JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية قاسٍ ولكن أحبني٢(الفصل الثاني عشر)

 

الفصل الثاني عشر


                            " تغيره اللطيف"



تحدث إياد بضيق وهو يطرق الباب بإلحاح..

-افتحي ياهند الله يهديكي اخوكي قاعد بره مستنيكي


فتحت هند الباب بوجه عابس وهمت ان تذهب لأخيها ولكن امسك اياد يدها ومنعها من الذهاب

لتقول هند بحنق..


-سيب ايدي عايزة اطلع لمازن


-وانتي هتطلعي بالمنظر دا!


نظرت لملابسها المكونة من منامة رمادية من الصوف

ولكن تصل لركبتيها وتبرز ساقها بوضوح لتقل..

-اه وفيها اي دا اخويا


دفعها اياد بحدة للغرفة..

-خشي البسي عبايه محترمة ياهند

مفيش طلوع باللبس دا


اجابت بتحدي وهي تبتعد..

-لا مش داخلة وهطلع كدا

وسع كدا بقا عشان اطل..


قطع جملتها وهو يحملها بين يديه ويدلف بها الغرفة ويغلق الباب قبل أن تصدر اي صوت..

ليقول اياد بغضب وهو ينزلها..


-قسماً بالله لو مالبستي حاجه محترمة لأكسر دماغك الناشفة دي..انا مش ناقص جنان


ثم خرج من الغرفة ووجهه غاضب من تصرفاتها العنيدة

بينما هند تحدق في فراغه بدهشة متمتمة..


بيغير عليا من اخويا ..دا اتجنن ولا ايه!


لم تلبس بضع ثوان وانفجرت ضاحكة من تصرفات زوجها

وقفت امام الخزانه واخرجت عبائه زرقاء تشبه لون عيون زوجها...اردتها ثم فردت شعره الأسود ليصل الي خصرها بأمواجه اللامعة


ثم وضعت القليل من ملمع الشفاه والكحل 

وخرجت من غرفتها لترحب بأخاها

عندما رأت مازن اسرعت اليه واحتضنته بشدة ليقول بإشتياق..


-وحشتيني ياقردة


-وانت اكتر ياميزو ماما وبابا عاملين ايه وحشوني اوي


انزلها مازن وهو يداعب انفها..

-وانتي موحشتيناش


وكزته في كتفه قائلة بغيظ..

-اخس عليك رخم


كان يتابعهم بعيون مشتعلة..رغم انها اطاعته واردت عبائه ولكنها.... تفصل جسدها بدقه لتبرز مفاتنها.... ومازاده غيظًا علي غيظ خصلاتها الغجرية التي جعلتها جميلة أكثر


-ولا ايه رايك يا اياد

افاق اياد من شروده على صوت مازن وهو يضحك

-ها بتقول ايه


- جوزك مش معانا خالص ياهند،الي واخد عقلك ياجوز اختي


ردت هند بغيظ وهي تجلس جوار شقيقها..

-يطفحه


ضحك اياد على غيظها وقد التقط تلميحها

ببنما هند تموت غيظاً


ليقوب مازن وهو ينظر لهند..

-بس ايه القمر دا يابت موزه موزه يعني


ضحكت لتقول..

-حبيبي بقا


-قومي هاتي حاجه نشربها ياهند


تحدث مازن بنفي وهو يقف..

-لا ياحبيبي تسلم انا كنت معدي قولت اجي اسلم عليكم


هند بعبوس وهي تمسك يده..

-لا يامازن خليك شويه ونبي


-رايح اقابل داليا يابت اهمدي


لتقول هند بإبتسامه واسعة..

-العب! مين داليا دي يادنچوان


-هقولك بعدين ياحشرية


ثم تابع بصوت مسموع..

