-متفتحيش في الي فات عشان مكرهكيش اكتر ياهند


تلك الجملة جعلتها تغمض عيناها بألم لتقول..

-قولي سبب واحد يخليك تقول كدا

طول عمري نفسي أسألك ليه !


حملق فيها بشرود قبل أن يردف بحسرة سنوات...


-جيتي في وقت غلط...جيتي وقت ما كنت هخلص من أمك واتجوز الي من البداية كنت عايزها أم لمازن

بس انتِ بوظتي كل حاجه


تحدثت بصوت صعيف موجوع..

-قصدك ايه


-قصدي إن كنت هطلق امك بس اهلي شافو انها حامل ومينفعش اطلقها..بسببك بعد ما كنت هعيش مع الي طول عمري بتمناها عشت مع امك


إنتفضت بجنون لتصرخ..

-ومالها امي...مش دي الي عايشة تحت رجليك طول عمرها ومستحملة كل الي بتعمله فيها


لم يقل جنونه عن جنونها ليصرخ بحدة أفزعتها..


-تعيش تحت رجلي مش معايا


تجعد وجهها بخذلان وموجة كره غريبة إحتلت روحها لتقول ببغض..

-انت شخص أناني ومتستهلهاش..وتستاهل تعيش طول حياتك لوحدك لأنك..


اسكتتها صفعة والدها التي رمت بها ارضًا

لتفقد وعيها بعدها بثوان...غير عابئة بألم قلبها على نفسها و والدتها أباها كسر والدتها مره وكسرها مثلها


انحنى محمود يحاول افاقتها ولكنها كانت كالجثة

ليمسك هاتفه ويتصل بزوجها قائلاً بهدوء وضيق..


-مراتك أُغم عليها تعالي خدها..


                                ***


يومان انقضو وعلى لا يرى سماح ولو مصادفة

لا يفارق لهفة يتجه الى عمله ويعود اليها متجاهلا وجود سماح تمامًا


وهذا ما زاد من ضيق سماح منه

فقد إعتادت على وجوده جوارها


انتبهت من شرودها على دخول زوبعة غاضبة الى غرفتها لتجد لهفة تصرخ بجنون..


-عملت فيه ايه خلتيه كدا...سرقتيله عقله وقلبه كمان..ياسراقة الرجاله


نهضت من فراشها لتقول بحنق..

-حد يدخل علي حد كدا...فيه ايه وايه كلامك دا


اندفعت دموع لهفة لتقول بغضب..

-في إن جوزي مبقاش شايفني..مبقاش شايف غيرك..بقيتي البعبع بتاعي حياتي خربت بسببك

حتي وأنا في حضنه بيهمس بإسمك انتِ..وشايفك انتِ..مش شايف مراته من سنين


وجمت سماح وهي تسمع هذيان لهفة لتجدها تقول بحسرة

-فيكِ ايه انتِ أحسن مني،أنا أجمل منك بكتير..ومتربية على ايده أنا الي حبيته الاول..أنا مراته وحبيبته.

دخلتي وسطنا زي الحرباية ولهفتيه مني..سحراله لحد ما بقا مجنون بيكِ ..علي الي شغله عنده كل حاجه بقا يسيبه ويجي البيت عشان يلمحك


أنهت كلماتها وهي تشهق بألم

بينما سماح تحجرت الدموع في مقلتيها وهي تسمع أبشع ما فعلته...لم تكن تتصور أن كل تلك الألام تسكن قلب درتها بعدما بدأت هي تحبه


حب..نعم بنبتة حب بدأت تذرع في قلبها لأجله..بدأ الحب يأخذ نصيبه منها


لتقطع سماح صمتهم بصوتٍ حاسم..

-متقلقيش هتطلق منه


نظرت لها لهفةبشك وهي تمسح دموعها لتقول سماح بنبرة مختنقة

-انا وانتِ مظلومين وانا مش قابلة الجوازة دي


إستغلت وحدتها في المنزل بعد ذهاب لهفة وعلي الي عائلة لهفة...محاولة منه أن يسعد لهفة ويعوضها عن ظلمه الخفي لها


بينما سماح دلفت غرفتها وأحضرت حقيبة كبيرة ووضعت بها كل ملابسها وهي تبكِ بدموع صامتة

احبته ولكن لن تعيش وتنتظر ليالي وهو في أحضان أخرى


الحب تملك وإجتياح..ولا يجوز أن يشاركها احد فيه...تلك الجملة التي تقولها سماح دائمًا ولن تتراجع عن مبدئها


