JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Accueil

رواية قاسٍ ولكن احبني٢(الفصل العاشر)


 الفصل العاشر


                            "انا احبكِ دائمًا"


                            

"وحلاهُ مُر وجفائه مُر..وبكل أحواله

هو بقلبي ذاك الحلُو المُر"


كانت تلك الكلمات التي خطت بها تقى في دفترها الصغير الذي لازمها منذ آخر مره رأته فيها ..مضت سبعة ايام ولم تراه..لم تري وجهه الغاضب..أو نظراته العابثة

سبعة ايام بدون أدم

بدون نصفها الاخر وان قسى


ذبلت عيناها من البكاء على هجرانه

اخطئ في حقها وعاقبها بغيابه عنها

لم تراه سوا يوم السفر... ولم تراه بعد ذاك اليوم


اصبحت النافذة ونيستها الوحيدة بعد اختفائه.. تعلم انه يهرب منها او بالأدق يهرب من ماضيه وعثرات

كانت تشعر به وبألمه...وناقمة على ما تراه منه


تنفست بقوة سامحه للهواء يغمر رئتيها لتقول بنبرة مشتاقة..

-يامن هواه اعزهو واذلني

كيف الطريق الي وصالك دلني



انهت تقي الشعر وعيناها تفيض بالدموع مجددًا

إحساس العجز تملكها..تعترف غاضبة منه وبشدة ولكن مشتاقه لعينيه العسليه التي تحاصرها عند النظر ايه


حتي قسوته التي تدمي قلبها اشتاقت لها اشتاقت لكل انش في وجهه..اشتاقت للفظه لإسمها


ياالله..كيف يكتوي قلبها بنار إشتياقه من مجرد غياب إسبوع..وكأن أوتار قلبها مُلتفه حول قدميه

وحينما يبتعد تشتد تلك الأوتار بألم يُدعى الإشتياق


دلفت رحمة لتراها جالسة في الشرفه وتكتب في دفترها وعيناها مغرقة بالدمع..تنهدت رحمة بشفقة على حالها

تراها كل يوم تنتظر في الشرفة

تنتظره بلهفة خفيه


تذكرت عندما اخبرها ادم بغيابه لفتره من الوقت اخبرها ان تهتم بها..بطعامها ودوائها وتطئأنه عنها دائمًا


اقتربت رحمة منها ومنحتها ابتسامة حنونة وهي تربت على خصلاتها لتقول..

-صباح الخير ياحبيبتي


-صباح النور يادادة


-انتي صاحيه من بدري ولا ايه


لتقول تقى بشرود...

-حسيت ان ادم موجود جمبي الصبح

حتي ريحته في المخده ياداده


ارتبكت رحمة وحاولت ان تفتح موضوع اخر ولكن اسكتها سؤال تقى...

-دادة هو ادم كان هنا ولا انا قربت اتجنن

انا بقيت بحلم بيه كل يوم واحس انه جمبي بس بقوم مش بلاقيه


جلست رحمة جوارها لتقول بحنان..

-انتي حاسه ان كان هنا ولا لا


ذرفت الدموع شاكية بلوعة..

-اه حاسة ان كان جمبي ريحته يادادة موجودة في الاوضة وكنت بسمعه بيكلمني بس دي كلها بتطلع احلام


-بس هو كان هنا فعلا ياتقى


توقفت تقي عن البكاء لتقول بدهشة..

-كان هنا بجد


رحمة بإيجاب..

-اه جه غير هدومه ومشي

وكان بيجي كل يوم يتطمن عليكي


لتشهق تقى بصدمو وهي تقف..

-يعني ادم كان بيبقا موجود بجد..يعني كان بيبقي جنبي حقيقي،وانتي يادادة متقوليش


-والله يابنتي قالي مقولش،معلش يابنتي متزعليش


شعرت رحمه انها ستبكي وتلومها علي صمتها ولكن تقى خالفت ظنونها واشرق وجهها بإبتسامة واسعة

لم تظهر منذ ايام لتقول..


-يعني هو كان بيجي ويعتذر حقيقي دا يادادة

كان بيعتذرلي كل ليلة وكان بيقول انه بيحبني اوي

وبيقول ان امه وحشته بس هو زعلان منها ومش قادر ينسي انها سابته


-ادم قال كدا لا مش معقول


-والله العظيم انا كنت فاكره انها احلام

بس انتي بتقولي انه بيجي كل يوم

يعني في أمل يتصالح مع مامته


تنهدت رحمه راجية

-ياريت يابنتي انتي لما قولتي ان فريدة هانم كانت بتترجاه يسامحها انا الأول مكنتش طيقاها بس حطيت نفسي مكانها


-ان شاء الله خير


-كدا بقا تفطري عشان الأستاذة الي جوا زمنها جعانة جدًااا


لتقول وهي تمسد على بطنها المنتفخ كأنها تتواصل مع جنينها..

-عرفتي ازاي انها بنوتة


-انا حاسه بكدا


لتقول  وهي تتجه خارج الغرفة

-انا هروح احضر الفطار بنفسي المرادي


-ولو ادم بيه جه هيرفدنا كلنا


-مش لدرجه يادادة


تمتمت رحمة بخفوت..

-شكلك متعرفيش بيحبك قد ايه


كانت تقي تقف في المطبخ

وهي ترتدي منامه حريرية بيضاء تصل الي ركبتيها وروب المنامة  كانت تضحك مع رحمة..وهي تتناول طعامها

لم تلاحظ رحمة ان ادم يتابعهم

كادت تتكلم عندما رأته ولكنها انسحبت

من المطبخ بهدوء بينما تقى تقف وظهرها لأدم فا لم تراه


اقترب ادم منها بخطوات مشتاقة

يريد ان يرسم قناع البرود ولكن لم يستطع اشتياقه لها فاق ألمه..احتضن ظهرها بقوة ودفن وجهه في عنقها متمتعًا برائحة الياسمين الذي افتقدها في غيابه


توقفت عن الأكل..ضربات قلبها تعالت

يداه تحاوطها..رائحته التي اشتاقت لها تحاصرها من كل جانب انفاسه


الساخنة تلفح عنقها..لتسير قشعريرة في عمودها الفقري

ليهمس بلوعة لم تخفى من صوته

-وحشتيني


التفتت له تقى والدموع في عيناها

تريد صفعة بقوة وتصرخ به وتقول


" تضربني وتهجرني وتقول انك اشتقت ! "


نظرتها مليئة بالغضب واللوم..ودموع مشتاقه تكسو عيناها

لم يحتمل ادم تلك النظرة..جذبها الي صدره وعانقها بقوه

لتسمع دقات قلبه المتسارعة..كأنه خرج من سباق للتو


-هو انا موحشتكيش خالص


عانقته تقى بكل قوتها،لتتشبع من ذاك العناق والدفئ

دقائق جمعتهم في عناق سويًا وفي لمح البصر دفعته

ورمقته بغضب كأنها لم تعانقه لتقول مُحذرة..


-متقربش مني تاني


-ايه !


لتقول بنبرة حادة..

-اه متلمسنيش انا مش جارية عندك جبتها ورميتها في بيتك تقرب منها وقت ما تحب وتسيبها وقت ما تحب


وضع ادم يداه في جيبه وقال ببرود..

-امممم امال حضنتيني ليه 


تعلثمت تقى قائلة..

-آاا اتكعبلت وسندت عليك


اقترب ادم منها ليقول..

-لا والله


ارجعت تقي خصلاتها خلف اذنها بتوتر..

-اه والله


اقترب ادم خطوه اخرى...

-هي الكعبلة هتخليكي تكلبشي فيا كده


رجعت تقى خطوة للخلف قائلة بتحذير..

-متقربش ياادم


رفع ادم حاجبه ونظرة العبث في عينيه وهو يقترب منها حتى التصق بها ..

-ولو قربت هتعملي ايه يامدام الصياد


هنا تجمدت تقى وتصاعدت الدماء الي وجنتيها لتقول بصوت يوشك علي البكاء:


-ابعد ياادم بقولك والا


لم يلاحظ ادم دموعها التي وشكت على الإنهمار ليقول...

-والا ايه


ارتمت في احضانه مره اخرى وبكت بقوة وصوت مرتفع وهي تتشبث بقميصه..


-مالك حاسة بوجع !


ارتفهت شهقات تقى وهي تقول..

-انتا غبي ومغفل وانا بقيت بكرهك


ادم وهو يربت على ظهرها برفق..

-طب اهدي بس


-ضربتني وسبتني من غير ماتقول كلمة ..وشوفتني يوم السفر مكلمتنيش ،وجينا هنا سبتني هنا اسبوع لوحدي

وتيجي تقول وحشتك..انت مبتحبنيش ياادم انتا بقيت تكرهني


ابعدها ادم عنه ومسح دموعها بهدوء..

-الكلام دا مسمعوش تاني ابدًا..انا كان ورايا شغل لازم اخلصه


-وضربتني جامد


نظرة ندم احتلت عينيه ليحاوط وجهها بأنامله..

-انا اسف ياتقى انا مقدرتش امسك اعصابي انتي قولتي كلام مفيش راجل يستحمله على كرامته


تقي بخجل وحزن:

انا كنت عايزاك تفرغ شحنة الحزن من جواك عشان متكتمش في قلبك..مكنتش اعرف انك هتضربني


-بس بلاش الكلام دا يتكرر عشان ساعتها مش هضمن ردة فعلي ياتقى


حركت تقى رأسها بإيجاب ليقول..

-في فطار ايه بقا عشان جعان


تقي وهي تشير للمائدة:

-في مربة فراولة وفي عيش توست وفي جبنة وفي فراولة وفي عصير موز بالفراولة و..


قاطعها وهو ينظر للطعام..

-دا الفطار كله فراولة ياتقى


-ماهو انا نفسي مش رايحة غير ليها ياادم

ولا عايزني مااكلش عشان بنتي تطلعلها فراولة في وشها


ضحك ليقول بدهشة..

-انتي بتصدقي الكلام دا ياتقى!


-دادة رحمة هي الي قالتلي كدا


امسك انفها بين انامله...

-وانتي اي حد يقول حاجه تصدقيه


لتقول وقد تذكرت..

-انهارده معاد الدكتورة


-عارف وهنروح سوا انهاردة


-بجد ياادم


امسك ادم يدها وسار خارج المطبخ..

-اه بجد


صدح هاتف تقى بموعد أذان الظه بتوقيت الأسكندرية

لتنظر لهاتفها ثم له لتقول..

-تعالى نتوضي ونصلي


صمت لثوان ثم حرك  رأسه بإيجاب

امسكت تقى يده ودلفت به الى الحمام الملحق بالغرفة

تقي بجديه:


بص هتوضا قدامك وانا لما اطلع تعمل زيي ماشي

حرك ادم رأسه بإيجاب كأنه طفل يتعلم من والدته


بعد دقائق انهت تقي وضوأها

وخرجت لتتيح له فرصة للوضوء


ارتدت رداء الصلاة وكذالك الحجاب..بحثت عن مصلاه  ثانية ولكن لم تجد هبطت الدرج لتسأل رحمة..


-دادة رحمة هو مفيش هنا مصليه تانية


-هتلاقي مصلية في دولابك شيلاها في آخر رف


صعدت تقى الدرج مره اخرى 

وجدت ادم توضأ ويمسك بمنشفة لمسح قطرات الماء عن ساعديه ووجهه وشعره


اخذت المنشفة منه لتقول..

-كل نقطة ميه بتنزل بتشيل منك ذنوب بلاش تمسح أثر الوضوء


ابتسم ادم وحرك رأسه بإيجاب للمره الثالثة

توجهت تقى الى الخزانة وبحثت عن المصلاه الي ان وجدتها لتقول وهي تضعها أرضاً..


-بص هصلي السنه الأول وبعدين نصلي سوا


فهم ادم انه تريد ان تريه الصلاة بدون ان تخجله منها 

بدأت تقى بالصلاه وهي تردد بصوت مسموع عند الركوع والسجود وتتلو ايات قصيرة الي ان انتهت


وادم يركز حواسه كلها معها

ليعلم كيفية الصلاة


انهت تقى صلاتها وهي تنظر له..

يالا عشان هتكون إمامي وهصلي وراك


وقف ادم ليصلي وعقله وقلبه يريدان الصلاة بقوة

صلى كما رأى تقى تصلي ولكن صلي اربع ركعات ويردد الكلمات التي قالتها في صلاتها


انهوا صلاتهم ..واقتربت منه وجلست بجانبه جواره..

-حاسس بإيه دلوقتي


-حاسس براحه


-خلاص كل ما الأذان يأذن هنصلي سوا وهتبقا امامي وبعدين عايزين نعمل اوضة للصلاه وقرأن عشان نبقا نقعد فيها احنا وعيالنا ونصلي بيهم


كان ادم ينظر لها وهي تتحدث بحماس

شعر انه امتلك العالم لانه متزوج من إمرأة جميلة خجولة تعرف دينها.. وتعشقه


لتقول وقد لاحظت نظراته..

-بتبصلي كدا ليه


ادم وهو يشير على بطنها المنتفخ..

-مبتتعبيش وانتي بتصلي


لتنفي وهي تتحسس بطنها..

-لا خالص مبتعبش


مد ادم يده ليتحسس بطنها كأنه يريد الإطمئنان على صغيره..امسكت تقي يده ووضعتها اسفل يدها علي بطنها وهي تنظر له بمحبة ليقول..


-طب هو مبيتعبكيش


-لا خالص شكلها هتطلع هاديه


-شكلها! انتي خلاص حدتي انها بنت


-هنعرف انهاردة اذا كانت بنت ولا ولد

يالا بقا نقوم عشان ناكل فراولة


انفجر  ضاحكاً حتي ظهرت اسنانه البيضاء وشفتاه الحمراء الغليظه تفرقت عن بعضهم

نظرت له تقي بإبتسامه حالمة وهي تتأمل ضحكاته التي اسكرت عقلها تمامًا


توقف ادم عن الضحك وجدها تنظر له بهيام واضح

وقف ادم وامسك يدها لتقف

وحمل المصلاه وطواها وضعها على الأريكة


ثم استدار لتقي التي تنظر اليه بصمت

اقترب منها واحتضنها بقوه وهو  علي قدمه همس لها..

-مش عارف اديكي ايه اكتر من الحب


همست وهي تعانقه كذالك..

-انا راضية بالحب كفاية اني اكون في حضنك


شدد ادم في عناقه وهو يهمس لها بكلمات غزل لتبتسم

لتذوب مع كلماته كاقطعة سكر


                             ***


كانت شاردة في عالم اخر..اعتزلت الكل حتي عملها تركته

اهم شئ في حياتها تخلت عنه


لا تريد ان تري عينيه تنظر لها بإحتقار خلاف نظراته المحبة سابقًا..اخذت قرارها سترحل عن هنا

ستذهب الي بلد اخر لا يعرفها فيه احد

لا تري انها تهرب بل ترى انها تجمع شتات كرامتها التي كسرت


لتنفرد بروحها الممزقة بعيد عن نظرات ذاك العاشق السابق.. بعيد عن كل من سلب منها برائتها وطفولتها


لتدفن شهد القديمة التي ذاقت المُر بقسوة وعاشت عجوز في جسد شابه


جرت الدموع من عينيها جريان النهر

سترحل عن موطنها في اقرب فرصة


عرضت شقتها للبيع واتخذت شقة أخرى للإيجار مؤقتًا

قطع شرودها رنين هاتفها الذي صدح في غرفتها الكئيبة

مسحت عبراتها بهدوء وامسكت هاتفها لتري ان المتصل عمتها نعمة..شهد بصوت هادئ:


-الوو


لتقول نعمة بإشتياق..

-كدا ياشهد متسأليش على عمتك


-معلش ياعمتو مش بفضى من الشغل


-ربنا معاكي ياحبيبتي بقولك


-ايه ياعمتو في حاجه


لتقول نعمة بسعادة..

-انا وعمك لبيب هنيجي نقعد معاكي يومين تلاتة كدا اصل بيقول اسكندرية حلوة


شحبت شهد لتقول..

-تيجو فين ياعمتو عندي


-لو هنزعجك ياشهد ممكن نأجر شقة او ننزل في فندق


لتقول شهد بصوتٍ مرتجف..

-انا هسافر برا مصر قريب ياعمتو

فاعشان كدا بسأل


-يعني انتي حجزتي التذكره خلاص


-لسه هحجزها بكره ..لسه هيفضولي مكان في الشركة هيكون بعد أسبوع وانا عايزه اجهز الورق بسرعة


-خلاص اجلي السفر يومين عشان اشبع منك قبل ماتسافري


لتقول شهد بضيق..

-مش هينفع ياعمتو


-عايزه تسافري من غير ماتشوفي عمتك وعمك لبيب


بمجرد سماع اسمه ارتجفت اوصالها

مهما ادعت القوة هي ضعيفة خائفة حينما تأتي بذكره

-شهد انتي معايا


-اه معاكي ياعمتو


نعمه بنشغال:

طيب ياشهد هكلمك بليل ياحببتي سلام دلوقتي


اغلقت شهد الهاتف وهي تدعو الله ان لا تأتي عمتها وذاك المغتصب..لا تستطيع تحمل فكرة انه سيكون معها تحت سقف واحد..تذكرت ذاك اليوم الذي وجدته في شقتها


شهد بخوف وهي تسند علي عكازها وترجع الي الوراء :

انتا ايه الي جابك هنا


لبيب بإبتسامة اظهرت اسنانة الصفراء..

-جيت اطمن عليكي ياشهود..مش انا جوز عمتو ولا ايه


شهد بتحذير وهي مازالت تبتعد وهو يقترب اكثر..

-ابعد احسنلك واخرج من هنا احسن ما اموتك واقسم بالله مش هتردد ثانية


ضحك لبيب بقوه وهو يشير علي ساقها المكسورة..

-ضحكتني ياشهد والله

البنت الهبلة الطيبة بقت قطة بتخربش


-البركة فيك ياعمي


انهت شهد جملتها وهي ترمقه بكره.ليقترب لبيب منها ولامس وجنتها..وانفاسه الكريهة تلفح وجهها


-لسه بردو عنيدةومش عايزالي الراحة


شعرت شهد بتقزز من قربه..ثم رفعت عكازها وضربته بقوة

في بطنه لتسمع صوت تألمه

و اسرعت بخطواتها لتدلف غرفه الجلوس وتغلق عليها الباب لتهمس بخوف..


-يارب انت معايا يارب


لبيب وهو يطرق على الباب بقوة..

-افتحي ياشهد افتحي بقولك


ضرخت بجنون..

-قسمًا بالله لو ما مشيت هبلغ البوليس

يجي ياخدك يرميك في السجن


زمجر لبيب بغضب..

-همشي ياشهد بس هجيلك تاني

مش هسيبك ياشهد انتي بتاعتي انا وبس


ثم خرج من المنزل واغلق الباب بعنف

لتسقط شهد على الأرض وهي تبكي..


-اروح فين تاني اعمل ايه تاني

لبست زي الرجاله وبردو محدش سايني


استفاقت من تلك الذكرى 

وتمتمت شهد برجاء..

-يارب مايجوا يارب


وقفت  واستعدت للخروج لتسير على البحر

فهو الرفيق الوحيد الذي لا يسأل ولا يرد



                                ***


لم يعرف كم من الوقت مر عليه وهو هكذا نائمًا على فراشه وعينيه مثبته على سقف غرفته


يشعر بالإشتياق لها..اشتاق لنظراتها الحادة وكلماتها الغاضبه،ولكن كونها ليست عذراء يغضبه

علم انها تركت العمل وكاد أن يذهب لها ويقنعها بالعدول عن الإستقاله..ولكنه فضل الصمت

امسك هاتفه ليتصل بها ولكنه تفاجأ من اتصال ادم له


-الوو ياادم


-مش كفاية اجازة بقا


تنهد عمار ليقول..

-هنزل الشغل من بكره ياادم


ادم بإيجاب..

-طيب وكلم فرع الشركة في فرنسا وقولهم ان في موظفة هتتنقل عندهم


-هتنقل مين هناك


ليقول ادم  بخبث..

-الأنسه شهد عبد الرحمن هتتنقل فرع فرنسا


انتفض عمار بصدمة ..

-شهد هتسافر هي مش استقالت


-لا كانت عايزة تستقيل.. لما سألتها قالت انها هتسافر تعيش برا مصر قولتلها تتنقل الفرع بتاعنا هناك


-مش بمزاجها مش هتسافر محدش هيتنقل في حته ياادم


ثم اغلق الهاتف والقاه بعنف..لا يتخيل ايامه بدونها لا يتحمل انها ستتركه


ليقوب عمار بغضب..

-ورحمة امي ياشهد لا هتجوزك بنت مش بنت هتجوزك خلاص انا جبت اخري


في دقائق ارتدي ملابسه

وذهب تجاه البحر فهو يعلم انها في ذاك الوقت تكون امامه..صعد سيارته وانطلق بأقصى سرعة اليها

سيقول لها بأعلي صوته انه لا يهمه ان كانت عذراء او لا


بعد وقت قليل وصل اليها

اقترب منها والشر يتطاير من عينيه..ليجذبها بحدة..

-انتي ايه الي عملتيه دا


تعجبت شهد من وجوده وغضبه الواضح..

-ايه في ايه وماسكني كدا ليه


-عايزة تطلعي برا البلد.. تخليني احبك وتهربي تعلقيني بيكي وتقولي نفسي


نزعت شهد يدها منه بغضب..

-انت مجنون ولا ايه انا برحتي اعمل الي عايزاه ملكش دعوة


صرخ عمار في وجهها..

-لا مش براحتك ومش هتتحركي من اسكندرية ياشهد


-ابعد عن طريقي ياعمار

انا اتكلمت وقولتلك اني..


قاطعها عمار بحسم..

-بنت او مش بنت مش فارق معايا

انا بحبك ومش هسيبك


هزت رأسها نافية لتقول بعصبية..

-كداب ياعمار انتا شايفني واحدة سهلة هتلعب بيها شويه وترميها ولو كنت بتحبني مكنتش سكت وبصلتي بإحتقار


وهو يمسك يدها المرتجفة..

-لا انا كنت محتاج وقت عشان افكر..انا بحبك ياشهد ورحمة امي بحبك،ومش فارق معايا انتي بنت ولالا


شدت شهد يدها من يده قائلة بغضب..

-وانا مش هقبل حبك دا ياعمار


-طيب مش عايزك تحبيني

انا عايز اساعدك


مسحت شهد عبراتها قائلة بترقب..

-ازاي هتساعدني


تنهد عمار ليقول بجمود..

هنرفع قضيه وهيتحبس وهيجيلك حقك

ياشهد اقسم بالله هجبلك حقك


                               ***

-ياسماح متوجعيش قلبي عليكي

قومي كدا واطلعي من الضلمه دي


تحدثت فاطمة بتلك الكلمات لتقنع ابنتها بالخروج من تلك الغرفة التي اصبحت كاسجن إنفرادي لها


نظرت سماح الي والدتها وابتسمت بوهن..

-مالي ياامي ياانا كويسة اهو


-كويسة ازاي لا بتاكلي ولا بتشربي

و طول اليوم نايمة او بتعيطي

انتي عايزة تحرقي قلبي انا وابوكي عليكي!


لتقول سماح بشرود..

-بعاقب نفسي ياما انا الي اخترت مصطفى وفضلت ماسكة فيه بإيدي وسناني وهو طلع واطي ميستاهلش


لتتنهد فاطمة بحزن وهي تمسح على شعر ابنتها..

-يابنتي دا درس وتتعلمي منه مش تفضلي فيه.. اهو غار في داهيه،وبعدين عايزة اخدك واوديكي عند الشيخ عشان يفك العمل


-شيخ  ايه ياماما..وعمل ايه دا الي يفكه


-العمل الي واقف حالك دا كل عريس لازم تحصل مصيبة معانا


تأفأفت سماح لتقول بإستنكار..

-عمل ايه بس وبتاع ايه

انا مش رايحة في حته ياماما


هتفت فاطمة بحدة..

-لا هتيجي معايا انا روحتله وقولتله هجيبك عشان يفك العمل دا


نظرت سماح لولدتها بضيق وهي تضع رأسها على وسادتها..

-مش رايحة في حته ..الي بيعملوا كدا الجهله بس وانا مش جاهلة


تمتمت فاطمه بحزن..

-حتي لو شيفاني جاهلة يابنتي

بردو هفك العمل دا عشان حالك يتصلح


                                  ***

هتف اياد بضيق وهو يعبث بهاتفه..

-ساعتين ياهند بتجهزي خلصي بقا


خرجت هند وهي تهندم حجابها..

-يووه اهو خلصت يااياد


كحدق بهيئتها لثون قبل أن يقول مغازلاً بإنبهار..

-ايه القمر دا يابت


همهمت هند بغرور..

-امال فاكر ان انتا بس الي حلو

ومفيش زيك


-طب انا عيني زرقه وابيضاني وزي القمر

انتي بقا حلوه في ايه


اقتربت هند منه حتي التصقت به ونظرت لعينيه بقوة وهي تمرر اناملها على عنقه نزولاً الى فقرات ظهره


-انا الي قلبك اختارها وجري ورايا عشان اوافق ياحبيبي


لم يتحمل اياد اصابعها التي تسبب ارتباكه امامها ليمسك يدها وقربها من صدره اكثر..

-مش لمصلحتك تعملي كدا ياهند

لانك لو فضلتي قدامي شويه كمان مش هتشوفي الشارع


ابتعدت هند وهي تضحك بقوة..

-متبقاش تستهين بيا هند مش سهله

ويالا بقا لان عمو سالم وحشني اوووي


مسح اياد حبات العرق المتراكمه علي جبينه وهو يتمتم..

-صبرني يارب البت دي هتجنني


امسكت هند حقيبتها..وخرجت هي واياد من الڤيلا

وهو ينظر لها ويقسم ان ابليس ينحني للنساء على تصرفاتهن


ركبت هند السياره وهي تغني لفيروز

وتحرك يدها في الهواء مع نغمتها..

-دا ايه البطل الي راكبة معايا دي ياناس


خجلت هند لتقول بحنق..

-طب ركز في السواقة عشان منعملش حادثة


ليقول بعبث وهو يمد يده الي وجنتيها..

-مكسوفة ياختي.. امال مين الي كانت بتتغرغر بيا من شويه


هند بخجل وهي تبعد يده..

-بس يااياد


ضحك اياد مره اخري وعينيه الزرقاء تلمع بحب على خجل زوجته المشاكسة ..او ملكة التضاد


ظلت هند تنظر له وهو يضحك ويتكلم معها في مواضيع عده ولكن هي شارده فى سمائه الزرقاء فقط...

                           

       ***


كانت جالسه ويده ملتفه حول كتفيها

كانت شاردة تتذكر ذاك اليوم التي جائت به مع هند لكي تجري فحص حمل..كم كانت خائفة، تائهه ولكن اليوم. .. لا احد سعيد مثلها .....زوجها حبيبها جوارها وهو سعيد ينتظر ثمرة عشقهم ...

تعلم انه خائف ولكن يحاول ان يبقا سعيد


جاء موعد الكشف عليها..دلف ادم وتقى الي غرفة الكشف

لتقول الطبيبة مُرحبة..


-مدام تقي مجتيش ليه الشهر الي فات عشان تتابعي صحة الجنين


-كان في ظروف معرفتش اجي يادكتورة


لتقول الطبيبة وهي تتجه الي النصف الأخر من الغرفة امام جهاز السونار..

-طب تعالي نامي على السرير عشان نشوف الطفل عامل ايه


امسكت تقى يد ادم ليبتسم لها بهدوء..

ويسطحها علي الفراش ومازال قابضًا علي يده بقوة


كشفت الطبيبه عن بطنها المنتفخ ووضعت سائل ثم جهاز صغير علي بطنها..لتظهر صورة سوداء على الجهاز واجزاء صغيرة تظهر فيه


لتقول وهي تشير على الشاشة

الطفل اهو الواضح ان صحته كويسه


اتعتدلت تقى لتنظر للشاشة قائلة بلهفة..

-يعني هو كويس يادكتورة


-زي الفل كمان صحته كويسة جدًا

بس لازم تتغذي كويس لانه بيستفيد

هو كمان من الأكل الي بتاكليه


نظرت تقى لأدم الصامت لاقول..

-شوفت الطفل ياادم


حرك ادم رأسه بشرود وهو ينظر للشاشة لم يستمع لحرف واحد مما دار امامه..نظره معلق بذاك النطفة الصغيرة

حواسه كامله تتركز عليه..ومشاعر غريبة تدور داخله

" رهبة ،سعادة، قلق"


قاطع شروده صوت الطبيبة ...

-بس مش هنعرف جنسه غير الشهر الي جاي

ربنا يقومك بسلامه..كدا كشف انهارده انتهي ولازم تجيلي بعد شهر عشان نتابع صحة الطفل


لتقول وهي تقوم  بمساعدة ادم..

-حاضر يادكتورة شكراً جداً


هندمت تقى ملابسها وخرجت هي وادم من العياده كادت تطير من السعادة.. وادم شارد أحياناً ويبتسم أحياناً

لتقول وهي تتشبث بيده..

-ادم تعالى نطلع علي البحر شويه


-ماشي 


ابتسمت اكثر..ليمضو في طريقهم نحو البحر

قاد ادم سيارته بهدوء اخافها

نعم هي لا تتأمل ان يحملها ويدور بها صارخا بفرحة عارمة


ولكن صمته هذا يخيفها..بل يُقلقها

نظرت لملامحه لتستشف اي تعبير... فرحة.. او حزن .. لم تجد


وجدت وجه خالي من التعابير

العيون العسلية انطفأت لتكون ظلمه

ملامح وجهه مثل الطلاسم الصعب حلها ليصلها صوته..


-انا فرحان ياتقى متقلقيش


كأنه قرأ افكاره وتساؤلاتها لترد عليه...

-مش حاسة بكدا ياادم،وشك مبيقولش انك فرحان... انت من ساعة ما طلعنا من عند الدكتورة ساكت وبس


تنهد بجمود ليقول..

- هو لازم كل حاجه احس بيها تبان علي وشي


نظرت له بقلق وهي تمسك يده..

-ادم انتا زعلان عش..


قاطعها ادم بإبتسامه جاهد ليرسمها..

-ياحبببتي مش زعلان ضغط الشغل بس

كتير مفيش حاجه 


ارخت تقى رأسها علي كتفه وهو يقود..

-بجد ياادم


اوقف السياره أمام البحر..

-بجد ياحبيبتي يالا ننزل


جلس ادم وتقى علي أريكة خشبيه أمام البحر هدوء كسر صمته

صوت الأمواج وهي تتخبط في الصخور بقوو

كأنها عازمة على كسير غرور ذاك الصخر


قطعت تقى صمتهم..

-تعرف ان دي اول مره نخرج مع بعض من ساعة

ما اتجوزنا او اخرج لوحدي حتى


-كنت عايز اخرجك في فرنسا

بس انتي قلبتي الدنيا نكد


تذمرت تقى لتقول..

-لا انت الي قلبتها نكد وضربتني


احتضنها ادم ليقربها الى صدره

-بس انتي غلطانة بردو


تمتمت بصوتٍ منخفض..

-عارفة انا اسفة


ربتت على رأسها دون حديث لتنظر له مستفسرة..

-ادم انتا ليه ممكن تبقي حنين وبعد كدا بتقلب وبتبقي شرير محدش عارف يكلمك حتى


ابتسم لكلماتها ليقول..

-شرير مره واحده !


-اه بس انا بحبك وانتا طيب وشرير


همس ادم امام وجهها..

-وانا بعشقك ديمًا حتي لو انا شرير ..الشرير دا بيحبك اوي خليكي عارفة كدا بحبك لحد نهاية عمري


تنهدت تقى بقوة لتعيد رأسها الى صدره..

عارفة انك بتحبني ياادم


                                      ***

NomE-mailMessage