-عايز حاجه يااياد


-لا يامازن شكراً


خرج مازن من الڤيلا ليقف اياد امام هند عاقد حاجبيه ضاما يديه لصدره.ارتبكت هند من نظراته

لتسير بتجاه الغرفة ولكن يده منعتها


قربها اياد منه ليقول بهمس حاد:

اخر مره تطلعي كدا حتي لو كان ابوكي ياهند ولو كلامي متسمعش مش هيحصل طيب


هتفت بعناد وهي تجذب يدها..

-هطلع يااياد ملكش حق تقولي اعمل ايه ومعملش ايه قدام اهلي ..طالما مبعملش حاجه غلط


توهجت عيون اياد بغضب..وكور يده استعداد للكمها

ولكنه تمالك اعصابه وتركها ودلف الى غرفتهم وهو يلعن عنادها الذي يثير غضبه...


                               ***


كانت تتابع عملها بإنتباه تام..تزفر بضيق ثم تعاود العمل مره اخرى..تاره تقرأ وتاره تدون الملحوظات وتاره تعبث في حاسوبها حتي جاء موعد الإنصراف


لم تتزحزح وظلت تتابع عملها المتراكم عليها هي تزفر بتعب..وتمتمت وهي تخلع نظارتها..

-خلاص جبت اخري مش قادرة


-الف سلامه عليكي ياقمر

سمعت صوت تصحبه يد تتحسس كتفها بجرأة او بوقاحة

التفتت شهد للصوت..لتجد عيون تنظر لها نظره لطالما قرأتها في عيون الكثير من الرجال.. نظرة شهوة


ابعدت اليد عنها وهي تقول بغضب..

-انتا اتجننت ولا ايه ..شيل ايدك دي والزم حدودك


ليقوب هاني بوقاحة وهو يقترب اكثر..

-حد يلاقي قمر كدا ويسيبه انتي اسمك شهد وانا عايز ادوق الشهد


صفعته بقوة وقالت وهي تلتقط حقيبتها..

-شخص سافل وحقير


قبل ان تصل للباب امسك يدها

ودفعها الي الجدار محاولاً التعدي عليها

بطريقه جنونية لتركله وتصرخ بجنون..


-انت اتجننت..ابعد ياحيوان


كبل يدها الإثنتين وهو يمزق ملابسها..صرخت شهد صرخة دوت في انحاء الشركة


هاني وهو يحاول تقبيلها..

-اكتمي لان محدش هيسمعك


حاولت شهد التملص منه وهي تركله وتخدش وجهه بأظافرها ونجحت بالفعل..واتجهت الي الباب يلهفه لتجده موصد


ضحك هاني بخبث وهو يقترب منها مره اخرى قائلا..

-شايفة نفسك علينا وقولنا ماشي..عامله فيها ابله نظيره وقولنا وماله..انما تقضيها مع عمار واحنا لا !


رجعت شهد خطوات الي الوراء وهي تبكي بفزع ترى الان لبيب وليس هاني..تري لبيب وهو يغتصبها بوحشية 


صرخت بأقوى صوت تمتلكه

صرخت بألم نبع من قلبها المغتصب

صرخت انثي انهكتها الأيام


اقترب هاني وكمكم فمها وهو يحاول خلع ملابسها وهي تتحرك بجنون وهي ترى لبيب امامها وهو يقيد حركتها


ترى صراخها  وترى ضحكاته المستمتعى

ترى نفسها وهي تنتهك وتغتصب من جديد


لا مزيد من المقاومة مره اخرى... مره ثانيه.. مره اخرى تشعر بصفعه على وجهها صفعه تلو الاخرى


اخر ما سمعته او ما رأته دخول عمار

وهو ينهال بضرباته على هاني

ثم ماذا.... انها النهاية


نهايه كل فتاة تعرضت لأذى جسدي او نفسي نهاية نقطة نور سقطت من السماء لتنطفئ مره اخرى.. نهايه فتاة اغتصبها الذئب وتركه المجتمع


النهاية !... بل البداية.. بداية فساد جديدة

بداية فتاة اغتصبها ذئب ..ولامها مجتمع وكأنها هي المخطئة.... 