أنهت تحضير ملابسها وارتدت ملابسها وانتظرت قدوم شقيقتها وزوجها لتمسك ورقة وتكتب بأنامل مرتعشة والدموع تكسو وجهها


" مش هقدر أتحمل الحياة دي..انا مش قابلة الجوازة دي ياعلي مش عايزة أكمل معاك ياريت تطلقني من غير مشاكل..احنا اتجوزنا بمشاكل بسببك وكانت البداية وحشة

بلاش تخلي نهايتنا كمان وحشة "


انهت كتابة الرسالة وطرقات الباب تعلو

لتحضر حقيبتها وتفتح الباب ..لتجد شقيقتها وزوجها لتذهب معهم بصمت متجهين الى الاسكندرية


لم تسمع سماح مواساة شقيقتها..بل تعلقت عيناها بمنزل علي..كم ودت لو تراه للمره الأخيرة...ولكن للقلب قوانين لا يسمح بكسرها ابدًا


لتقول شقيقتها بقلق..

-افرضي جه اسكندرية وأصر يرجعك ياسماح


-مش هرجع معاه ياهدير مش هرجع مهما يحصل..لأني مش هستحمل العيشة دي


نظر لها زوج هدير في المرآه بشفقة..

-كل حاجه هتبقا كويسة ياسماح متقلقيش


إبتسمت بوهن قبل أن تضع رأسها على زجاج السيارة والدموع تنهمر على وجنتيها بهدوء..وهي تهمس لنفسها


"قضي اللامر "


بعد ساعات عاد علي الى منزله ليجده ساكن تمامًا

القي مفاتيحه وجلس على أقرب مقعد بتعب وهو يفكر كيف سيعدل دون ظلم


يحب واحدة ويخشى على قلب الأخرى

كلتاهما ترى نفسها المظلومة..وهو المظلوم نفسه لايرى خطأ انه وجد الحب بعد زواجه..ليتزوج أمرأة تعكس الأخرى


واحدة مطيعة بقلب حنون واخرى متمردة لم يرى حنانها بعد..واحدة صاحبة قرار وأخرة لا تجيد الإختيار


واحدة تمثل الثلج وأخرى تمثل النار

وهو يحترق ويتجمد بينهم

لم ينسي دموع لهفة وهي تطلب منه أن تجلس عند اهلها الى أن ترتاح قليلاً


وبعدها ستعود له..رفض مرارًا ولكن دموعها وتوسلاتها جعلته يوافق على مضض


وقف واتجه الى غرفة سماح التي لم يصدر منها صوت

طرق الباب عدة مرات لم تفتح

دلف بعدها ليجد الغرفة فارغة وأبواب الخزانه مفتوحة وخالية من ملابسها..لتسود عينيه بغضب عارم


خرج من الغرفة ليمسك هاتفه ويتصل بأحد ليرد الطرف الأخر ولكن قاطعه علي بصرخه غاضبة تحمل في طياتها العجز والقهر..


-مراتي فين ياعمي


أجاب محمد بعدم فهم..

-مراتك مين فيهم


أغلق الخط وقد فهم أنها لم تذهب لهم ..ركل كل شئ أمامه ليخرج سريعًا من المنزل وهو يبحث عنها بجنون


أصابته بالجنون تخلي عن هدؤه تمامًا

هي فقط من تجعله شخص أخر..لا يستطيع تخيل فكرة انها رحلت عنه

ولكنه أقسم داخله انه سيجدها ولو بعد حين...


                               ***

وقف ادم في غرفة والدته التي جهزها لها في منزله وظل يتابع الطبيب وهو يجري الكشف عليها...بينما فريدة تنظر لأدم نظرات مُحبة فرحة بأن قلبه رق لها لتسمع الطبيب يقول..


-طول ما القلب كويس قبل العملية دا شيء هينفعنا جدًا..عشان ميحصلش وقت العملية مضاعفات

بلاش الإنفعال والحزن..وبلاش النوم لفترات طويلة


تحدث أدم بهدوء يخفي قلقه

-هو لازم عملية


-اكيد لازم


حرك أدم رأسه بإيجاب ليخرج الطبيب من الغرفة ليجلس جوار والدته ويربت على يدها بإبتسامة مطمئنة


ثوان ودلفت تقى وهي تحمل طاوله متوسطة الحجم بها مأكولات صحية كما أوصى الطبيب لتقول لأدم بإنزعاج واضح..


-اوعى عشان أحط الأكل


نظر أدم وفريدة الى المساحه الكبيرة بين موضع الطعام وجلوسه ليعقد حاجبيه مرددًا..


-ودا ازاي بقا


رمته  بنظرة غاضبة قبل أن تضع الطعام وتنظر لفريدة 

-عوزتي أي حاجه ياماما ناديني


ربتت فريدة على يدها شاكرة لتخرج تقى من الغرفة وادم ينظر لها بدهشة رغم إبتسامته


- هي تقى زعلانة من ايه ياأدم


نهض ادم وساعدها على الجلوس ليقول

-لا مفيش حاجه


شرع بالجلوس مره أخرى لتوقفه فريدة..

-روح لمراتك شوفها مالها..وانا هاكل


حرك رأسه بإيجاب ليخرج بعدها وإبتسامة عابثة ترتسم على ثغره ليجد زوجته تحضر له طعامه


حاوط خصرها واستند بذقنه على كتفها ليقول بهدوء..

-زعلانة مني ليه


تجاهلته وإبتسامة تحاربها للتظهور على شفتيها..ليضغط على خصرها مكررًا..


-زعلانة مني ليه


تحدثت بضيق وهي تلتفت لتنظر له..

-تقدر تقولي خرجتني من الأوضة ليه والدكتور بيكشف على ماما


انقد حاجبيه ليقول وهو يقربها له أكثر.

-لأن دا راجل..


توقعت إجابته تلك لتتنهد وهى تحاوط عنقه وتحادثه كأنه طفلها الصغير متمتمة بخفوت..


- بس دا كبير ياأدم تقريبًا عند ٥٠سنة يعني انا قد بنته

بلاش تغير من اي حد كدا


وكالعادة تحدث بتمرد يماطل حديثها بأخر..

-دا انتِ بصيتيله واديتيله سن كمان


حركت رأسها بلا فائدة وهي تربت على وجنته باسمة..

-كل حاجه بتتغير إلا غيرتك ياأدم..محسيني انك متجوز هند رستم


ليفعل هو المثل ويحرك أنامله على خصلاتها بنعومة قائلاً..


- الشكل ملوش علاقة بالغيرة..أنا بغير عليكِ لأنك مراتي وكل ما هحبك أكتر..كل ما هغير عليكِ أكتر يعني بعد كام شهر كدا هتقولي غيرته الأولى كانت أرحم


ضحكت بخفة قبل أن تقول بيأس..

-شكلي هشوف كتير لسه ماكفاية أكشن بقا انا تعبت ياأدم


تحدث بصدق وخفوت يؤكد لها ماينويه..

-هحاول موركيش إلا الكويس فيا وبس.. أنا بحاول اصبري عليا شوية كمان


مالت على صدره وعانقته بحنان مغمغمة

-أنا معاك وهصبر طول ماأنت بتحاول ياحبيبي

عندي إستعداد أصبر سنين عمري كلها بس تنسى كل حاجه وحشة ونبدأ من جديد


وجاء رده على حديثها بعناق وقُبلة والكثير من الوعود الصامتة..والكثير من الحب


                                ***


كالعادة من إنشغال شقيقته بتحضيرات زواجها مع خطيبها

يقضي أغلب أوقاته وحيد..بين دخان سجائرة وأفكاره الرتيبة..هدوئه الجديد أدهش جميع من حوله وهم يبتسمون بسماجة مرددين


"عقلت ولا إيه ياعمار "


لايعلمون أن هدوئه ناتج عن صدمة قوية لقلبه..صدمة اسمها شهد تزوجت برجلٍ ليس بقليل..ذو سمعة نظيفة وإسم شريف في عمله


" وكيل النيابة غيث عبدالرحمن "


أخذ حبيبته بشجاعة كان هو يفتقرها

عند تفكيره بتلك النقطة سمع طرقات على الباب حاول تجاهلها ولكن تعالت الطرقات الملحة..وقف بتكاسل ليفتح

وجد فتاة بطول متوسط تقف أمامه بملامح حانقة وهي تهز قدميها بغضب


ليقول وهو يحك رقبته بضيق..

-انتِ مخبطة على الباب علشان تقفي ساكتة ولا ايه


هل حقًا جزت على أسنانها بطريقة إجرامية أم يتخيل

ليأتي التأكيد في صوتها الغاضب وهي تشير لشقته..


-انت صاحب الشقة دي


عقد حاجبيه بريبة ليلتفت وينظر لشقته لثوان ثم ينظر لها ويقول..

-ومخبطة عشان تسألي السؤال دا بردو


إندفعت تتحدث كقنبلة موقوتة فجرت في وجهه..


-ياأستاذ يامحترم بقالنا يومين بنخبط عليك بسبب الماية الي حضرتك بتسيبها مفتوحة والعمارة كلها بينزل عليها ماية تقدر تقولي كنت فين كل دا


تحدث بدهشة بعدما استوعب كلمات تلك المجنونة

- كنت فين كل دا !


ثم أشار لداخل منزله ليقول بضيق..

-وهو انتِ سامعة صوت ماية أصلا عندي 


اقتربت من الباب أمام عمار محاولة الإستماع وهي تضع يدها خلف أذنها..ليبتسم لفعلتها هامسًا في نفسه


"من أين أتت تلك المختلة ! "


راقب ملامحها التي تراخت بحرج ليتلون وجهها لتنظر للشقة الأخرى خلفها بقلق لتقول بصوتٍ مرح فجأة..


- امم مش دي شقة المعلم فوزي ومراته الجديدة


ألقت دعابتها وهي تضحك بتوتر من نظراته الحادة لتهمس بصوتٍ قد وصله..

-يادي الفضايح يادي الكسوف


لتجلي صوتها ليخرج مهذبًا..

-أقصد دي شقة الأستاذ عزت فوزي صح

بالله عليك تقول صح


إبتسم عمار ساخرًا ليشير الى الشقه المقابله له قائلاً..


-دي شقته..ياأستاذة يامحترمة


ثم أغلق الباب بوجهها المصدوم فجأة لتشهق بحدة

-قليل الذوق على فكرة


ثم اتجهت الى الشقة المقصودة وطرقت بعنف لتصب غضبها وحرجها على رأسه ولكن لا رد


هبطت الفتاة الى شقتها وهي تلعن في المدعو عزت..والأخر     " قليل الذوق"


لتقول والدتها بضيق..

-قولتيله يقفل ماتور الماية يامنة


جلست منه على الأريكة لتقول بحنق..

-اتغلبط وخبطت على شقة واحد تاني سئيل ..وخبطت على الي فاتح الميه كإنها من جيب أهله مبيفتحش


إقتربت منها والدتها وأمسكت أذنها من فوق الحجاب لتقرصها بقوة..

-يابت عيب مُدرسة زيك تقول الألفاظ دي انتِ بتربي أجيال ياآخرة صبري


وقفت منة وهي تأئن من الألم لتقول..

-خلاص ياماما خلاص انا اسفة..ايه مالك بهزر


تركتها والدتها لتخلع حجابها وتضع يدها على أذنها بوجع هامسة..

-الله يسامحك ياسوسو


ثم فكت ربطة شعرها لتنسدل خصلاتها وتصل الى ركبتيها بتمويجه رائعة جعلت والدتها تذكر الله ثم تقول..


-يامنة قصي شعرك شويه مثلا لحد أخر ضهرك..انما كدا هتتعبي وانتِ بتسرحيه


امسكت منه خصلاتها لتقبلها ثم تقول برهبة..

-لا طبعا مش هقصه أنا بحبه كدا

مستنية يطول أكتر وأكون روبانزل الغلابة


ضحكت والدتها لتقول..

-طب يلا ياختي ايدك معايا في الغدا ابوكِ واخوكِ زمانهم جايين بدري إنهاردة


عقصت منة خصلاتها ووقفت جوار والدتها وكالعادة لا تتوقف عن الحديث والمزاح إلى أن تصدع رأس والدتها منها



                              ***


إستيقظت من إغمائها الذي تحول لغفوة طويلة

لتجد إياد نائم جوارها وهو يتوسد صدرها يتمسك بها بقوة


داعبت خصلاته بخفة وهي تبتسم بتعب

ليفتح عيناه حينما وجدها قد استيقظت أخيرًا 

إعتدل لينظر لها مطولاً نظرة عتاب تعلمها جيدًا تلك النظرة التي يأتي بعدها جفائه لها..كاد يبتعد عنها لتمسك يده سريعًا هامسة


-اسفة يا إياد


التفت لها وشد يده منها ليقول بحدة

-بتتأسفي على ايه ياهند أصل اخطائك كترت


صمتت وهي تدمع ليجلس وهو يعلن المنزل والزواج الذي أقدم عليه من طفلة بكائة ولكن شهقاتها منعته يكمل إنفعاله ليمسح وجهه بهدوء ويقول


-نزلتي من ورايا ومقولتيش انك رايحة لأبوكِ..عرضتي نفسك لتعب وإجهاد وانا مليش أي لازمة ..صح ياهند


اعتدلت في جلستها لتقول بين شهقاتها..

-أنا اسفة..أنا كنت عايزه أعرف بابا بيكرهني انا وماما ليه..مكنتش عايزه كرهه ليا يبان قدامك..لأني عارفة لو قولتلك إني رايحاله هتيجي معايا


مكنش قصدي أقلل منك كل الحكاية كنت عايزه أقنعه يرجع ماما وأعرف بابا مبيحبنيش ليه يااياد..

ويارتني ماعرفت


انهت كلماتها وهي تضع يديها على وجهها وتشهق بقوة

كانت تتحدث بألم وإنهيار ألم قلبه..لم يخفى عليه نفور والدها منها منذ الصغر..ولكنها كانت تحبه وترجو حنانه

وكلما رأي نظرة الحزن بعيناها وهي تحاول التقرب من والدها ليصدها بقسوة يشعر بالغضب والنقمة عليه


اقترب منها وعانقها لتهدأ ليقول..


-في حاجات مش لازم نعرفها ياهند لأن مش هنعرف نغيرها لو عرفناها..انتِ غلطي انك تخرجي من غير ما تقوليلي

انتي كان ممكن يحصلك حاجه بسبب الوقعة الي وقعتيها..أنا خوفت عليكي ياهند


زادت من احتضانه وهي تبكي وتعتذر ليبعدها هو عنه ويقول بجدية..


-انا وانتِ شركاء في الحياة ياهند وقولتلك قبل كدا انتِ عندي كل حاجه..يعني لازم اكون معاكِ في زعلك قبل فرحك..ميهمنيش ابوكِ بيحبك ولالا


الي يهمني إن من وانتُ صغيرة شايفك نعمة ربنا بعتها ليا عشان تكون مراتي ولو عندي بنت زيك كنت هفضل أحبها وادلعها العمر كله


ضحكت وسط شهقاتها لتقول بصوت مهتز..

-مش كنت بتلعن في الجواز من شوية


ابتسم وهو يمسح عيناها ليقول..

-ماهو انا بجاملك دلوقتي


وكزته بقوه ليحتويها بين ذراعيه مره أخرى وهو ينوي الحديث مع حماه للمرة الأخيرة عساه يتعقل ولا يخسر أسرته في طرفة عين


                                   ***

شعرت بيد تمر علي وجهها بخفة وإلحاح ازعجها

قطبت حاجبيها ونفخت بضيق متمتمة...

-بس بقى عايز أنام


ليضحك ويعيد الكره إلى أن إلتفتت تقى للجهة الأخرى بعينين مغلقتين..لتداعبها يده مره أخرى بتسلية

امسكت يده بسرعة وهي تفتح عيناها بنعاس لتسمعه يضحك على كسلها..لتغمض عيناها مره مغمغمة..


-أدم سيبني انام


لم تشعر سوى انها بالهواء وهو يتمتم بكلمات ضاحكة لم تتبينها.. فتحت عيناها لتجد نفسها بين يديه وهو يسير بها في المنزل


حاوطت عنقه بقوة وهي تشهق بفزع..

-أدم ايه دا في ايه


إبتسم بإتساع ليقول بغيظ..

-نايمة بقالك كتير روحت الشغل ورجعت ولقيت سيدرا بتعيط ونيمتها وانتِ لسه نايمة بردو ...قولت اصحيكِ 


ختم جملته وهو يضعها على طاولة غرفة الطعام..لتشهق من برودتها لتقول بغيظ ممزوج بنعاس..


-بتصحيني رخامة يعني !


امسك كوب القهوه واقترب منها ليطبع قبلة صغيرة على ثغرها متمتمًا

-لا عشان وحشتيني


تحولت نظراتها الى أخرى حانية وهي تتابع عينيه العسليتين يمعنان النظر فيها


مالت إليه قليلاً وداعبت خصلاته ثم طبعت قبلة على شفتيه كانت قبلة رقيقة مسالمة مثلها..ولكن مال عناقهم لخشونه تشبهه


احتواها بين ذراعيه بإشتياق عظيم ولم يتوقف عن الهمس بكلماته المشتاقة العاتبة على تباعدها

وعلى غير العادة كانت مستسلمة راضية ترجو وصاله

فلم يجد إلا أن  يسألها بعيناه هل يبتعد ولا يقترب !   إنتظر أرادتها كما طلبت سابقًا


لتمنحه هي الإجابة وهي تحاوط وجهه من جديد وتبادر بعناقهم مرة أخرى..أعطته الإشارة الخضراء


ليحملها وهو يبثها حبه لها...وهو يغرقها في عبارات غزله بها...ونظراته العاشقة تروي قصة أخرى 

هي فقط فقط من حطمت أسواره..وجعلته عنوان للمستحيل


لم يخشى أن يريها جنونه الذي كان يخفيه خلف البرود والتحفظ ولم يبخل بإظهار شغفه بها

أراد أن يكون أدم الصغير المحبوس داخله خلف قضبان الماضي...لتتفاجأ هي بشخص أخر اكثر حنانًا وشغفًا والأكثر جنونا وعبثا


مر وقت ليس بقليل

لتشعر بأنفاسه تداعب عنقها بحرارة أيقنت من أنفاسه المنتظمة انه نائم

لتبتسم بشر وهي تداعب عنقه مطولاً

امسك يدها وهو يبتسم قائلاً بعبث..


-متلقدنيش انا مش بغير زيك


ضحكت وهي تتوسد صدره لتقول

-لا قول مبعرفش ارخم زيك


تلاعب بخصلاتها وهو يقول بجدية...

-عايزك تبقي جنب ماما الفترة الجاية ياتقى..اتحدد ميعاد العملية بعد إسبوع


ميزت نبرة القلق في صوته لترفع كفه الى ثغرها وتقبله بحنان هامسة..

-متقلقش ياحبيبي هتبقي كويسة

وانا جنبها دايمًا..وانت كمان نفسيتها هتتحسن جدا لما تشوفك جنبها


-انا رجعت من الشغل وقعدت معاها لحد ما اخدت الدوا ونامت...شكرًا ياتقى شكرًا على كل حاجة


إبتعدت عنه واستندت لمرفقها لتقول متسائلة..

-أدم انت ليه مبتقوليش حبيبتي كتير

يعني مبتقولش إلا تقى وحبيبتي تتعد على الصوابع بس


إبتسم ليقول وهو يداعب وجنتها..

-مع انه سؤال غريب بس انا بحب اسمك جدا..إختصار اسمك عندي انك حبيبتي..وبعدين تقى احلى من أي كلمة تانية


وضعت يدها علي وجهها لتقول بخجل..

-لا هيحصلي حاجه انت بقيت رومانسي ازاي ..يعني بعد كدا بدل ماتديني بالقلم هتقولي كلام من دا


مجرد ذكري أنه صفعها مرات عِدة جعلت إبتسامته تختفي وتتقلص ملامحه لتلاحظ هي ذالك


اراحت رأسها على صدره لتقول بنبرة محبة..

-أنا كنت بهزر ياحبيبي مقصدش 


قاطعها وهو يقول بندم ويضمها بقوة..

-أنا اسف


ثم ابتعدت عنها ليرتدي ملابسه ويخرج للنافذة وهو يتطلع الى النهار الذي بدأ يتلاشى


أغمضت عيناها ساخطة من نفسها..لترتدي ملابسها وتخفي خصلاتها وتتجه اليه تعانقه من خصره وتريح رأسها على هامسة..


-تعرف في كل الي مرينا بيه دا معرفتش اكرهك..ولا عرفت أبعد عنك..لما طلبت منك الطلاق وصممت انك تطلقني كنت بتمني جوايا انك ترفض وبردو بتمنى تتغير


وحمدت ربنا انك موافقتش...لثواني وانا بتخيل اني مش على ذمتك حسيت إن قلبي بيوجعني يمكن سمعتها مني كتير بس انا هفضل اقولهالك دايمًا..بحبك رغم اي حاجه حصلت وهتحصل انا بحبك لانك أدم

بتمنى تكون أحسن ليا ولعيلتنا الصغيرة


إلتفت لها وهو يعانقها بعاطفة صادقة.. لم يجد حاجه للكلام طالما يستطيع إحتوائها وضم جسدها إليه ليرتاح عقله أنها منه وله ..ومعه دائمًا



                                ***

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الثالث عشر)

روايات وسام اسامة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة