JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

رواية رد قلبي الجزء الثاني"الفصل السبعون٢"


 رواية رد قلبي الجزء الثاني"الفصل السبعون"

رواية رد قلبي الجزء الثاني

الفصل السبعون "الجزء الثاني"

..............................................

***

في هدوء ووقار لا يليقان بسواه

كان يجلس على الأريكة يمسك جهاز التحكم بالتلفاز وعيناه تتابعان نشرة إخبارية تسرد الأحداث الأخيرة التي تحدث في البلاد العربية..وهو كان يستمع لتلك الأخبار بانتباه برغم من أصابعه التي تداعب خصلات غزال النائمة على الأريكة وتريح رأسها على فخذاه اللتان تغطيهما بخصلاتها المنفوشة والتي يعبث فيها لأنها تسترخي تمامًا حينما يداعب خصلاتها برقة

أما هي فكانت تمسك هاتفها وتعبث فيه متحدثة مع رفيقاتها بملل واضح فغمغمت بنبرة مائعة دون قصدٍ منها..

-سلطاان


همهم دون أن يبعد عيناه عن شاشة التلفاز

فتحدثت وهي تترك هاتفها جانبًا وتحدق في وجهه الذي تراه من أسفل فدمدمت بنبرة خافتة..

-هات الكاجو من جنبك


مره أخرى دون أن يرفع عيناه جلب لها صحن المكسرات ووضعه برفق على معدتها المسطحة..واعاد يده يسندها على حافة الأريكة..فتمتمت مره أخرى بدلالٍ فطري...

-لا أنا مش عايزة اقوم واكل..اكلني انت


إبتسامة صغيرة نمت على شفتاه ولازال ينظر للتلفاز

فجذب يده يمسك حبيبات المكسرات وينظر لها وهي تفتح فمها تستقبل المكسرات بنظرة ضاحكة..فبادلها إبتسامة صغيرة تشجعها على الدلال أكثر لو أرادت 

فرغم أن دلالها يجعله يلبي طلباتها الصغيرة والكبيرة إلا انه يستجيب لأغلبها بذات الإبتسامة وقد راقه ذاك الدلال وتلك العينان الواسعتان التي تنغلق نصف انغلاقه

وملامحها التي تنكمش بوداعة مغوية تُضحكه داخليًا

رغم أن في الماضي كان يكره ذاك الدلال بقوة..بل وكان يندهش ويسأل والدته ساخرًا أن ما من رجل سيتحمل دلالها وأن الغنج ليس كل شيء في العلاقات الزوجية

فـ الرجال يفضلون المرأة القوية الرصينة

وللحقيقة هو صدقًا يرتاح للصفات التي تميل للهدوء والتعقل والتي كانت في زوجته السابقة يسر..لولا إصرارها على تركه للعمل لما كانا انفصلا أو غزت المشاكل علاقتهم الهادئة العاقلة...

ولكن على نقيضها غزال بطباعها التي لم يكن يتخيل حتى أنه يتقبلها في شريكة حياته

فهي سريعة الغضب وسريعة الحزن..سريعة البكاء وسريعة الرضا أيضًا..فوضاوية، ذات ضحكات عالية تشبه ضحكة الراقصات، حتى أنه يخشى أن تضحك تلك الضحكات في وجود شقيقه أو زوج سلوى أو أمام أي رجلٍ في العموم


اندفاعها هو الذي يقودها دائمًا..عقلها الصغير لا يستوعب طباعه الهادئة التي تميل للتريث والتعقل

غزال هي النسخة الحية للمرأة التي لا تعجبه أبدًا

ولكن الان لا يصدق نفسه أنها تعجبه جدًا..يعجبه أن تغضب فيراضيها بكلماتٍ معدودة فتتقبل تلك الكلمات سريعًا وتبتسم له

بات يعتاد على السير خلفها ويتلقى ما تبعثره اناملها فيعيد ترتيبه وهو يتسائل داخله ألم يعلمها أحد أنها يجب عليها ترتيب ما تبعثره !!

ضحكاتها العالية التي تطلقها على أي شيء يضحكها فتغمض عيناها وترجع رأسها للخلف دون قدرة على ايقاف قهقهاتها ذات الرنين الراقصي جدًا فيضطر يكمم فمها سريعًا كي لا تفضحهم وتصل ضحكاتها لجيرانهم


بات يعتاد على كل مافيها ويتقبله..وما لا يعجبه يسعى لتغيره تدريجيًا بصبر يُحسد عليه..وحين ينفذ صبره ينفجر فيها فتهدأ ثورتها وتسعى للصلح فورًا دون أن تجد قدره على رؤيته غاضبًا متباعدًا

للحقيقة غزال استطاعت ان تجد لها مكانًا في قلبه وهذا يقلقه نوعًا ما..!


قطع شروده صوت غزال التي انتفضت من على فخذه تستوي في جلستها تقول ممتعضة...

-الله انت بتبص للمذيعة كدا ليه..دي حتى مش حلوة ومعصعصة 


عقد حاجباه دون فهم وهو ينقل نظره بين غزال العابسة وبين المذيعة التي تتلوا الأخبار بعملية بحتة

فتحدث بهدوء وصبر وهو يخفض صوت التلفاز ..

-ببصلها ازاي ياغزال 


اعتدلت تجلس جلسة تُشير على رغبتها في الهجوم عليه كلاميًا وهي تشير للتلفاز بضيق وتتحدث بكلمات غير مترابطة...

-بقالك ساعة عينك متشالتش من على الشاشة

وكمان مبتبصليش وعمال تبصلها هي 


رفع أحد حاجباه دلالة على بدء تبخر صبره وعيناه ترسل لها نظرات مُحذرة وهو يغمغم بنبرة خشنة...

-هو عشان مبصيتلكيش يبقى ببصلها هي..غزال فوقي كدا وبلاش نكد


انكمشت ثورتها التي لم تندفع بعد وتراجعت عن "النكد" بسبب نظراته المحذرة التي تُنبأها أن الجالس جوارها سيتحول لضابط الجيش إن لم تلملم الوضع.. ولكن لم ينقشع عبوسها فتحركت مبتعدة عنه وقد جذبت وسادة وصحن المكسرات وتوجهت لأريكة أخرى تتسطح عليها وهي تدمدم بكلمات لم يتبينها

تنهد وهو يحرك رأسه بلا حيلة ويتجاهل ضيقها الغير مبرر ويعاود رفع صوت التلفاز بإنتباه وقد اختفى استرخاء وجهه بسبب غيرة غزال الغير مبررة أبدًا

ورغم أن غيرتها في بعض الاحيان لذيذة إلا أنها مبالغ فيها

فقد وصل بها الأمر أن تغار من جميلة حينما يمازحها سلطان وتسارع للالتصاق به وتجلس جواره قبل أن تفعل جميلة الطفلة !!


بعد مرور وقت نظر لها بطرف عيناه فوجدها وضعت الصحن جانبًا وتضع وجهها على الوسادة نائمة على بطنها وساقاها مرتفعتان في الهواء تحركهم للأعلى وللأسفل برتابة لا يبددها سوى رنين خلخالها الخافت

وبيدها تمسك هاتفها تحدق فيه بعبوسها والملل واضح عليها

رفع معصمه ينظر للساعة ويجدها تشير للثامنة مساءً

فعقد حاجباه لثوان قبل أن يغلق التلفاز تمامًا وينظر لها قائلا بنبرة هادئة لا تخلو من خشونته...

-قومي البسي


كلمتان مروا من فوق رأسها دون أن تبالي في محاولة منها أن تتجاهله كما تجاهل ضيقها قبل وقت..وتشاغلت بالعبث في الهاتف دون اكتراث ولكن زمجرة واحدة منه بإسمها جعلتها تستوي في جلستها سريعًا وتضع الهاتف جانبًا قايلة بحنق...

-اهو قومت هنروح فين


بدى وجهه حاد بما يكفي وهو يقول بوضوح بنبرة شخصية الضابط التي تلبسته مره أخرى..

-متتكررش تاني اكون بكلمك وتتجاهلني..مفهوم  


تنفست بحدة مكتومة وهي تقف مغمغمة بتمرد ظاهر في وجهها...

-مفهوم يافندم..تحب أنزل أعمل عشرة ضغط عقاب !


كلماتها الساخرة الحادة لم تغير عبوسه ونفاذ صبره

فأشار لها قائلا بضيق..

-لو مقومتيش لبستي وبطلتي لماضة مش هنخرج

قدامك عشر دقايق وتكوني لابسة حاجه عدلة لا ضيقة ولا قصيرة وتشيلي الخلخال دا من رجلك وانتي في الشارع

ومترفعيش شعرك عن رقبتك..ولو رفعتيه حطي شال


كانت أوامره تتوالى واحدًا تلو الآخر دون أن تجد قدره على الإعتراض فوقفت بضيق تتحرك للداخل فوصلها صوته وهو يقول بهدوء مختلط بصبرٍ نافذ...

-وياريت تفكري في موضوع الحجاب لأن صبري ابتدى ينفذ..مش معنى اني مش عايز اغصبك يبقى تفضلي منفضة للموضوع


تمردها وصل لاعلى مستوياته فـ التفتت له بحدة وتندفع بعناد تقول...

-وحجاب ايه ماتلبسني برقع أحسن..ولا اقولك لبسني شوال بطاطس او حطني في صندوق ومتخرجنيش منه


لم تتغير نظرته الباردة وهو يحدق في إنفعالها ويقول بهدوء...

-بالتدريج كل دا هيحصل..ولو مدخلتيش غيرتي هدومك حالا مش هيبقى في خروج لا دلوقتي ولا بعدين


مجرد ثوانٍ قليلة وسمع صفق باب الغرفة التي كادت تقتلعه من مكانه..وهذا ضمن عيوبها التي تزيد جنونه منها

ولكن رغم ذالك تحكم في أعصابه وتنهد بقوة مغمغمًا لنفسه...