لن تتحمل المزيد.. لا إغتصاب ولا دموع لا ظلم لا وحدة.... ولا عمار


رأت ظلام يسحبها اليه بهدوء عكس ضجيج الحياة

هل هو الموت !..... لا تشعر بدقات قلبها حتى

بل هي نائمة.. للأبد



                                ***


إبتسامة واسعة تحتل ثغزها

سعادة دخلت حياتها كالإعصار ودلف معها معتز جبر


تلك صاحبة الخمس وأربعون من عمرها أصبحت تملك خمس وأربعون من الإبتسامة

ازهرت حياتها بعشقه وحنانه من جديد


لم ترى السعادة سوى الأن..اصبحت كثيرة الإبتسام

اصبح يومها لا يكتمل سوى بوجوده


اصبحت تنتظر الصباح لتراه

وتخشي ذهاب الليل لانها ستفترق عنه

ثم تلقاه في يوم جديد


انتبهت انها تبتسم بإتساع غير منتبه لعملها....

تمتمت لنفسها..

-انسي معتز دلوقتي وركزي في شغلك


دقائق معدودة انشغلت بتصميمها الجديد

ثم قطع تركيزها إتصال معتز..امسكت الهاتف لتجيب..

-كنت لسه بفكر فيك دلوقتي


اجابها صوته الهادئ ولكن يغلبه التوتر..

-وانا كمان كنت بفكر فيكي،سمية انا عايز اقابلك دلوقتي


-مالك يامعتز صوتك مش مطمني

فيك حاجه ياحبيبي


ابتسم فور سماع تلك الكلمة الذي اطمئن قلبه اثرها ليقول

-متقلقيش ياحببتي انا كويس

بس عايزك في موضوع مهم


-طيب اشوفك فين يامعتز


-انا هاجي اخدك ياحبيبتي.. انتي في الأتليه صح !


-ايوه


-تمام هاجي اخدك


اغلق معتز الهاتف وهو يقول بتوتر..

-عارف انك بتحبيني.. بس حبي ليكي الي مخليني خايف من ردك


وبعد وقتٍ قصير كانت برفقته في السيارة..

-مالك يامعتز فيك حاجه متغيرة


ابتسم معتز ليقول برفق..

-عاملك مفاجأة وقلقان  متعجبكيش

ودا الي موترني شويه


ابتسمت سمية بإرتياح لتقول..

-اي حاجه معاك تعجبني يامعتز


أوقف معتز السياره ونظر لها متسائلاً..

-بجد ياسمية بتحسي بفرحة معايا


ضحكت سمية لتقول..

-ايوه يامعتز بجد ..هو مش باين عليا ولا ايه


نزل من السيارة ثم اتجه الي الجهة الأخرى وفتح لها الباب وامسك يدها ليخرجها من السيارة..


-احنا رايحين فين يامعتز


اشار معتز الي بالون ضخم بصندوق مربع كبير نسبيًا  يحيط به الكثير من بالونات الهيلم الملونة والمُثبتة في أطرافه..

-هنركب منطاد


ابتسمت سميه بإتساع لتقول..

-عمر ما جه في بالي اني اركبه


-يعني اول مره هتركبيه معايا..يالا بينا


صعدت سميه المنطاد وتبعها معتز

ومازالت البلاونات تحيط بهم

دقائق معدوده وانطلق المنطاد في الهواء ببطئ


سمية وهي تنظر الي الأرض التي تبتعد..

-عرفت منين اني بحب الحجات العالية


-مفيش حاجه معرفهاش عنك ياسمية


نظرت له سمية بتعجب وصمتت ليقول..

-مالك في ايه


-مش عارفة..شكلك مش طبيعي

حاسه انك عايز تقول حاجة وقلقان


اخرج معتز من جيبه علبة صغيرة مخمليه زرقاء ثم فتحها ليظهر خاتم زواج ليقول وهو ينظر لعينيها المندهشة..


-عرفتك من سنين وحبيتك..عشان اوصلك تعبت جداً

رغم اني كبير مش مراهق،بس عملت حجات كتير مراهقة

عشان خاطر الفت نظرك او اسعدك


شعور جديد اتمكن مني..اول مره اعرف معني السعادة معاكي..حسيت ان التلاتة والاربعين سنه الي عشتهم عمري ما حسيت بسعادة فيهم كدا

انتي بس الي رجعتيني شاب صغير بيجري ورا حبه


ثم اخذ نفس عميق وسط نظراتها المدوشة والمُحبة ايضًا

ليكمل معتز..

-تقبلي تتجوزيني ياسمية

اهو بقولك وسط السما ..تقبلي تقضي عمرك معايا وتبقي نصي الثاني

تقبلي اكون اول حاجه تشوفها عيونك لما تصحي واخر حاجه تشوفها قبل ما تغمض !


دمعت عين سمية لتقول لتقول بصوت مهتز من أثر الصدمة..

-انتا دخلت حياتي فجأه كإنك قدر ولازم اتقبله. بس بعد كدا لقيتك قدر جميل مبيعملش غير انه يخليني سعيدة وبس..كتير اوي قولتلي انك بتحبني

بس انا عمري ما قولتهالك بس بردو مهتمتش وبادلتني حبك دا


صمتت سميه برهه من الوقت ..ثم قطعت الصمت قائلة..

-انا فكرت في كلامك يامعتز


معتز بتوتر وهو يترقب إجابتها لتقول سمية..

-انا موافقة اتجوزك يامعتز،موافقة اكون نصك التاني


عانقها ضاحكًا ثم ابتعد عنها وهو يحاوط وجهها بأنامله القوية..

-بتلعبي بأعصابي يعني !

اوعدك ياسمية..هفضل اسعدك لحد مااموت


وضعت سمية اناملها علي فمه لتسكت تلك الكلمة التي لم تكتمل...

-بلاش تجيب سيرة الموت..دا انا اخيرًا لاقيتك


همس لها معتز وهو يحتضنها بقوة اكبر..

-خليكي جمبي خلينا نكمل الي باقي من عمرنا سوا


-ودا الي هعمله


-تمام هننزل مصر قريب عشان ادم ابن اخوكي يبقا عارف

عيب اتجوز عمته من غير علمه..هيأثر على علاقتنا


لتقول بدهشة..

-يانهار ابيض بقالي خمس شهور مسألتش عليه نسياه خالص


ثم تابعت..

-ايه دا انتا تعرفه منين


-ادم دخل معايا في بيزنس من قريب

ومضينا العقود هنا في فرنسا..لما سبتك وسافرت روحتله


ابتعدت سمية بضيق..

-ومقولتليش ليه يامعتز

والتاني دا يجي فرنسا وميجيليش


-يمكن معرفش يجيلك عشان حمل مراته

لانه كان ديمًا معاها


لتقول سمية بصدمة..

- تقي حامل! دا بجد


-مالك مصدومة كدا ليه !


شردت لتقول بخفوت..

لالا مفيش حاجه



                                 ***

لم يعلم كلمة الخوف سوى معها..لم يمتلكه الغضب إلا بعد أن زرعت الحب في قلبه الولهان لتختفي الى عالمها تاركه إياه يعاني ألالام  ماضيها 


امسك يدها قائلا بصوتٍ قلق..

-قومي ياشهد انتي اقوى من كد


لم يتلقى سوى الصمت..نظر لها بوجه ضاقت به الدنيا

كانت نائمة على فراشٍ أبيض تصارع بين الهروب والبقاء


جفونها تغطي عيناها التي تذهب عقله

شعرها القصير متناثر حولها بعشوائية

وجهها الاسمر المغطى بأثر اصابع ذاك الوغد


احتله الشحوب لتظهر كأشعة الشمس المكتومة وشفتيها فقدت زهوتها ولا حول لها ولا قوة


راقدة بهدوء... جسدها موصل محلول يساعد جسدها الضعيف..ليقول وهو يقبل يدها..


-انا جمبك ياشهد انا ماسك ايدك

قومي زعقيلي بس بلاش تهربي

واجهي مشاكلك وانا في ضهرك

بس بلاش تغمضي عينك كدا


ليتحشرج صوته..

-اقسم بالله الكلب دا ملمسكيش

انا لحقته قبل ما يوسخك بإيده

محدش لمسك ياشهد ولا حد هيلمسك غيري... بس قومي عشاني


للمره الثانيه لم يتلقي رد

كأن الظروف تثبت انها لم تكتب لها السعاده لذالك ستهرب الي أحلامها الجميله الذي صورها عقلها


لا تريد الواقع لا تحتمله لا تستطيع ان تستكمل حياتها الكئيبه المظلمه

لا تريد ان ترجع لشقتها تلك وتنام وتستيقظ وحيده


لا تريد ان تقترب من اي رجل

اصبحو كالثعابين بنسبة لها

تخشاهم بقوه... انهارت القوه....انهار الأمل... ولكن لم تنهار النبته التي نبتت في قلبها لعمار


نعم تسمع كل حرف قاله

ولكن لا تشعر بمن حولها

كأنها سجنت في زنزانه ورديه ولكن بدونه... زنزانه تصور لها كل ما تمنته ولم تأخذه في الواقع


تمتمت شهد في احلامها:

يارتني كنت قابلتك في وقت وزمن

غير دا وقت مكنش فيه شهد ولا انتا عمار


دلف الطبيب ليجد عمار يجلس امام فراش شهد ممسكاً بيدها كما تعود ان يراه..كالعادة الدموع في عينيه وكالعاده شهد في غيبوبتها المؤكده محتمل


تنحنح الطبيب قائلا..

-استاذ عمار..عايز حضرتك دقيقتين بره


قام عمار بملل وخرج ليرى ما يريده الطبيب المشرف على حالة شهد تنحنح الطبيب قائلا..

-دلوقتي المدام شهد ااا


قاطعه عمار بحدة..

-انسة شهد مش مدام


-الأستاذة الي جوا اتعرضت لتعدي

ولازم نبلغ ونعمل محضر


تنهد عمار ليقول..

-الي حاول يعتدي عليها اتمسك خلاص

اتهموا بس بصحتها


همهم الطبيب بإيجاب وتركه وانصرف

ليعود ويجلس أمام شهد..ليحدق في وجهها الشاحب

لا يليق بوجهها الشحوب..


بل لا يليق بوجهها الجميل ان تقابله عينين غاضبة... يجب ان تكون عاشقة فقط


ولكنه اغمض عينيه بألم وغضب عندما تذكر وجهها الفزع عندما تعدي عليها هاني....


تذكر وهاني يمزق ملابسها

وهي بعينين زائغه ووجهه متورم

وسيل دماء ينزف من انفها بغزارة


تذكر اعصاره الغاضب عندما امسك هاني ظل يضربه ويركله تاره ويصفعه تاره ويلكمه تاره.... مما ادي الي كسر ساقه وارتجاج بالمخف وخدوش تغطي وجهه


ليسقط هاني أرضاً وسط

دمائه ليركله عمار بقوه علي صدره العاري

ويتجه الي شهد الشبه عارية

خلع سترته ولفها بها وذهب الى المستشفي


وأمن الشركة أخذوا هاني ليسلموه للشرطة


افاق من شروده ليخرج منه تأوهات حزن وألم

لينظر الي شهد يعينين تائهة قائلا..

-كله هيبقا تمام..بس فوقي ياشهد


                                ***

كانت تتابعه من بعيد وهو يعد طعام له

طال الصمت بينهم..لسبب صغير تافهة فرق الحب في لمح البصر


او بسبب عنادها الذي تضعه في المرتبة الأولى في حياتهم

كان يذهب لها ليلطف الأجواء بينهم..كانت تقابله هي ببرود وعناد


لينظر لها بهدوء ويتركها..ولكن الأن هي من تراقبة بشوق

والان ستصلح ما افسدته هي


اقتربت منه وهو يحضر الطعام واحتضنته من ظهره بقوة 

-اسفة يا اياد


توقف عن إعداد الطعام

واستدار لها لتحتضنه مره أخرى


أياد بهدوء وهو يبعدها عنه..

-لسه فاكره ياهند


نظرت هند لعيناه العاتبة لتقول..

-يااياد ماانت غلطان ..حضنتها قدامي وو


قاطعها اياد قائلا بحدة..

-وقولتلك ياهند انها متربيه عليى ايدي زيك.. بس الفرق اني حبيتك انتي وهي حبيتها كإنها اختي بظبط


-متقولش زيي انا وبس الي اتربيت على ايدك.. وانا بس حبيبتك ،وانا بس طفلتك زي ما بتقول ،وانا بس مراتك وانا بس الي يحقلي احضنك محدش غيري


تبدلت ملامح اياد من العصبية الى إبتسامة ليقول وهو يحتضنها..

-انتي وبس حبيبتي ياهند

محدش غيرك دخل قلبي ولا هيدخل


-يبقا متلومنيش لما اغير عليك

انا وبس الي تحضنك وان شالله تكون مين.. متقولش أختي ولا بتاع


ضحك اياد ليقول..

-براحة يابنتي ايه دا انتي واقعة على الأخر.. اتقلي عليا كدا شويه


وظرت له بخبث لتقول..

-عايزني اتقل! طب اتقل انت شويه


-مبتهزش يابرعي


وقفت هند علي أطراف اصابعها.. واقتربت من اذنه هامسة بصوت انوثي رقيق اثار الفوضى في قلبه وأناملها تعبث بخصلاته..


-متأكد انك مش واقع يااا ايدو


-ايدو واقع جداا لشوشته ارتحتي دلوقتي


ابتعدت هند ضاحكة وهي تتجه الى الطعام الذي اعده..

-ايوة ارتحت... ها عملت اكل ليه..ما انا عملت اكل


-قصدك الأكل المحروق ياحبيبتي


تذمرت هند ليضحك هو على طفولتها ثم اردف بجدية..

-عايز اتكلم معاكي شويه ياهند


-اتكلم ياسيدي انا سمعاك


-عشان ميتكررش خصامنا دا

في شوية اخطاء لازم نتعلم منها


-عندك حق


اقترب اياد ومسح على شعرها..

-انا عن نفسي غلطت لما سبت كارما تحضني بعد كدا مش هحضن ست غيرك..


لتقول هند بذنب وعبوس..

-وانا مش هزعلك تاني وهثق فيك اكتر من كدا وهموتك لو بصيت لوحدة.. مش تحضن بس


ضحك اياد ليقول..

-وانا موافق ياقمري


امسكت هند انفه وقالت..

-لو خاصمتني تاني هزعلك انتا حر


حملها اياد ضاحكاً وهو يقول..

-هتزعليني طب ماشي تعالي بقا الاعبك طاولة واشوف مين هيزعل مين


وكزته هند في كتفه قائلة بمرح..

-سبع سنين بتعلم فيها عشان..انسي الخساير الفادحة الي كنت بخسرها قدامك


ياواد ياجامد..هنشوف دلوقتي


ضحكت هند بحماس..وبدأو باللعب وسط صرخات هند الخاسرة..وضحك اياد المتواصل عليها وعلى طفولتها


تذكر الماضي بنفس جلستهم تلك

حينما كانت طفلة بضفأرها وتلعب بشقاوة

كانت تتحداه وتلعب لتفوز..اما الآن زوجته شابة يافعة

ولكن بنفس التذمر والإنفعال

وهذا ما يجعله سعيد.....


                            ***


كان نائم على بطنه وشعره متناثر على جبينه بفوضى 

نائم بلا كوابيس، نائم وقلبه بعقلٍ صاف لأول مره


هكذا همست لنفسها وهي تتأمله..لتهمس بصوتٍ خافت..

-مش عارفة ايه حصل غير حالك بس مبسوطة انك بقيت احسن..بدأت أشوف الطفل الي جواك

ودا الي مفرحني


امسك يده وهو مازال مغمض العينين

وقربها من فمه ولثمها بنعاس ليقول..

-اكلتي


قبلت تقى جبينه لتقول..

-مستنياك تصحي. اول مره تنام للعصر


اعتدل ادم في جلسته وارجع خصلاته الى الخلف..

-هي الساعة كام


نظرت تقى الي ساعتها لتقول..

-الساعه دلوقتي 8.. المغرب اذن والعشا قربت تأذن


قام ادم من الفراش..

-طب قومي كلي علي ما اخد حمام واتوضا ونصلي سوا


-ماشي دقايق واكون جاهزه


منحها ادم ابتسامه محبة واتجه اليى المرحاض ليستحم ويتوضأ...بينما تقى حضرت طعام خفيف بمساعدة رحمه ثم اتجهت الي الغرفة مره اخرى


بينما ادم انهي حمامه

وينتظرها لتتوضأ ويصلوا سويا


دلفت تقى الى الغرفة حاملة طاولة متوسطة الطول


قام ادم من جلسته واخذ منها الطاولة قائلا بضيق واضح..

-قولت ميت مره عايزة حاجه قولي للخدم

وبلاش تتعبي نفسك


_عايزه الأكل الي تاكله يبقا مني انا مش من حد ياحبيبي

وبعدين اسمهم مساعدين


تحول ضيقه الى إبتسامة..لتتيقن ان بداخل كل رجل طفل صغير ترضيه اقل الكلمات المعسولة


جذبها  لتجلس على قدميه ليطعمها بيده قائلاً..

-انتي حضرتيه وانا هأكلك بإيدي


ضحكت بدلال لتقول..

-ايه سر التغيير الحلو دا


-هو انا كنت وحش اوي كدا معاكي


-لا ياحبيبي انتا كنت الطيب الشرير

بس خد بالك هتعود على الدلع دا


امسك ادم لقيمة صغيرة وادخلها فمها قائلاً.. 

-اتعودي براحتك ياتقايا..انا هسعدك ديمًا بس استحمليني

انا تايه وعايزك تستحملي شويه


تحسست تقي ذقنه الذي نبتت بها ذقن خفيفة زادت من وسامة وجهه وجماله لتقول..


-طول ما انتا جمبي ومعايا  يبقا انا فرحانة ياادم

مستعدة اصبر واستحمل غضبك وعصبيتك

هستحمل لحد ما نتقابل في نقطة معينة

هستحمل لحد ما يجي علينا الليل وترمي راسك في حضني وتقولي انك بتحبني


انا هصبر وهستحمل..لأن الطفل الي جواك يستاهل اني اضيع عمري كله مستنيه ابتسامة منك انا ب..


قاطع كلماتها وهو يحتضنها بكل ما امتلك من قوة حتي انها تألمت بين يديه ولكن هون المها وجعلها تبتسم كلماته..


-وانا هجيلك كل مره وهحضنك..ولو مفيش نقطه نتقابل فيها هقولك محتاجلك


ابتعدت تقي عنه لتقول..

-طب يالا نصلي بقا


-روحي اتوضي ياتقايا انا مستنيكي


سارت تقى الى المرحاض وهي تردد في نفسها بسعادة..

-إن الله مع الصابرين



                              ***

رواية قاسٍ ولكن أحبني٢(الفصل الثاني عشر)

روايات وسام اسامة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة