JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية رد قلبي الجزء الأول (الفصل الأخير)

 


رواية رد قلبي
الحلقة الأخيرة..." كُسرت أظافرها الناعمة"
.............................
انت نقطة ضعفي ولا القوة
انت اكتر حدا جواتي بحبه بقوة

رايح وكلمة ياليت..مابتدرك لو فليت
رووح يلا روح..اوعدني ماتعرفني لو فيك التقيت

اسمي على شفافك شلت
خبرني انت كيف قدرت

لما وقفت حدي وقلت تحمل جروح
هلأ خلاص الله معك..مافيني امنعك

غمرني عبالي ودعك قبل ماتروح
قبل متروح

تنهيده حارة خرجت من جوفه وهو يرى سارة جالسة على أحد الموائد في كافيتيريا الجامعة مع رفقائها
كانت مبتسمة صامتة...تتابع أحاديثم بصمت وعيون شاردة...اخبرته شقيقته ان سارة لم تعد كالسابق ابدا
ابتعدت فجأة عنها وصارت تعاملها بجمود غريب

ولم تعد تحضر اي تجمع عائلي..في الحقيقة كذالك عمه وزوجته ابتعدوا عن العائلة وسادت القطيعة بينهم..إبتعادهم كان ملحوظ وخاصة سارة لم تظهر في اي مناسبات
وصارت بعيدة عن الأنظار مُنشغلة في حياتها الخاصة
بين الجامعة وحفلات الموسيقى التي تركض خلفها بإلحاح

انطفأت سارة ولم تعد مُتوهجة
انطفأت عيناها اللامعة..وهرب مرحها وتركها شاردة واجمة..او تبتسم بتكلف !
سارة التي لا تعلم للإصطناع طريق باتت متكلفة تحسب حساب لكل حرف يخرج منها

إستفاق على يد شقيقته وهي تقول..
-فاتح انت روحت فين..بقالي ساعة بكلمك

إلتفت فاتح لها وعيناه تحكي عذابه..بُعد سارة مؤلم
ورؤيتها مؤلمة..اسمها يجعل خفقاته تتسارع بحماقة
رحلت سارة وتركت علاماتها على قلبه وعقله
هتف بخشونة وهو يحاول التركيز بعيدًا عنها...
-مفيش..المهم بلاش تتأخري وعموما خلاص اعتقد إن العميد هيوافق على نقلك

همهمت لتقول وهي تنظر لسارة..
-اممم سارة هنا !
كالعادة عبدالرحمن لازق فيها رغم ان كل دا مش لونه

نظر لها فاتح بإستفهام لتوضح بهدوء..
-عبدالرحمن اسماعيل..دا اتخرج من الكلية من سنتين تقريبا..واتعين مُعيد وبيحضر دكتوراه..شكله معجب بسارة والكل ملاحظ كدا

إشتد فك فاتح ليقول بغضب مكتوم...
-واشمعنى سارة ماالكلية مليانة بنات حلوة
ايه خلاص سارة بقت مطمع للكل !

عقدت حاجبيها لتقول بعد صمت...
-بس دا مش رأيه..سارة جميلة ومختلفة
هو جد زيك وذوق ولطيف..بس تقريبا معجب بسارة بسبب جنانها واختلافها

توهج وجهه بإنفعال وهو يحول وجهه لعبدالرحمن..وتأمله قليلا..وجده شاب مقبول الهيئة بجسد معتدل ووجه للأسف قد يجذب بعض الفتيات لملامحه الرجولية وذقنه الخفيفة وكذالك شاربه..ونظاراته العصرية..عبدالرحمن كان قادر على جذب إنتباه سارة بهيئته

القى نظرة غاضبة على سارة التي أمالت رأسها على يدها تستند اليها..وخصلاتها القصبرة قد إستطالت ووصلت لأسفل كتفيها..وكانت تسمع للحديث الدائر بين استاذها عبدالرحمن..ورفقائها
ندفعت الدماء الى رأسه عندما رأى عبدالرحمن يُبعد غرة سارة عن وجهها..ليسير بخطوات واسعة نحوهم ويجذب سارة من يدها بحدة صارخًا...
-قومي معايا حالا

صُدمت سارة من ظهوره فجأة لتقول...
-فاتح..في ايه بتشدني كدا ليه

وقف الجميع يتابعون مايحدث ليتدخل عبدالرحمن بجدية وهو يجذب يد سارة من يده قائلا..
-استاذ فاتح اظن في طريقة تانية تكلمها بيها أحسن من دي

ضحك فاتح ساخرًا ليقول..
-لا واضح انك عارفني بقا

خجلت سارة من العيون التي تراقبهم لتقول بخفوت..
-فاتح انت بتعمل ايه هنا

نظر لها فاتح بغضب ووبخها قائلا..
-جاي اشوف خطيبتي وواحد بيحسس على شعرها وقاعدة عادي ولا كإن في حاجة

من جديد تدخل عبدالرحمن ولكن تحدث بحدة..
-اولاً كانت خطيبتك سابقًا..ومينفعش تقول حاجة زي دي عليها لاني ملمستهاش..ثانيًا حتى لو لمستها مشكلتك ايه

توترت سارة لتقول بإرتجاف وهي تُمسك يد عبدالرحمن..
-عبدالرحمن خلاص الناس بتتفرج علينا

جذبها فاتح بقوة صارخًا..
-سيبي ايده انتي اتجننتي ولا ايه

جذبها عبدالرحمن نحوه ليقول بحدة اكبر..
-اظن ان تدخلك بين واحد وخطيبته مش كويس ابدا
وبما اني متشرفتش بيك قبل كدا ولا في خطوبتي انا وسارة فا احب اعرفك بنفسي..انا خطيب سارة

بُهت وجه فاتح ليقول..
-ايه !

عقد عبدالرحمن وهو يرى شحوبه ليقول..
-زي ماحضرتك سمعت سارة خطيبتي وأقل من سنة وتكون مراتي..فا من البواخة انك تكلمها بلإسلوب دا
نظر فاتح لوجه سارة بصدمة وحزن..لتُشيح وجهها عنه مانعة دموعها من الهطول..لتهمس بصوت متحشرج..
-عبدالرحمن عايزة امشي

همهم عبدالرحمن وهو يُمسك يدها ويغادر الكافيتريا ولازال فاتح ينظر لسارة بقهر عظيم..يحبها..أدركت انه يحبها..ولكن فات الأوان..فاتح صفحة اغلقتها بكامل إرادتها..لا لم تغلقها بل أحرقتها نهائيًا ولا رجعة

بينما ربتت شقيقته على كتفه قائلة بخفوت..
-فاتح يلا نمشي..

إلتفت لها ليسير وأنفاسه تضمحل داخله ..سارة خُطبت لغيره..تلك التي كانت على اسمه بيومٍ من الأيام..كانت زوجته..أُخذت بعدما أحبها !

كيف !
تساؤلات تدور وتدور في عقله الى أن سمع شقيقته تقول بشرود...
-سارة منزلتش على الفيس انها اتخطبت..ولا عمو ولا طنط قالوا لحد...معقول اتخطبت
طب ازاي

صعد فاتح سيارته وجوارته الأخرى ليُمسك هاتفه ويتصفح صفحتها الشخصية..ليجد كلمة " عزباء "
لم تُغيرها ..فتح صورتها الشخصية وبحث في التعليقات والإعجاب على الصورة ليجد اسم عبدالرحمن

ضغط على الإسم وتصفح مدونته ليجد كلمة "خاطب"

رفع حاجبيه بدهشة..لا يدري هل يصدق ذاك الأحمق انه خطب سارة..ام يصدق العكس بدليل أنه لم يسمع بخطبتها او يرى على صفحتها الشخصية
ليقول فجأة...
-انتي شوفتي دبلة في إيد سارة

عقدت حاجبيها بتفكير قبل ان تقول..
-لا خالص مكانتش لابسة دبلة..انت بتفكر في ايه !

همهم ليقول بحزم...
-بفكر ارجعها..انا مش هصدق المسرحية البايخة الي حصلت دي

-وترجعها ليه..وطالما هي قررت تبعد عننا نصدق او منصدقش ليه !

صمت فاتح وشرد بحنين لتلك العفريته ليقول..
-انا بحب سارة بحبها اوي..بحبها وهرجعها وهغيرها
مش هسيبها لحد1

نطق لكلماته بحزم وقد قرر انه سيرجعها حدث
رغم عنها وعن أنفها المغرور..ورغمًا عن ذاك الأحمق
ستعود له ويخبرها انه يحبها ولا داعي لتلك اللأعيب كي تُثير غيرته..وله فرصة اخرى معها

انطلق حيث منزلهم ليوصل شقيقته التي نزلت من السيارة بصمت وهي تنظر له نظراته مُندهشة
لتخنفض على نافذة السيارة قائلة...
-اقول لبابا وماما على الي حصل ولا مش لازم

-مش لازم متحكيش حاجة

حركت رأسها بإيجاب وغادرت لينطلق هو بسيارته
وأمسك هاتفه وصغط على زر الإتصال..ليسمع صوت الجرس ويده تتحرك على عجلة القيادة..مره عقب أخرى

بينما على الطرف الأخر كانت سارة تجلس في سيارة عبدالرحمن تقبض على هاتفها بقوة بعدما رأت اسم فاتح يتصل..اشاحت عيونها الدامعة للنافذة..تود لو تشهق بقوة وتبكي..تود لو تصرخ لتخرج ذاك الألم من قلبها..رؤيتها لفاتح أرجعتها لنقطة الصفر..رجعت الي محطة حبه التي ظنت انها غادرتها بلا رجعة

ولكن رؤيتها له أعادت ثوب حبها المُرقع بحب فاتح
ذاك الرجل الذي دهس قلبها ألف مره ولم يتوقف
ليتها لم تراه..ليتها لم تأتي الجامعة اليوم

لاحظ عبدالرحمن وجهها المختنق وعيونها الدامعة ليقول بهدوء...
-سارة انتي كويسة !

همهمت دون رد..لينظر ليدها التي تقبض على الهاتف الذي يتحرك بإهتزاز..ليقول..
-موبيلك بيرن

همست بصوت متحشرج..
-دا فاتح

إبتسم بلا مرح ليقول...
-ابن عمك مبيفهمش في الأصول خالص ياسارة

عضت شفتيها بقوة واعتصرت عيناها الذابلة..لتسمع صوته من جديد يقول..
-عايزة تردي !

تحدثت بقوة كاذبة وهي تشيح وجهها....
-لا

-كدابة

نظرت له وقد توسعت عيناها لتقول بإندفاع..
-انا مش كدابة مسمحلكش تقول كدا

تنهد عبدالرحمن وأوقف سيارته ليقول بهدوء رغم جمود نظراته...
-انزلي ياسارة..ادخلي خدي حمام دافي وارتاحي
وانا هرجع الكلية عشان عندي سكاشن انهاردة
سلميلي على عمي وطنط

حدقت في وجهه بتيهه ودموعها تتكاثر في عيناها
لتسمعه يقول بلطف...
-انزلي ياسارة انتي محتاحة ترتاحي
ولما تصحي ابعتيلي رسالة وانا هكلمك بين السكاشن

حركت رأسها بصمت وخرجت من السيارة
واتجهت للمنزل..بينما هو حدق بأثرها ثم عاد للجامعة كي يشرح لطلابه

بينما هاتفها لا يتوقف عن الرنين بإلحاح..متى كان لحوح بهذا الشكل..متى اتصل بها أكثر من مره !
أجابت على الهاتف بصوت هادئ عكس الدموع التي تسيل على خديها...
-نعم يافاتح

-انا برن عليكي مبترديش ليه ياسارة

جزت أسنانها قبل أن تقول..
-انا مس مجبرة أرد على اتصالك من الاساس يافاتح
خصوصا بعد الي حصل منك من شوية..انت عايز مني ايه !

تحدث بجدية...
-انتي فين..لازم اشوفك ونتكلم

-مفيش كلام بينا..او بمعنى أصح كلامنا خلص

-لا لسه في كلام بينا كتير ياسارة..احنا محصلش بينا كلام عشان تقولي انه خلص، لازم اشوفك
هستناكي في الكافية الي كنا بنقعد فيه..لو مجيتيش هجيلك الكلية بكره ونقعد نتكلم

تحدثت أخيرًا بحفاء...
-انا جاية سلام

أغلقت الهاتف وهي تتنهد بقوة..وتمسح عيناها الدامعة..لابد أن تقابلة لتعلم ماهية الحديث الذي يخبرها بوجوب رؤيتها لإجله وإلا جاء للجامعة

خرجت من المنزل وذهبت سريعًا للمقهى الذي ينتظرها به..صوت صدح بعقلها..
"طب وعبدالرحمن ! "

طمأنت نفسها بتوتر..
-مش هيعرف..او انا هبقا اقوله بعد مااشوف فاتح عايز ايه..دي صفحة لازم تتقفل

ذهبت ولم تدري أن فاتح يود أن يكتب صفحات جديدة في دفترهم الخاص ...يود إرجاعها له من جديد..والبدء معًا بطريقة صحيحة بدايتها إعتراف بالحب..!

وصلت الى المقهى بعد دقائق..ووجدته جالس على طاولة جانبيه..اتجهت له وجلست بهدوء قائلة...
-خير !

-سارة ايه الي حصل في الجامعة دا
ازاي تكدبي كدبة زي دي بين زمايلك
وازاي تكدبي اصلا

عقدت حاجبيها لتقول بجمود...
-اكدب ! كدبت في ايه بالظبط
تنهد فاتح بضيق قائلا...
-كدبتي بإنك مخطوبة..سارة انتي مش مجبرة تكدبي عشان تندميني او تخليني غيران
ان عارف ان دا مش خطيبك..محدش في العيلة يعرف..وانتي مش كاتبة على الواتساب...ولا حتى لابسة دبلة..سارة انتي هخليتي شكلك وشكلي وحش قدام الكل بسبب تفكير تافه

كانت تُتابعه بصمت وإبتسامة ساخرة مرتسمة على شفتيها...حقًا يظنها تكذب وتُحيك الألاعيب كي يغار عليها...يالها من مُخيله خصبه...تابع بهدوء بعدما ضبط إنفعاله...
-سارة تعالي نبدء من جديد هاجي لعمي وهتكلم معاه..هعتذرله واطلب ايدك تاني..ها قولتي ايه

حركت رأسها وهي تضحك ساخرة والدموع ملتمعة بعيناها....
-اممم يعني انت فاهم اني بكدب عليك واني عاملة لعبة إني انا وعبدالرحمن مش مخطوبين ..وكل دا عشان أخليك تغير...خيالك واااسع اوي ياباشمهندس

كان ينظر لها بغضب مكتوم قائلا...
-سارة كفاية كدب

عضت على شفتيها لتقول...
-عايز اثبات !

أمسكت هاتفها واتصلت على أحد الأرقام وفتحت مُكبى الصوت..ليصلهم صوت والدها لتقول بإبتسامة ساخرة....
-ازيك يابابا عامل ايه

-الحمدلله ياحبيبتي انا كويس..رجعتي من الكلية !

-اه يابابا تعبت شوية وعبدالرحمن وصلني
وقالي انه احتمال يجي انهاردة هو ومامته
وهيتصل بيك تقريبا

-يشرفونا ياسارة..بس غريبة إسماعيل مقاليش رغم انه جالي المحل انهاردة

أمالت سارة رأسها بشماتة وهي ترى شحوب فاتح لتقول بهدوء...
-تمام..فهمت عمو اسماعيل اني عندي حساسية من الدهب ومش عارفة ألبس حاجة منه

ضحك والدها ليقول...
-اه قولتله امبارح...الراجل المجنون عايز يجيبلك خاتم ألماس...فاكر نفسه إبن سويرس

همهمت سارة لتقول وهي تغلق الهاتف...
-طيب يابابا هقفل معاك بقا عشان الحق انام شوية

-ماشي ياحبيبتي سلام

أغلقت الهاتف لتحرج كتفيها...
-ايه رأيك في كل دا...لسه فاكر نفسك محور الكون بردو واني بخطط وبجري وراك..فوق يافاتح..انت غلطة انا غلطتها

كادت تقف ولكن أمسك بيدها ليقول برجاء غريب على طباعه الحادة...
-يارة انتي مبتحبهوش..سيبيه انتي بتحبيني انا

رفعت حاجبيها وجلست لتقول ساخرة...
-اممم بحبك انت..طب طالما عارف اني بحبك انت مدافعتش عني ليه قدام رجاء..اهنتني ليه طول خطوبتنا..ليه كنت بتحسسني اني فاجرة وان كل بنات العيلة أحسن مني...ليه طلقتني

أنهت كلماتها بصوت متحشرج..وهي تنظر لعيناه المُعذبه..لتقول بعد صمت...
-اظن مبقاش ينفع وكل دا متأخر
فاتح انا مبقتش باقية عليك..خلاص انا اختارت طريقي وشريك حياتي

ثم وقفت وغادرت سريعًا..بينما هو جالس مكانه..يطالع أثرها بوجه محتقن..وصوت ساخر داخله يضحك ويخبره...أن الصغيرة كبرت
وردت صفعته لها في الماضي..صفعات

كُسرت أظافرها الناعمة..ونمت مخالب قاسية
وأخذت قلبه وغادرت...وصوت مسكين داخله يهتف بلوعة.. رُدي لي قلبي10

                                ***
وقفت سيدرا أمامه وهي تراه يجع الأوراق جانبًا..ويعطيها الملاحظات الواجبه لتوليها ذاك المنصب الهام..ويذكرها بكل ما علمها إياه قائلا...
-زي ماقولتلك مينفعش تاخدي أي قرار من غير استشارة مجلس الإدارة عشان تعرفي توصلي للمفيد لصالح الشركة

كانت سيدرا تسمع لكلماته ووجهها قد بهت لونه
وعيناها تنظر له بتشتت..لا تستوعب مغادرته الآن
صُدمت عندما سمعت قرار والدها صباحًا بإرجاعة الى فرع القاهرة.. هتفت وقتها بصدمة...
-بس انا لسه في حجات معرفتهاش و..

قاطعها والدها بنظرة ذات مغزي وحروف مشددة..
-لا كفاية كدا خليه يروح لمراته وولاده..بقاله هنا يجي شهرين..كفاية كدا

اطبقت فمها وضُربت في مقتل..نعم صحيح من المؤكد أن موسى متزوج ويملك أطفال..عمره الذي تجاوز السابعة والثلاثون يؤكد زواجه
نعم موسى متزوج..لا بأس..مجرد شعور بسيط بالألم في صدرها سيذهب..لن يدوم ذاك الألم..أيام معدودة ويرجع كل شيئ الى نصابه الصحيح...سيعود لعائلته..وهي ستعود لعملها وعزلتها..وينتهي كل شيئ نعم سينتهي كل شيئ

قطع شرودها قوله الحاد...
-سيدرا انا بكلمك..سرحانة في ايه

نظرت له بوجه متجمد رغم الدموع اللامعة في عيناها لتقول بجفاء...
-لا مش سرحانة..متقلقش هعرف ادير الإدارة كويس
معلش عطلناك عن شغلك في القاهرة..واولادك ..ومراتك

همهم موسى مبتسمًا ...
-لا خالص انا كنت بسافرلهم يوم الخميس بليل وبرجع السبت الصبح..مكنتش بسيبهم

لم تبتسم وقالت بنفس الهدوء..
-ربنا يخليك ليهم..وانت اهو راجعلهم بشكل نهائي مش مضطر تسافر وترجع بعد يوم...زمانهم فرحانين..هما ومامتهم

كانت تذكر زوجته في كل جملة كي تُذكر نفسها أن ذاك الرجل الواقف أمامها متزوج ..هناك إمرأة بحياته
وأولاد من صلبه بحملون ملامحه الخشنة وطيبة قلبه...وعنجهيته في بعض الأوقات

تحدث ضاحكًا وهو يجلس على مقعده..
-لا هما طايرين من الفرحة..عشان وعدتهم اني هاخد أجازة لما أرجع ونسافر كلنا عشان يغيروا جو

جعدت جبينها وهي تتنهد بقلة صبر..
-ربنا يخليك ليهم..زمان مامتهم زهقت من تحمل المسؤولية لوحدها لمدة شهرين..مظنش إن كان لازم تقبل تدريبك ليا لشهرين وتسيبها هي مع أطفالك..دا ظلم ليها.. تلاقيها مسكينة سايبة نفسها من غير شغل ومتحملة غيابك لأنها بتحبك ومعندهاش مشكله تشيل مسؤولية أطفالك..مكانش لازم تيجي من الأساس..انا مش صغيرة انا كنت اقدر ادير الإدارة من غير تدريب
وخصوصا ان نص تدريبك ليا كنت بعمل قهوة أكتر مابشتغل..

صُدم من هجومها وعقد حاجبيه بهدوء وهو يسمع كلامها الى أن رأها تتنفس بحدة بعد حديثها المتتابع
ليقول أخيرًا بهدوء...
-انتي بتلوميني على ايه ياسيدرا !

نظرت له ولعيناه التي تحدق بها بصمت
على ما تلومه !..على مجيئه وتعليمه لها قواعد العمل !
تلومه على تركه لإطفاله وإبتعاده عنهم لمدة ستون يومًا !

أم تلومه على مجيئه وتعلقها به !
على ما تلومه بالضبط !

وقفت عن مقعدها مُعتذرة...
-لا مبلومش حضرتك..اعذرني لكلامي البايخ انا...

قاطعها بنفس هدوئه...
-ولا يهمك ياآنسة سيدرا...اكيد انتي متقصديش تلوميني على حاجة انتي متعرفيهاش

كادت تخرج مم المكتب ليقول بجدية..
-يمكن لو كان عندي زوجة بتحبني ومتحمله أطفالي عشان خاطري..كان ممكن ألوم نفسي معاكي واقول قد ايه أنا شخص متواكل...بس انا الي شايل مسؤولية ولادي كاملة...اسف لتحطيم الصورة الحقيرة الي انتي رسمتيهالي في خيالك

إلتفتت له بدهشة وكادت تتحدث ليقاطعها بحدة...
-اتفضلي ياأنسة وهفضيلك مكتبك خلال نص ساعة

خرجت سيدرا من مكتبه وهي لا تدري..هل موسى متزوج او لا..مالذي كان يقصده بأنه من يتحمل مسؤولية أولاده كاملة..مالذي كان يقصده بحق الله

وانتم أصدقائي فكروا معها الى أن نلتقي في الجزء الثاني من رواية رُد قلبي
موسى متزوج ...ام لا !7

***


الاسمبريد إلكترونيرسالة