-انت خلاص ماشي بعد بكره متنكدش عليها دلوقتي


هتف صوتٍ ساخر داخله يسأله

"ألم يكن هذا دلالها الذي تحبه فيها..تجرع ماتحب دون غضب فهذا اختيارك "


بعد ما يقارب الثلاثون دقيقة كانت جالسة جواره في السيارة تنظر له من طرف عيناها تتأمل هيأته

فقد احتوى صدره العريض في قميص رمادي لائمه تمامًا

وبنطال من الجينز الازرق الفاتح قد غلف ساقه وفخذاه القويتان..ناهيك عن هندام خصلاته التي استطالت وباتت كما تحبها تمامًا ولائمت ملامحه القوية الجذابة

ورائحة عطره التي اخترقت خياشيمها

اعترفت لنفسها أن رؤية سلطان تبعث لقلبها خفقات تعيها

حتى باتت تعتاد ذاك الاعياء

كان جذابًا وقويًا يبعث في نفسها شعور الهوان وتود دائمًا لو تلقي نفسها بين يداه وتذوب فيه منصهرة بالكامل

شعورها نحوه تعدى المشاعر الحسية..باتت تشعر وكأنها جزء من كيانه..قطعة منه هو

مشاعر قوية تدفعها للتصرف باندفاع تعلم انه يكرهه

ولكن كيف تصيغ له أنها تود لو تضعه داخل قلبها وتغلق عليه كي لا تسرقه أي امراة منها..كيف تشرح له شعورها نحوه أنها لم تشعر بتلك المشاعر قبلاً

حتى مشاعرها تجاه عبيده لم تكن بتلك القوة الغريبة

نعم كانت معجبة وسعت لتخلق بينهما مشاعر

ولكنها كانت مغمورة بشعور سطحي لا يتعدى رغبة في تملك الشيء لا أكثر..وطباع عبيده النافرة جعلتها تزيد تشبثًا فيه عنادًا كي تثبت انه ليس محصن أمام جمالها


ولكن سلطان يجعلها تائهة..لا تثق بتأثره بها..بل لا تثق أن جمالها يجذبه من الأساس..تشعر وكأنه قشرة لا تعنيه

تعلم أن سلطان يحب مواصفات معينة وللأسف ليست فيها..بل جميعها في زوجته السابقة

فكل ما يحبه متوفر في زوجته السابق وانفصلا

وهي التي لا تناسب ذوقه أبدًا سيُكمل معها !!


تنهدت غزال وهي تريح راسها على زجاج السيارة

وداخلها تدرك أن سلطان لو تركها ستكون الصدمة الأقوى في حياتها..لا تدري مالذي قد تفعله حينما يمل من طباعها ويقرر تركها، كيف ستعيش في الحرمان وهي التي اعتادت لذة دفئ يداه !


مختنقة هي بين طباعها النارية وبين خوفها من أن يمل ويتركها..!

وهي التي تنطفئ حينما يسافر لعمله فكيف بها لو قرر الانفصال..مالذي ستفله دونه حينها !

تنهيدة أخرى خرجت منها دون إرادة منها فجذبت تنهيدتها انتباهه لينظر لها ويتأمل وجهها المتجعد بهم كبير لم يراه يومًا عليها..غزال مهمومة !!!


عقد حاجباه وقد ظن أن همها ذاك سببه أنه سيغادر لعمله بعد غد..فهي لم تعتاد بعد على غيابه وظروف عمله

لذا دون تردد مد كفه وربت على كفها المرتاح في حجرها قائلا برفق وقد تناسى عنادها...

-مالك !


انتبهت له وللمسته فنظرت له بعينان تائهتان في الشرود.

-ها..لا مفيش سرحت شويه

احنا رايحين فين


-رايحين نتعشى بره..بقالك كتير اوي مخرجتيش 

تحبي نروح مكان معين بتحبيه !


حركت رأسها نافية وقد أعادت رأسها للنافذة وتحدثت بخفوت...

-الي انت شايفه


سكونها ذاك لم يكن مألوفٍ له..طبيعتها الصاخبة تتنافى مع تلك المراة الهادئة الشاردة في اللا شيء !

لذا لم يجذب يده عن يدها بل امسكها وبدى يداعبها بإبهامه عله يواسيها ولو قليلا..فهذا أقصى ما يستطيع تقديمه


وصلوا للمطعم الذي اختاره بعد وقت

كان مطعم راقيًا هادئ الأجواء له نوافذ على امواج البحر

ونسائم الهواء تبعث في النفس راحة وتجعل الشهية مفتوحة خاصة بروائح فواكه البحر المنبعثة منه


استطاع سلطان أن يوفر لهما طاولة أنيقة في أحد زوايا المطعم..فكانت الاضائة صفراء خافتة تناسب الشموع الطويلة الموضوعة على الطاولة وجوارها فازة حوت وردة جوري في رقة باتت تفتقر لها المطاعم الشائعة

جذب لها المقعد كي تجلس في لفتة مؤدبة رقيقة

جعلت ملامحها تسترخي وجلس هو الأخر أمامها

امسك قائمة الطعام وأشار لها أن تختار كما تريد

ولكنها تركت له مهمة الاختيار وهي تكتم حيرتها في نفسها

كيف ستأكل السمك والمأكولات البحرية وهي لا تستطع التعامل مع شوكها ولا تلك الأمور المعقدة


انتشلها سلطان من شرودها بقوله...

-خالد اتصل بيا وبخالك عشان يعرفنا حسابات المعرض والعقارات بتاعة جدك الله يرحمه..واشتكى انك مبتسأليش على فلوسك وكل ماخالك يكلمك مبتظهريش انك مهتمة في الأساس


عقدت حاجباها لثوان ثم رفعت كتفاها بلا اكتراث وتقول بثقة مطلقة أزعجته...

-أنا مبسألش عشان بثق في خالد وعارفة انه أمين على فلوسي ولولا أمانته مكانش بابا استأمنه

وبعدين هو أخر كل شهر بيعملي ايداع في حسابي وبعرف هو دخل كام


-دا ميمنعش انك تهتمي أكتر بفلوسك وتهتمي بالحسابات الي بيبعتها مع خالك..دا حقك وضمان لمستقبلك


كلمة ضمان لمستقبلك جعلت أحشائها تلتوي بألم غريب

فتغضن جبينها تسأله بتردد..

-ضمان لمستقبلي ازاي..مش انت معايا..ولا أنت ناوي أو حاسس اننا ممكن نسيب بعض


بدت الدهشة ظاهرة في عيناه من تحويل مسار الأحداث لذلك الإستنتاج الغير حقيقي..وهالته نظرة الخوف التي ظهرت في عيناها فقال بهدوء به لمحة رفق...

-لا ناوي ولا حاسس ولا عندي شك

أنا اقصد ان دا حقك الي جدك سابهولك عشان تضمني مستقبلك..جدك تعب اكيد وهو بيامنلك حياتك

الواجب عليكي انك تهتمي شويه


وفلوسك دي تخليها في حسابك..مش معنى انك معاكي يبقى متطلبيش مني حاجه او تستقلي بنفسك ماديًا

انتي مُلزمة مني أنا طول ماانتي معايا..فلوس جدك تشيليها في حسابك 


كلماته الحاسمة هدأت من روعها وبعثت ابتسامة لشفتاها وهي تحرك رأسها بطاعة مصدرة كلمة واحدة...

-حاضر


قطع حديثهم قدوم النادل وهو يضع الأطباق الشهية أمامهما وخلفه زميله يضع ماتبقى من الأطباق متمنيًا لهما عشاء لذيذ ثم رحل

نظرت غزال للطعام أمامها دون ان تجد في نفسها رغبة لأكله..وفوق ذالك هي لا تملك صبر لأكل السمك مطلقًا

رفعت نظرها لسلطان الذي انهمك في تقشير فواكه البحر

وتقطيع السمك لقطع صغيرة 

ولكن كي لا تفسد عشائهما رفعت معلقتها وبدأت تأكل من صحن الارز بغير شهية..وشعور أنها لا تطيق الطعام يداهمها..وشعورها أنها ستستفرغ في أي لحظة يخيفها

وبين اضطرابات معدتها وعقلها كان سلطان قد جهز لها صحن مليئ بقطع السمك المنتقاه من الشوك..وكذالك بقية المأكولات البحرية التي نزع عنها قشرتها ووضع الصحن أمامها قائلا...

-المطعم بيجيب السمك مخلي..وللاحتياط قطعتهولك

والباقي متقشر كُلي


ابتسامة ناعمة حضرت لشفتاها وهي تُدرك أنه كان يجهز ذاك الصحن لها بكل صبر..وهو الذي كان يسخر منها سابقًا

صار الان يهتم بالأشياء التي لا تجيدها

اسندت وجهها على كفها تتأمله مليًا بعينان غائمتان في الحب وقد انحسر عنها كل خوفها.

انتبه سلطان أنها لا تأكل وتحدق فيه فقط

فجعد جبينه قائلا...

-مبتاكليش ليه..الأكل معجبكيش !


اتسعت بسمتها وهي تعاود الامساك بالمعلقة وتقول دون ان تحيد بنظراتها عنه...

-لا دا حلو أوي


ماكرة يعلم أنها كذلك 

فتبسم وهو يشير لها كي تأكل وبالفعل بدأت تأكل ببطئ وهي تكتم في نفسها رغبتها في التقيؤ كلما اقترب الطعام من فمها..ولكنها قاومت وبدأت تأكل ببطئ

وتتنفس بقوة كي لا تفقد السيطرة على نفسها

وكذلك سلطان كان يتناول طعامه بهدوء وبين دقيقة وأخرى يضع شيء أمامها لتأكله رغم أنها لا تأكل جيدًا


وجدها تقول بنبرة مختنقة أخفتها بإبتسامتها ووجهها احتقن بالدماء..

-ينفع ارفع شعري..أنا حرانة ومش عارفة آكل


جعد جبينه للحظات وهو ينظر حوله كي يرى أي أثر لوجود رجال قريبون منهم ولم يجد..فوافق ممتعضًا

ورأها تخلع القفازات الخاصة بالطعام وهي ترفع ذراعها وتلقي رأسها للخلف كي تستطع التحكم في لملمة خصلاتهة الثائرة حولها

إلى أن جمعتهم في ربطة فوق رأسها وبدى عنقها أمامه ظاهرًا أعزلا..ذاك العنق الجميل الذي يبعثر تماسكه تمامًا ويجلب الأفكار المريبة لرأسه صار ظاهرًا للعيان


خلع قفازاته ووقف مستديرًا خلفه يفكك تلك الربطة تحت اندهاشها وهي تهمس مرتبكة..

-انت بتعمل ايه ياسلطان !


لم يجيب على تساؤلها وكذلك لم يأبه للنظرات الفضولية التي تصلهم من الحاجز الزجاجي الذي يفصلهم وبدأ سلطان في جمع خصلاتها في ذيل حصان طويل ونثره حول عنقها ليتدلى على كتفها وصدرها وحجب جوانب عنقها تمامًا 


ثم عاد وجلس في مكانه وهو يشملها بنظرة كاملة قبل أن يعاود ارتداء قفازات الطعام ويشير لها أن تأكل

لم تدوم دهشتها منه لأنها كانت منشغلة في مقاومة رغبتها في القيئ..وحالما شعرت أن سلطان شارف على الانتهاء من تناول طعامه همست بنبرة مختنقة قبل أن تضع كفها على فمها...

-سلطان..وديني الحمام بسرعة هرجع كل الي أكلته


وجهها المحتقن بالدماء وكأنه سينفجر في أي لحظه

جعله يقف سريعًا ويمسك مرفقها يساعدها على الوقوف ويسير بها لحمام المطعم

فاستأذن العاملة الجالسة أمام الحمام النسائي أن تساعد غزال في الدخول فهي ليست على مايرام

ولكن غزال هزت رأسها بعنف وهي تتمسك به وقد بدأ العرق يتصبب من وجهها بغزارة وهمست..

-لا متسبنيش


تحدثت العاملة نافية وهي تحاول الامساك بمرفقها...

-ممنوع يامدام دا حمام حريمي مس هينفع يدخل


جذبت مرفقها من السيدة بعنف ووهي تتحدث بأنفاس متحشرجة...

-سـ..سلطان مش قادرة هموت


أخرج سلطان بضع ورقات نقدية يعطيها للعاملة ويطلب منها بهدوء أن تتاكد من خلو الحمام وتأتي لتقف معهم إن أرادت..ورغم تمنع العاملة في البداية إلا أنها وافقت في النهاية مكرهة وهي ترى غزال تكاد تنهار أرضًا

تأكدت من خلو الحمام وأدخلتهما وتركت الباب مفتوح وجلبت مقعد كي تجلس أمام المدخل وتراهما بواضوح


ولكن غزال كانت منشغلة عنها وهي تستفرغ كل ما أكلته توًا..وسلطان يمسك بكتفها ويسند رأسها كي تستفرغ براحة ويدعم جسدها بجسده

فبدأت غزال تستفرغ بقوة وهي تتأوه بألم وصوتها بدى مرتفعًا جعل العاملة تقول بتوتر...

-خليها توطي صوتها يااستاذ مش عايزين حد يفهم غلط..كفاية انك داخل حمام الحريم كدا المدير هيقطع عيشي


ربت سلطان على ظهر غزال برفق يحاول اخفاء قلقه عنها وهو يهمس وهو يفتح صنبور الماء ويمسح وجهها...

-حاولي توطي صوتك ياغزال..معلش احنا بره البيت


أسندت رأسها على صدره هامسة بأنفاس منتهية ووهن..

-مش قادرة ياسلطان حاسة اني هيغم عليا


ثم انخفضت فجأة تستفرغ مابقى في معدتها وجوارها سلطان يربت على ظهرها ويفتح الماء ويمسح فمها ووجهها بصبر ويدمدم لها أن كل شيء على مايرام

ولابد أن جلوسها بملابس خفيفة جلب لها الاعياء والسمك أظهر تعبها


بعد وقتٍ طويل كانت غزال مسطحة على فراشها تتنفس بهدوء وجوارها سلطان يتحسس حرارتها التي لا وجود لها

وكذلك لا يبدو عليها الرشح أو اي علامة على المرض سوى استفراغها في المطعم

فتنهدت غزال بخفوت وهي تُقسم له للمره التي لم تعد تحصيها...

-ياسلطان والله العظيم أنا كويسة..ممكن جتلي قرفة من السمك لكن والله أنا دلوقتي زي الفل


نظر لها سلطان بعدم اقتناع وهو يحدق في وجهها الذي لازال يحمل شوائب احمرار فتحدث بضيق والقلق يعصف بجوفه...

-كويسة ازاي يابنتي..دا انتي كنتي بتموتي بين ايديا في المطعم..قومي البسي هنروح للدكتور حالا


استوت غزال من نومتها وهي تحرك رأسها نافية وتلتصق به تربت على صدره المضطرب قلقًا وتقول...

-ياحبييي والله العظيم أنا كويسة..كنت عايزة أرجع ورجعت خلاص بقيت كويسة..اثبتلك ازاي طب اني بقيت كويسة


ظل ينظر لها بهدوء دون رد وقد بدى التصميم واضح على وجهه فقفزت من الفراش فجأة وتحركت يمينًا ويسار وقفزت وهي تقول باسمة...

-حتى شوف أهو بتحرك وزي الفل..بلاش تبصلي كدا


أشاح وجهه عنها يتنهد وهو يحاول نسيان هيأتها المتعبة للغاية حينما كانا في المطعم..رباه لقد بدت متعبة لأقصى حد ممكن..كيف له يطمئن انها بخير لأنها قفزت قفزتان !

اقتربت غزال منه وهي تنظر له نظرات بدت فيها سعادة طفولية وهي تقول باسمة...

-انت قلقت عليا أوي !


لم تتلقى منه إجابة فوقفت وجلست على ساقاه وحاوطت عنقه قائلة بذات الابتسامة وإصرار..

-وشك بقا لونه أصفر..انت قلقت عليا أوي ياسلطان


رفع يداه وحاوط جسدها وهو يغمغم مجيبًا على سؤالها بإجابة خشنة لم تتوقع غيرها...

-اكيد خوفت عليكي مش انتي مراتي وروح


توسعت عيناها وهي تغمغم مستنكرة وتزيح يدها عنه..

-روووح..قلقت عليا عشان أنا روووح !


تملكها الإنفعال وكادت تقف عن فخذاه مبتعدة عنه بعصبية..ولكنه تمسك بها جيدًا وهو يتنهد ويعيد صياغة اجابته...

-قلقت عليكي عشان انتي مراتي عشان مش هحب اشوفك تعبانة ياغزال...


اعادت يداها خلف عنقه وهي تغمغم بإصرار...

-ايوه ليه بقا..يعني مثلا أنا لو حصلي حاجه انت هتعمل ايه


بدت مصرة في هذه اللحظة أن تعلم موقعها في قلبه وخاطره ..مُصرة على انتزاع كلمات الحب والغزل من فمه

جاهلة عن كون يجيد التعبير بالأفعال كما قلقه

وليس ببضع كلمات..ولكن رغم ذالك تحدث بصدق وهو يبعد خصلاتها عن كتفها ويداعب وجنتها...

-اكيد هخاف عليكي..أنا مبحبش أخاف الا على أخويا وأمي وقتها هخاف عليكي انتي كمان أوي


جوابه محبط نوعًا ما ولكن هذا لم يحطم سعادتها

فاندفعت واقفة تبتعد عنه قائلة بإبتسامة واسعة ونظرة ذات مغزي...

-انت وشك أصفر لازم نرجعله لونه..اطلع شم هوا في البلكونة على ما أغير هدومي واعملك حاجه تشربها


حرك رأسه نافيًا وجذب يدها كي ترتاح ولكنها حركت رأسها نافية...

-طب على الأقل هغير هدومي..اطلع على ماأغير هدومي وبعدها هرتاح متقلقش


ترك لها مساحتها كي تبدل ملابسها وخرج للشرفة يستنشق الهواء بقوة..يحاول تهدئة قلقه عليها واقناع نفسه أنها على مايرام..وارد أن يكون هذا سببه عدم شهيتها للسمك

ليس شرطًا أن يكون مرضًا.

أما غزال فتحركت سريعًا تغلق الباب خلفه جيدًا

وتتحرك للحمام الداخلي للغرفة تغيب فيه لدقائق

ثم خرجت متجهة لخزانتها تفتحها وتخرج منها ذاك الكيس الذي يحوي رداء الرقص الذي اشترته منذ أيام عن طريق رغدة التي جلبت لها لونان..زهري وأحمر

أعطت الأحمر لريشة وتركت لنفيها الزهري


أخرجت الرداء تستعرضه أمام عيناها تحدق فيها ببسمة ماكرة وهي تهمس...

-ماانت هتقولي كلمة حلوة انهاردا يعني هتقولي


تحركت للحمام تغتسل جيدًا دون أن تعرض خصلاتها للبلل

واستخدمت الزيوت العطرية لجسدها وأنهت روتينها المسائي قبل أن تصفف شعرها تزيل تجعيداته الناعمة ليظهر طوله بشكلٍ أوضح

قبل أن تفرقه نصفان وتضع عليه اكسسوار يتدلى من أسفل مفرت غرتها على أول جبينها في لمحة غجرية مغرية


ثم بدأت بوضع زينتها الملائمة لردائها الرنّان

والذي كان عبارة عن زينة زهرية لعيناها..وملمع شفاه لثغرها اكتفت به مستعينة بحمرته الطبيعية

ثم انخفضت تضع خلخال ثقيل ذو رنين قوي يعادل ثلاث خلاخيل..كذالك وضعت سلسال رقيق استقر على صدرها بنعومة


خرجت من الحمام ووقفت أمام المرآه الكبيرة تنظر لانعكاسها وتتأمل رداء الرقص الذي ناسبها تمامًا

فأبرز مفاتنها الذي حاوطها الرداء ذو الاكسسورات الرنانة اللامعة وفتحة الصدر الواسعة التي تنتهي بسلاسل رقيقة تحاوطها


نظرت للجزء السُفلي من الرداء والذي كان يحاوطها بضيق لم يضرها في الواقع..بل زاد من فتنتها وغواية جسدها

وكذالك خصلاتها التي حاوطت ظهرها ووصلت لردفها

فاستدارت حول نفسها تتأمل هيأتها بنظرة راضية

وكلمسة أخيرة

اردت أساور نسائية بثلاث خواتم متصلين بالاساور ببضع سلاسل رقيقة ترتاح على ظهر كفها


فبدت طلتها مكتملة على أكمل وجه

لم ينقصها إلا شيء واحد تتأكد منه وسيزيد سعادتهم الليلة..بالفعل اتجهت للحمام لثوان قبل أن تخرج منه بوجه متورد وعينان لمعتان بنظرة سعيدة


خرجت من الغرفة وهي تغمغم بإسمه بنبرة ناعمة...

-سلطان..سلطاااان


لم يصلها منه رد..فتحركت نحو هاتفها تمسكه وتتصل به

لم يجيبها وانما أغلق الخط..ففهمت انه سيصعد الان

تحركت سريعًا نحو مشغل الموسيقى تضعها على موسيقة راقصة لمطلع أحد أغاني أ"م كلثوم" التي تجيد التمايل عليها جيدًا


بدأت الموسيقى تنبعث حولها تعطيها دفعه من الجرأة 

فتتمايل عليها بخفوت قبل أن تسمع صوت قدم سلطان وهو يصعد السلم 

فجلبت مئزر نومها وأحاطت جسدها به سريعًا وعقد رباطه حول بطنها وهي تهمس بخفوت...

-لو طلع ملوش في الجو دا على رأي ريشة هطلع عينه

مش بعد كل الفرهدة دي يطلع مبيحبش كدا


استخدم سلطان مفتاحة ودلف الشقة ليجدها تقف في منتصفها وموسيقى أغنية أم كلثوم تنبعث حولهم

فعقد حاجباه قائلا وهو يتجه ويطفئ الموسيقى...

-مشغلة أغاني دلوقتي ليه..يلا عشان تنامي وترتاحي


تحركت نحوه تمسك يده وتقوده نحو الأريكة قائلة بإبتسامة صغيرة ونظرة ماكرة...

-عايزاك تقعد هنا بس هوريك حاجه خطيرة


نظر لها بدهشة وقد لاحظ زينة وجهها وشعرها الذي بدى أطول من المعتاد فهمس..

-مش وقته ياغزال انتي تعبانة


أجلسته على الاريكة وانخفضت تهمس له غامزة...

-أنا زي الفل..المهم انت متقومش من هنا..ولا تطفي الأغاني قولتلك عايزة أوريك حاجه خطيرة


تحرجت نحو مشغل الموسيقى مره أخرى وأعادت تشغيل الموسيقى وسارت لتقف على بُعد مترات من الأريكة التي يجلس عليها سلطان واستدارت تعطيه ظهرها قبل أن يرى المئزر يسقط ارضًا فجأة وتتوسع عيناه لما يراه في هذه اللحظة..زوجته تقف على بُعد أمتار ترتدي "بدلة رقص" !

بدأت تتمايل على النغمات بإندماج وهي تلتفت له دون أن تنظر لوجهه أبدًا..ترقص ردفاها بحرفية على إيقاع النغمات

تتحرك يمينًا ويسار بخطوات ناعمة مدروسة 

ولازال جسدها يتحرك بإرتجاج تحدثه بحركاتها التي جمعت بين سرعة الاهتزاز وبين بطئ حركاتها

وخصلاتها تتحرك معها في كل ايمائه أو انحناء

وخخشات الرداء مع الخلخال يشكلان رنين مميز


مضت دقائق ترقص بإندماج دون أن ترفع عيناها له

ولكن ثقتها في تحركاتها ورقصاتها التي أشادوا بها كل اقاربها وأصدقائها الذينٰ جمعتهم بها مناسبات كثيرة كانت تتوسط فيها حلقة الرقص دائمًا

وكان زفاف رغدة واحد منهم لولا أن والدة سلطان حينها همست لها أن تتوقف عن الرقص فورًا قبل أن يأتي سلطان وينفجر فيهم بسبب التمتمات التي يسمعها من الحضور

وخاصة الرجال 


رفعت غزال عيناها له ورأته جالس على الأريكة متصنم الجسد بملامح وجه مشدودة وعينان تتابعان تحركاتها بنظرات مشتعلة رأت فيهما تأثيرها عليه..رأت أعلى مراحل الانبهار ظاهرة قي عيناه رغم محاولاته للسيطرة على ملامحه

فزادت جرأتها واندفع الأدرينالين أكثر وتحركت نحوه اثناء رقصتها وانخفضت عليه تمسح على وجنته تنظر له من علوٍ لترى ذاك العرق النافر في عنقه وهو ينبض بقوة

وكذالك الحرارة التي بدأت تشعر بها من لمسة واحدة لوجهه...نظراته أربكتها فجأة من قوتها


 فأشاحت عيناها عنه ثم عادت تدور وترقص وترقص إلى أن سمعت توقف الموسيقى فجأة ومن حيث لا تعلم وجدت نفسها منجذبه لصدره ويداه تحتويان جسدها بقوة خشنة وعيناه تحدقان فيها بنظرة رجولية بحتة تعلم مايأتي خلفها..ضحكت وهي تتنفس بصعوبة واضعة يدها على صدره تستند عليه وتسأله رغم علمها بالإجابة...

 -ايه رأيك فيا كانت حاجه خطيرة ولا أي كلام


كطبيعته لم يجيبها بكلمات

بل انحنى عليها بصمت يباغتها بقّبلة عاصفة جعلت رأسها يدور وتتمسك به بقوة كي لا تخونها ساقاها وتقع

ولكن يداه اللتان تمسكان بها لم تضع للسقوط احتمال

شعرت بيده تزيح خصلاتها ويضع كفه على رباط القطعة العلوية من الرداء فانتزعت نفسها منه قبل أن تغرق في بحره دون نجاه وهمست له بصوتٍ متهدج مُصر..

-قولي الأول ايه رأيك


كلمة خشنة غير متوازنة خرجت منه وهو يتمتم بصبرٍ نافذ قبل أن يجذب رأسها له من جديد...

-خطيرة


لم يرضيها ذاك الاطراء الناقص ولكنها فشلت في ايقافه

وفشلت في ابعاد جسدها عنه..فهي نفسها لا تود أن تبتعد عنه خطوة واحدة خاصة وهو يحاوطها بكل ذاك الشغف

كان النسخة المحببة لقلبها بإندفاعه وشغفه الذي يسلبها مابقى من عقلها

وزاد ابتهاجها وشغفها وهي تسمعه يهمس لها أنها جميلة

أنها أنثاه الكاملة في عيناه..

كان يغازلها بهمسٍ كادت تشك في نفسها أنه صحيح

وأن عقلها يهيئه لها من كثرة يأسها منه

ولكن مرارًا وتكرارًا كان يردد في اذنها كلمات غزله التي تخرج من فمه خافته خشنة كلمساته المندفعة الخبيرة..وتصل لها ناعمة كالحرير كجسدها الساكن بين يداه


إلى أن مر الوقت وبدأت خيوط النهار تظهر من نافذة غرفتهما وكلاهما ممدد بصمت..سلطان نائم كأسدٍ كسول نال وجبة عشاء فاخرة

وغزال كانت كإسمها كغزال مُرهق..نائمة على صدره يداعبها النوم وكف سلطان الذي يمسح عل خصلاتها ويداعب عنقها الحبيب الذي نال منه أكثر مما يجب هذه المره..فتنهدت غزال وهي تهمس بنعاس..

-سلطان


غمغم بإيجاب وهو يشدد يده عليها كإجابة

فالتصقت به أكثر تحاوط خصره من أسفل الشرشف وتهمس قبل أن تسقط في النوم...

-فكرني بكره أقولك حاجه مهمة..عشان مش قادرها أقولها دلوقتي 


انقطعت كلماتها وهي تذهب في سباتٍ عميق

فربت سلطان على كتفها الدافئ وجذب الشرشف غليهما أكثر وهو يطبع قبلة على مفرق خصلاتها ويمد يده ينزع عنها الاكسسوارات كي لا تؤلمها اثناء نومها

ثم أغمض عيناه راضيًا يستعد للنوم فقد كان يومّا حافلا عليهما..وعلى ما يبدو أن طالما تلك المرأة الساكنة بين يداه هي امرأته ستظل أيامه حافلة مليئة بالمفاجأت كصاحبتها


...........................

يارب يكون الفصل عجبكم

وياريت بردو تحطوا لاڤ وكومنت بأرائكم الي بتحمسني

عايزين نتعود نرفع ريتش الصفحة الي بتجمعنا❤️❤️


الاسمبريد إلكترونيرسالة