JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الرابع عشر)


 الفصل الرابع عشر 


جالسة في القصر وحيدة كما اعتادت في الأونة الأخيرة بعد ذهاب جواد غاضبًا من أفعالها..ولكنها لم تتراجع

ستصلح كل الأمور العالقة


امسكت هاتفها واتصلت بروما لتقول لها بنبرة حادة..

-عرفت انك سافرتي فجأة..فين اتفاقنا انك تبعدي البت دي خالص مش مفروض كنتِ تتصلي بيا


اجابت روما ببرود وصبرٍ نافذ..

-انا عملت الي عليا يامدام نازلي ..وكفاية الي حفيدك قاله ..اعتبري إن اتفاقنا محصلش


-انتِ اتأثرتي من الي حصل!

مش قولتلك انك تقدري تبعديها و..


قاطعتها روما بهدوء..

-مدام نازلي انتِ نفسك معرفتيش تعملي كدا..ياريت تنسي الاتفاق دا..انا مبحبش الخطط والحيل كفاية كدا


ثم اغلقت الهاتف بوجه نازلي المصدومة ليأتي حارسها من خلفها ليقول....


-مدام نازلي في أخبار عن ادم بيه


التفتت له بحدة..

-حصل ايه مع ادم زفت


أخبرها بوجود فريدة معهم واستقرارها الدائم بسبب مرضها ليحتد وجهها وتقول صارخة..


-يعني كلهم بقو تمام وانا الوحيدة الي عايشه لوحدي كدا...فريدة الي متستهلش حتى يتشفق عليها


لم يعلم الحارس بماذا يجيب لتصرخ به كي يخرج من امامها...ليلبي أمرها سريعًا..لتجلس هي بقهر على نفسها

فعلت كل هذا كي لا تكون وحيدة


عادت الى الوطن وهي عازمة على فعل ماأرادته

إقصاء تقى عن حياة حفيدها الغالي كي لا تكون شوكه في خاصرته كما فعلت فريدة في ولدها المتمرد

ولكن حفيدها لا يقل تمردًا عن أباه وعمته ..لا يستحقون نصائحها ولا إهتمامها حتى..لتغرق السفينة بهم ولن تدخل بعد الآن 


أمسكت هاتفها بأنامل مرتعشة من الغضب وتتصل بحفيدها الأخر ليجيب عليها ويسمع صوتها الحاد..


-جواد..تعالي خدني عايزة أرجع بيتي


                                ***


ارتدى ملابسه استعداد لعشاء مع شقيقته

وضع عطره النفاذ وفتح باب المنزل ليخرج حتى رأى تلك التي رأها امس ترفع يدها لتطرق بابه


ليقول بسخرية وهو يعقد ساعديه..

-مفيش غيري في العمارة ولا ايه


نظرت للصحن الذي بيدها لثوان قبل أن تقول بحدة..

-لا والله


-ها المرادي ماية ولانور ولا ولعت في العمارة !


دفعت الصحن لتعطيه إياه بقوه ليصتدم في معدته قائلة بغضب..


-لا طالعه أولع انا في ناس...اتفضل مع انه خسارة فيك ..عشان نجاح اخويا


ثم تركته وهبطت الى شقتها تحت نظراته المندهشة 

ليدلف بالصحن وهو يتعجب من لسانها السليط

وضعه وخرج من الشقة وصعد المصعد ليهبط للأسفل ببطئ وهو يراها عبر زجاج المصعد وهي تطرق باب شقتهم بعصبية ضحك علي تصرفاتها

ثم ركب سيارته وانطلق بها


بينما فتح اخاها الباب ليجد وجهها غاضب ليقول

-مين هزئك يامهزءة


وكزته بقوه في معدته لتقول بحدة..


-اخرس خالص مالي أنا إذا كنت نجحت ولا اتهببت ما تطلع انتا توزع للغفر الي متنيلين ساكنين


خرجت والدتها وهي تحمل صحن آخر بيدها..

-خدي يامنة طلعي دا للأستاذ ع


قاطعتها منة بعصبية صارخة..

-مدام شروق الي بتتكلم من تحت درسها طلعتلها واستحملت..أستاذ لطفي البصباص الملزق طلعتله وانا بعصر علي نفسي لمونة..طلعت لمدام رقية الي مفيش مديرة مدرسة غيرها واستحملت غرورها...وايه ختامها مسك اللطخ الي فوقنا وكلامه المستفز ...انما أستاذ علاء العصبي لاااا وألف لا


تحدث اخاها خالد بجدية وهو يربت على كتفها..


-مين الي زعلك وانا اجبلك حقك


لانت ملامحها لتقول بنبرة رقيقة..

-اخويا حبيبي ياناس


تحدثت والدة منة تقاطعهم..

-روح طلع الطبق انت ياخالد


امسك هاتفه واتجه نحو غرفته فورًا..

-منة هتطلعه ياماما


صفعة هبطت على ظهره لتقول منة بغضب..

-اخويا القِلة الي مش راجل


التفت لها بحدة لتحتمي بوالدتها لتقول سريعًا..

-الله بهزر متزعلش


تحدث خالد لوالدته بنبرة راجية

-صحابي في الكلية هيعملو حفلة بمناسبة النجاح ياماما هخرج معاهم بكره من الصبح وهنسهر بره وممكن نبات


صرخت والدتهم أخيرًا بغضب..

-حد يطلع الطبق لأستاذ علاء


سريعا دلف كلا منهم الى غرفته لتبقي هي وحيدة تتمتم بغيظ وحدة..


-عاهات جايبه شوية عاهات


بعد أيام وقد تزوجت شقيقته دون زفاف لأسباب تخص زوجها أدهم الذي احترم وفاة أحد افراد عائلة والده من بعيد.. وتزوج هو ومريم بإحتفال بسيط لم يضم سوى العائلتان..ورحلت شقيقته عنه الى منزل زوجها أخيرًا

ليبقى وحيدًا يتخبط بين العمل وذكرياته


ولكن حياته لم تخلوا من الصدف مع سليطة اللسان التي تسكن أسفله..وجميعها صدف ضدها تمامًا..تجعلها محط للسخرية والضحك


كان يقف في النافذة وهو يراها تقف مع زميلاتها وهي تضحك مع هذة وتلكم هذه

ابتسم وهو يرى ابتسامتها الواسعة..يشهد أن منة تلك كتلة حياة وطاقة..كانحلة تدور على الزهور


تختلف عن شهد تمامًا تلك لا تدع ثانية تمر دون أن تبتسم

تسكن معه في البناية منذ خمس أعوام كاملة

ولم يلاحظ وجودها حتى..ليتفاجأ بعدها أنها صديقة شقيقته


لم يدع فرصة إلا واستغلها واستفزها ليرى مدي سلاطة لسانها...يتذكر عندما كانت توبخه وهي تسير ثم وقعت مرتطمة بالأرض بقوة لتفقد الوعي فورًا..ولحسن الحظ كان شقيقها في المصعد ورأها ليحملها الى شقتهم

ليعلم بعدها أنها مريضة " الكهرباء الزائدة " أقل اصتدام لرأسها يؤدي الى إغماء


وفي الصدفة التي تليها كانت تنظر له بعدائية واضحة

وتجاهلت حتى الرد عليه..وكأنها سئمت من لعبة القط والفأر


اخرج هاتفه من جيبه ليتصل بشقيقته قائلاً

-ايوة يامريم ازيك


-ازيك ياعموري عامل ايه


أجابها عمار بإختصار شديد ليقول..

-كويس..معاكِ رقم ابو منة


-ابو منة ! ليه عايز رقمه


-اخلصي يامريم معاكِ رقمه او رقم والدتها


-معايا رقم ام منة بس قولي عايزهم ليه الأول 


-هتجوزها خلاص ارتحتي..اديني الرقم بقا واخلصي يازنانة


وصلته صيحة السعادة التي خرجت منها لتقول..

-بجد مبروك ياعمار بجد مش مصـ..


اغلق الخط بوجهها بإنزعاج ليقول..

-لو سبتك كدا مش هتجوز ابدا


خرج عمار من منزله ليتجه الى الطابق السفلي وطرق على بابهم ليفتح خالد بأبتسامة مرحبًا..


-اهلاً ياعمار ازيك


تنحنح عمار ليجيب بهدوء باسمًا..

-كويس..والدك موجود


-لا مش موجود


-طب ممكن رقمه ياخالد


عقد خالد حاجبيه ليقول بقلق..

-في حاجة ولا ايه


كاد عمار ان يتكلم ليسمع والدة خالد تصيح بإسمه..ليقول خالد...


-اتفضل ياعمار ادخل على مااجيلك


دلف عمار وجلس بينما خالد ذهب لوالدته

ثوان ودلفت منة الى الشقة وهي تغمض عيناها بتعب قائلة..

-مامااااا جعانة


خلعت حجابها والقته وهي تعطي عمار ظهرها دون ان تنتبه لوجوده..لتنسدل خصلاتها بطول ظهرها ليصل الى ركبتيها بتمويجته العريضة لتفرك خصلاته بقوة هامسة..


-الحر ابتدي يدخل وهيبهدلني خالص


ذهل عمار من طول شعرها ليتنحنح بقوة علها تنتبه له...استدارت منة ببطئ لتجد عمار جالس ينظر

لها بإنبهار لهيئتها تلك... تصنمت لثوان قبل أن تشهق بفزع وتضع الحجاب على رأسها وتركض الي داخل شقتهم بجنون


خرج خالد ليجد عمار يحدق في الفراغ بذهول..ليقول خالد بعد أن جلس امامه...


- ايه دا منة شكلها جت ..ها ياعمار كنت عايز من بابا ايه


-عايز اتجوز منة


                                ***

حبيسة غرفتها منذ مغادرتها المنزل

كانت تود الرحيل لترتاح..فرحلت ولكن لم يرتاح قلبها تشعر بالغرابة من رحيلها


وهي لا تدرك أبعاد هروبها ذاك..لم تأبه لهاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين..ولا لخوف شقيقتها من ردة فعل عائلتها


دلفت شقيقتها لها تحمل طاولة طعام صغيرة وهي تقول بحنق..

-المرادي هتاكلي يعني هتاكلي


تأفأفت سماح قائلة بخفوت..

-ياهدير مش عايزة اقولهالك كام مره مش جعانة ياهدير مش جعانة


جلست هدير جوارها ومسدت على خصلاتها بحنان قائلة..

-مش كنتِ عايزة كدا...مالك بقا زعلانة ليه


حالما سمعت كلماتها العاتبة انفجرت في نوبة بكاء مريرة لتعانقها شقيقتها وتربت على ظهرها بشفقة على حالها


لتتحدث بصوتٍ مختنق ملتاع..

-مش مرتاح ياهدير ..خايفة ومش مرتاحة..علي صبر عليا كتير اوي المرادي هيعاند ومش هيطلقني


-وانتِ عايزه تطلقي ياسماح


-اه عايزه اتطلق لاني حتى لو بحبه مش هستحمل واحدة تانية تكون جنبه


تأفأفت هدير من تناقضها لتقول..

-وانتِ بتحبيه ولالا


ازدادت بالبكاء لتقول بتقطع..

-اه بحبه


تنهدت شقيقتها بحزن لتقول..

-كنتِ استحملتي عشانه و..


صرخت سماح بخدة وهي تبتعد عنها..


-متقوليليش استحملي انتِ لو مكاني مش هتقولي كدا..مش هتستحملي انك تنامي في حضن جوزك واليوم الي بعده ينام في حضن التانية في الاوضة الي جنبك متقوليليش كنت استحملت


ربتت شقيقتها علي رأسها ثم خرجت من الغرفة لتبكِ سماح بقهر..


بينما دلفت هدير الى غرفتها وجلست على فراشها  ووضعت رأسها بين يديها دامعة على حال شقيقتها


لتشعر بيد زوجها يجذبها لصدره ليقول بحنان..

-متقلقيش الأمور هتتحسن


اغمضت عيناها وهي تبكِ بخفوت..

-طول عمرها حظها وحش اوي ولما حبت علي سابتله البيت دا يرضي مين طب


-مكنش ينفع تسيب بيتها ياهدير الراجل مننا ميستحملش إن مراته تخرج من وراه مابالك سابت البيت وميعرفلهاش طريق !


-بس دا الحل مكنش ي..


قاطعها زوجها بجدية..

-مفيش بس تواجهه أحسن ماتهرب منه

علي بيحبها ودا الي هزيد من غضبه


-انا خايفة يعملها حاجه لو عرف انها هنا


-ساعتها هيكون حقه ياهدير...متعرفيش الغلط الي سماح عملته كبير ازاي ولولا انك عيطي عشان نسافرلها كنت مستحيل أوافق


صمتت هدير تحاول التفكير في معضلة شقيقتها و تتمنى أن تجد حلاً...


بينما في الصعيد كانت لهفة تنظر لعلي بحزن

لأول مره يتألم قلبها لاجله..ترى عذابه لغياب ضرتها

ليتها تستطيع جعله يحبها هي بدلاً من الأخرى..ولكنه

اختار أن يحب سماح...تلك التي تذيقه من الألم ارتالاً


جلست جواره علي الفراش وهي تري معالم التعب على وجهه الذابل..لم يذق الراحه منذ رحيلها..بحث عنها في كل مكان...وكل من يسأل عليها يخبره أنها في احد الحافظات عند اقاربها لتجنب فضيحة هروبها


تنهدت لهفه بحزن لتقول بصوت لا يسمعه سواها..


-طب ماتحبني انا..دا اني بستنى نظرة رضا منك..حبني انا ياعلي دا اني كبرت على ايدك..عارفة انك من البداية متجوزني عشان مكتوبة علي اسمك وبس..لكن اني وعيت على حبك..وعيت على كلمة لهفة لعلي...قولت مش مشكلة انه ميحبنيش كفاية إنه بيعملني بالحسنى


اكملت بدموع صامتة..

-بس قلبك مال بس مش ليا لبت عمك

مكنتش اعرف انك بتحبها كدا ياعلي


وضعت رأسها على صدره وهي تبكِ بصمت..ليربت هو على يواسيها..لتعتدل في جلستها بعد أن مسحت دموعها لتقول بجدية..


-طلقني ياعلي


نظر لها واغمض عينيه بتعب...لا يتحمل المزيد وكأن الجميع مسلط عليه تنهد يحاول الهدوء ولا ينفعل عليها ..لتمسك يده راجية


-بالله عليك طلقني ياعلي..انت مش عارف تعيش معايا..ولا اني هستحمل الظلم ده عمرك ماكنت ظالم

متظلمنيش بوجودي معاك


-ومش هظلمك واسيبك يالهفة انا عارف اني مقصر معاكِ 


قاطعته بأسى وهي تمسح دموعها..

-ياعلي مش حكاية تقصير ولا غيره سيبني لحال سبيلي انت هتبقا بتظلمني لو سبتني على ذمتك بشوفك بتتعذب من بعد غيري


نظر لها بضعف وتعب لا يقوى على الحديث..

-وحيات اغلي حاجه عندك طلفني ياعلي

مش هستحمل  متظلمنيش معاك أكتر من كدا


جذبها اليه وقبل رأسها مطولاً لينفذ رغبتها ويقول..

-انتِ طالق يالهفة


اغمضت عيناها بإرتياح لقد أنهى مابينهم دون مزيد من الكلام..لتطبع قبلة صغيرة على جبينه

وتركته وخرجت من الغرفه لتبكِ بحرية

تبكِ زوجها وحبيبها التي تناولت عنه لأخرى بطيب خاطر

يكفيها أن يكون سعيد 


دلفت غرفتها وأغلقت الباب لتقع ارضًا وتبكِ بقهر على زوجها وحبيبها..تذكرت كل لحظاتها معه ..حبها الشديد له احتوائه لها ...نظراتها وهي طفلة تتمنى أن تكبر وتتزوجه

لطالما كان فارسها المغوار..وكانت هي فتاته المطيعة


قامت بتكاسل وتعب لتجلب تلك الورقة التي وجدتها بخط سماح قرأتها مرارًا وخبئتها كي لا يراها


ظلت تبكي فترة طويلة..الى أن مسحت دموعها بحزم ووقفت تجمع اغراضها محدثه نفسها أنها ليست من اختارت الرحيل..يجب أن تترك ماهو ملك غيرها وأولهم قلب علي


جمعت أغراضها واردت عبائتها ثم دلفت لـ علي وتلك الورقة بيدها لتمد له يدها وعيونها الخضراء تشوبها الدموع..


-خد ياعلي..الورقة دي سابتها سماح قبل ماتمشي أنا اسفة اني خبيتها


ثم خرجت سريعًا تحت نظراته المندهشة..لتذهب الى منزل اهلها وهي تدعو الله تن يصبرها على فراق زوجها


بينما علي قرأ الرسالة سريعًا وتذكر ارتباك شقيقتها عندما ذهب اليهم ليسأل عن سماح..وانكارها الممزوج بالقلق

الآن علم اين تختبئ زوجته الهاربة


                                ***

مجتمعين على طاولة العشاء يتناولون طعامهم بصمت

بينما نظرات ادم العابثة تجعل تقى تتورد اكثر من ذي قبل


تنحنحت تقى لتجلي صوتها وتقول..

-صحتك عاملة ايه دلوقتي ياماما


أجابت فريدة باسمة رغم تعجبها من سؤالها وهي تسكن معها في ذات المنزل

-الحمدلله كويسة 


شعرت تقى بيد ادم تتحرك على ذراعها من الخلف ليقشعر بدنها وتنظر له بحدة كي يبتعد..ليضحك بخفوت دون أن تلاحظ والدته لتمسك يده وتبعدها عنها بخجل


ليقرب يديه من خصرها ويتحسسه برقة لتشهق بقوة وهي تنتفض من جواره..رفعت فريدة رأسها لتقول بقلق..


-مالك ياتقى


نظرت لأدم بغضب لتقول..

-افتكرت صاحبتي كانت قيلالي اكلمها وأنا نسيت ياماما


اجابت فريدة وهي تتابع تناول طعامها..

-مش مشكلة كلميها بعد الأكل


كان ادم يتابع كذبتها باسمًا ببرائة خادعة

ليقرب يده مره اخرى منها ولكنها امسكتها بتحدي

ليتحسس ظهر كفها بأصابعه لتتركه سريعًا وتضع يدها على الطاولة


وقفت فريدة وقد انهت طعامها قائلة..

-هدخل اشوف سيدرا


حرك ادم رأسه بإيجاب..لتدلف فريدة الى الغرفة ويسرع هو بحمل تقى لتجلس على ساقيه وهو يكتم شهقتها


ضربته على صدره بحدة لتقول..

-ممكن افهم بتعمل ايه


لثم وجنتها ثم الأخرى وهو يغمغم 

-وحشتيني


ابتعدت وهي تدفعه بخجل..

-ادم ابعد ماما ممكن تخرج وتشوفنا كدا


ابتسم بعبث ليمرر اصابعه على رقبتها حتى ظهرها بخفة 

-مليش دعوه بحد


لانت ملامحها بترجي وهي تبتعد عن يده الخبيثة..

-ادم متعملش فيا كدا متحرجنيش قدام مامتك


ابتسم بخبث ليقترب من وجهها اكثر..

-وهو انا بعمل ايه


شردت في عيناه الحبيبة وهي لا تقوى على الحديث تحبه بكل ذرة في قلبها..صدقًا يحرك مشاعرها بنظرة واحدة منه

كيف لقلبها الصغير أن يحوي كل ذاك الحب له

إنتبهت الى يده التي تسللت لخصرها من جديد يداعبها..


-بطل قلة أدب بقا


ألقت كلماتها بحنق وهي تحاول الفرار منه ليضحك ويلثم رقبتها برقة..

-ماشي هسيبك خلاص


ثم استدار ليذهب..لتغمض عيناها وتبتسم بسعادة 

ثم لهث لسانها بالدعاء أن يحفظ الله لها عائلتها الصغيرة

لتجده عاد والتصق بها يقبل ثغرها بخشونة لتبتسم وتحاوط عنقه متنهدة براحة..ليبتعد عنها بعد لحظات..


-شوفتِ بقا انك قليلة أدب


ضحكت ومالت على صدره الذي رحب بها بكل سرور..ثم عانقها وهو يشاركها ضحكاتها الخافتة


                              ***

بعد مرور اسبوع على الأحداث السابقة


كعادة كل ام مصرية أصيلة او جده

امسكت ايمان خيط كبير وابرتان كبيرتان وبدأت بالحياكة لأجل حفيدها المنتظر بينما هند جالسة جوارها صامتة


لتقول فجأه بإندفاع..


-ماما احيانًا الطلاق احسن من العيشة مع زوج مبيحسش متزعليش انك اتطلقتي


نظرت لها والدتها نظرة لائمة..

-عيب تقولي على ابوكِ الكلام دا..انا ماربتكيش على كدا


ثم اعادت نظره الى ما في يدها واكملت..

-وبعدين انا كنت مستحملة عشانكم وانتِ اهو اتجوزتي راجل بيحبك وهتجبيلي حفيد واخوكِ راجل ملو هدومه ميتخافش عليه..لولاكم كنت اتطلقت من زمان ياهند


دمعت عين هند لتعانق والدتها بقوة وتقول..

-تعالي عيشي معانا ياماما..اياد بيحبك اوي وهيفرح لما تقعدي معانا


-انا في بيتي هنا عايزين تزوروني اهلاً وسهلاً انا مبقعدش مع حد


زمت شفتيها ونظرت الى بطنها المنتفخ قليلاً..

-ماما اياد مش راضي يعمل سونار..بيقولي عايز يتفاجئ


ضحكت ايمان لتقول بحكمة..

-هيطلع ولد


-بجد ياماما


-اه بجد يلا بقا قومي نامي شوية على ما اخلص الأكل وجوزك يجي


وقفت هند وحركت رأسها بإيجاب ثم دلفت الى احد الغرف وتسطحت على الفراش بتعب لتمسد على بطنها بلهفة كأنها تحدث طفلها..


-هانت هشوفك بعد شهر واحد


ثم أغمضت عيناها بتعب..

وهي تتذكر مافعله زوجها مع أباها ذهب وعاتبه على مافعله معها بالذوق والرفق ولكن لم يرتاح والدها الى أن وصل النقاش بينهم لمشاجرة حادة أدت الى قطيعة كبيرة بينها وبين والدها وشقيقها مازن


نزلت دمعة ساخنة من عيناها

لتبتسم بعده شاكره ربها على وجود زوجها سند لها وحماية..ووالدتها الحنونة التي أفنت عمرها صبرًا لإجلهم


                                ***


في أحد المستشفيات الخاصة..


كان ادم يجلس بملامح شاردة ينظر الى غرفة العمليات

وتقى تمسك يده وتردد آيات من الذكر الحكيم وتدعو لفريدة بدموع راجية


بينما زوجها لم يقل عنها خوفًا او رجاء ..لم يشعر بالخوف في حياته كما في تلك اللحظة ولا يستطيع أن يعبر عن خوفه..لا يستطيع سوى ان يقلق ويتحفظ على إنفعالاته...يرجو من الله ان لا يحرمه من والدته..


وقف ادم وهو يشعر بالضعف والخوف ليقول بنبرة مهتزة:

-عايز اصلي ركعتين ياتقى


لم تتفاجأ من طلبه..منذ مدة وهو يتعلم الصلاهةمع تعلم أصول الدين والعبادات على يد أحد الشيوخ الصالحين

ولم يأخذ تلك الخطوة إلا بعد تردد واضح..وكثير من الإلحاح


لتقف وتمسك يده قائلة بحنان..

-تعالى نشوف اوضة فاضية نصلي فيا قضاء حاجة


حرك رأسه بإيجاب وهو يغمض عينيه يدعو الله أن ينجي والدته..


بحثوا عن غرفة فارغة..لتدلف مع زوجها وتغلق الباب

اخرجت من حقيبتها سجادة صلاة ووضعتها ثم اخرجت حجاب طويل لها ووضعته خلفه


لتقول بخفوت..

-لسه علي وضوئك !


حرك رأسه بإيجاب ووقف أمامها ليكون الإمام وهي خلفه استعدادا للصلاة

انغمس في تلاوة الآيات القصيرة التي حفظها ليصلي بها


كانت دموعه تهبط بصمت وهو يدعو الله

لم يعرف الضعف سوى أمام خالقه...لم يبوح بخوفه وقلقه سوى لربه..لم يجد ملجأ وملاذ لضعفه سوى لقوته عز وجل

الشكوى للبشر لن تصلح كسره بل تزيد ذله ومرارته..ولكن الشكوى الى الله جبرت روحه الضعيفة التي تتخبط بين الذنب والتقى


انهي صلاته ليشعر بزوجته تجلس أمامه وتضمه اليها بقوة

ليتشبث هو بها بخوف لم يستطع اخفائه لتهمس برفق

-متقلقش ياحبيبي هتبقا كويسة والله


حرك رأسه بإيجاب ليقف ويلملم المصلية..لتفعل هي المثل ويخرجو منتظرين خروج فريدة


بعد مايقارب الست ساعات خرج الطبيب من الغرفة

-العملية انتهت على خير ومفيش أي مضاعفات

هتكون تحت الملاحظة لحد مايتحسن وضعها


تحدث ادم بإمتنان صادق..

-شكرًا لمجهودك..اقدر اطمن عليها امتى !


-مش قبل يومين لازم ترتاح بالكامل

حتى مجهود الكلام مش مطلوب ابدًا


حرك رأسه بإيجاب متمتمًا بعبارات الشكر مره أخرى..ليسمع تقى تقول..


- الدكتور طمنا عليها اهو..يلا تعالي نروح عشان تنام ساعة وبعدين تاخد حمام وتفوق شكلك تعبان اوي


تنهد بإرتياح ليقول

-ماشي يالا بينا


                                ***


وصل علي الى منزل هدير ليطرق الباب محاولاً التحكم في غضبه..كي لا يفعل مايندم عليه..منذ أيام وهي تختبئ في منزل شقيقتها وهو يجوب لأنحاء بحثًا عنها تلك المتبجحة


قامت سماح بكسل لتفتح الباب لتقول..

-نسيتِ المفتاح تاني ياهدير


فتحت الباب لتجد أمامها علي ينظر لها بغضب..ابتلعت شهقتها لتقول بتماسك..


_جاي ليه يا علي


دفعها بحدة ليدلف ويجلس ليقول ساخرًا..

-جاي عشان اشوف مراتي الهربانة من بيت جوزها ومستخبية عند اختها


جلست هي الأخرى لتقول..

-أنا هربت لأني مقدرتش أستحمل العيشة دي..مش هستحمل اعيش مع درة


إبتسامة قاسية ارتسمت على ثغره ليقول. 

-مستحملتيش ايه ياسماح !

هي الي استحملت مش انتِ..هي وافقت انها تعيش مع درة 


صدمت من هجومه لتقول بإندفاع..

-هي لو بتحبك مش هتستحمل تعيش مع درة بس هي عاشت معايا


-قصدك انك بتحبيني !


صمتت لتهبط دموعها ليقترب منها ويقول..

-طيب قومي ارجعي معايا البيت لو بتحبيني


مسحت دموعها لتقول برفض..

-مش هقدر ارجع معاك..لازم تختار ياتعيش معاها وتطلقني



حدق بها بعمق ليسمع باقي جملتها وهي تقول بحسم

-ياارجع معاك وتطلقها


هنا ابتسم بسخرية وصمت لثوان قبل أن يقول..

-تعرفي لهفة عمرها ماقالتلي اطلقك بالعكس كانت بتتمنى أحبها ولو نص حبي ليكِ..ولما مشيتي إختارت انها تطلق عشان تكوني انتِ على ذمتي وطلقتها..


-طلقتها بجد


وقف ونظر لها نظرات بحدة عجز عن احتوائها..

-استحملت اني اتجوز عليها...استحملت اني احب غيرها..وااطلقت عشان تشوفني مرتاح في حياتي


ليردف بغضب وهو يمسك يدها بقوة لتتألم..


-انتِ بقا عملتي ايه...بعدتيني عنك، بتعاندي معايا..هربتي من بيتك وفضحتي عيلتك وانا الي بقيت بغطي عليكِ سبتيني وفي الأخر بتخيريني أطلقها عشان ترجعي معايا


هبت واقفة لتقول بغضب وهي تنزع يدها من يده صارخة

-هي طلعت الملاك رابعة العداوية وانا الشريرة الي مبتحسش... طب اقولك انت الي مش راجل


صفعها بقوة جعلت وجهها يستدير الى الجهة الأخرى ليقول بشراسة..


-عندك حق انا الي مش راجل..انا الي حبيت انسانة معندهاش دم..معملتش معاكي إلا كل خير طالق..طالق..طالق بالتلاتة


ثم تركها وغادر المنزل وسط صدمتها وبكاؤها..ببساطة طلقها لأجل لهفة بسهولة..لأنها خيرته إما أن تكون وحدها بحياته أو لا..واختار " لا" بلا ندم


بينما هو اتجه الى محطة القطار من جديد ينوى إصلاح ماأفسده بحياته..يلعن الحب الذي أوقعه ارضًا ولم يكن سوى تهور خسر أمامه الكثير 



                                  ***

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الرابع عشر)

روايات وسام اسامة

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage