JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية قاسٍ ولكن أحبني٢(الفصل الرابع عشر)


 الفصل الرابع عشر الأخير


                          " انتهى عهده"

                        

جالس في مكتبه يتابع عمله بتركيز شديد فهو قد يتغير في كل شئ الا عمله..رفيقه الوحيد...وملاذه


امسك ادم هاتفه ليتصل بعمار..

-ايوه ياعمار.... في ورق ناقص في ملف المناقصة.... ايوه الأسعار والخامة ومعلومات المناقصة كل دا مش لاقيه...

طيب ماشي


القي ادم هاتفه متأفأف بضجر ليرى تقى تدلف مكتبه بإبتسامة صغيرة..وقف ادم وذهب اليها ممسكًا يدها..


-انتي مش قولتي تعبانة انهاردة..قومتي ليه ياتقى


-مش هتبطل قلقك دا.. انا بقيت تمام


اتجه ادم بها الى الأريكة وجلس واجلسها على فخذيه لتقول بتذمر..


-ما الكنبة واسعة لازم تقعدني كدا رجليك هتوجعك


امسك انفها مداعبًا إياها..

-ملكيش دعوه براحتي


امسكت تقى وجهه بيديها قائلة بنظرة قلقه..

-ادم انا حاسه بأحساس وحش اوي

وكل ما اشوفك قلبي بيوجعني


امسك ادم يدها وانزلها من على وجهه ليقول..

-يعني ايه مبتحبيش تشوفيني


نفت تقي سريعاً لتقول..

-لا طبعا انا بستني الوقت الي اشوفك فيه

بس حاسة بنغز في قلبي وكمان عنيك زعلانة


ثوانٍ وتبدلت تعابير وجهه من الجمود الى الإبتسام..

-وعيني زعلانة ليه بقا


تقي بخوف ظاهر في عيناها..

-معرفش ياادم حساك مش مبسوط ..حاسة ان في حاجه وحشه هتحصل..حاسة انك هتبعد عني


ليقول ادم يجدية وهو يمسح تلك الدمعة التي سقطت من عيناها..

-مالك ياتقى في ايه انا جنبك ومش هسيبك ابدا... ليه الكلام دا بس


ابتسمت  ومسحت دموعها قائلة بكذب..

-لا دا انا بقول كدا عشان تقولي انك بتحبني وتقولي شعر


ضحك ادم بخفه وعانقها بقوة قائلاً...

-لا دا انا وحش أوي بقا عشان اخليكي انتي الي تطلبي تسمعيها


عانقته تقى بكل ما اوتيت من قوة..هاجس داخلها يخبرها انه سيبتعد،كوابيسها التي اصبحت تأتيها الايام الماضية كل ليلة تقول  انه سيبتعد


اخرجها ادم من شرودها..

-حبيبتي لو فيكي حاجه قولي!


ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها..

-لا ياحبيبي انا كويسة بس مش عارفة مالي اليومين دول


ابتسم ادم ووضع يده علي بطنها المنتفخ قائلاً..

-النجمة تعباكي ولا ايه !


قالت تقى في نفسها..

-ابو النجمة الي تاعبني


انتبهت من شرودها للمره الثانية..انه يحملها بين يديه

تلقائيًا احاطت عنقه واراحت رأسها عليى صدره قرب قلبه لتسمع دقاته المنتظمة


بعد ثوان وصل ادم الي غرفتهم ومددها علي الفراش ثم دثرها..لتمسك تقى يده قائلة بترجي..


-خليك معايا دلوقتي ياادم


تسطح جوارها ووضع رأسها على صدره ..وعبث بخصلاتها البندقية... بينما هي تملئ رأتيها بعطره لتطمئن

وتسكن هواجسها


                                ***

جالس في شقة بسيطة في القاهرة..ينتظر قدوم ذاك البيب بفارغ الصبر..بعد دقائق سمع طرق الباب


فعلم انه هو إشتعلت عيناه ببريق أسود

ولكنه تحكم في نفسه لكي لا يقع في خطأ ...فتح الباب ليظهر وجه لبيب الغاضب


عمار بإبتسامه جاهد أن يرسمها..

-اهلا يااستاذ لبيب اتفضل


دلف لبيب الي المنزل وعينيه غاضبة ليقول..

-موضوع ايه الي يخص شهد


جلس عمار ليقول باسمًا..

-عايز اتجوز شهد وحبيت اطلبها منك


اشتعلت عين لبيب اكثر وهو يتخيل شهد بين احضان احد غيره... تخيل ان يحظي غيره بجمالها ليهتف بقوة..


طلبك مرفوض شهد مخطوبة


-مخطوبة لمين! دي هي الي قالتلي اجي اطلب ايديها منك انتا وعمتها


اجاب لبيب ساخرًا..

-الله الله يعني هي الي عايزة تفضح نفسها بأيديها


اخرج عمار سيجاره من علبته واشعلها قائلا بهدوء..

-قصدك على حكاية انك اغتصبتها


-كدابة


هتف بها لبيب سريعًا ليقول عمار..

لا مش كدابة ورغم كدا عايز اتجوزها بردو ياااا عمي


اجاب لبيب بإرتباك..

-بس بردو دا كان بمزاجها وو


تكلم عمار بجدية عكس غضبه الذي يتأجأج داخله..


-اغتصبتها وهي سكتت سنين وانا مش عايز افتح مواضيع قديمة هي قالت كدا وانا مصدقها

وانا بقولك اهو انا عايز اتجوزها من غير مشاكل


-اممم واضح انها اتجرأت وقالتلك

وانت عادي كدا لسه عايز تتجوزها !


نظر له عمار وكور يده بغضب يحاول اخماده ليقول بهدوء مزيف..

-سؤال محيرني جدا وعايز اسألك


وضع ساق على أخرى واشعل سيجاره..

-قول


عمار بغضب مكبوت..

-ازاي تغتصب واحده قد بنتك


ابتسم لبيب ليقول..

-بت عنيها لونها غريب وعليها جسم مشفتوش في عمتها عيلة صغيره تقدر تسكتها بكلمتين تدوق الشهد ولا تسيب غيرك يلهفو....


ماهو مش بعد ما أوفر أكل وشرب وتعليم

واكبرها وفي الأخر ماخدش حاجه

البت زي القمر وتتاكل اكل..اسألك انا بقا سؤال


لم يستطع عمار أن يتفوه بحرف..ليقول لبيب مستهزأ..


-ايه الي يجبرك تتجوز واحدة لمسها غيرك

ماالبنات مالين الدنيا..جت على شهد ووقفت !


وقف عمار واقترب منه ثم لكمه بقوة ثم لكمة اخرى واخذ يضربه بحقد وغضب بينما لبيب يحاول ان يوقف ذاك المجنون ليصرخ عمار..


-دا انت هتدوق المرار ياروح امك


خرج من الغرفه ثلاث رجال..حاولوا أن ينقذو لبيب من يد عمار..ولكن ظل عمار يضربه بكل ما اوتي من قوة ضربه بعدد ما رأي دمعات شهد


ركله.. لكمه ..صفعة ولكن كل هذا لم يشفي غليله ولو ذرة واحدة..واخيرًا تركه وهو غائب عن الوعي ملطخ بالدماء


ليقوب الضابط بضيق..

-مينفعش كدا يااستاذ عمار احنا أخدنا الإعتراف خلاص وهنوضبه في القسم..مكنش له لازمة


نظر عمار الي لبيب الغائب عن الوعي وبصق علي وجهه

ليهدئة حسان...

-اهم حاجه الموضوع مشي ياعمار بيه وخلصنا


أمر الضابط بالقبض عليه ليأخذوه لقسم 

بينما عمار غاضب بشده كلمات لبيب تخترق اذنه.. لمسها غيره...تلك هي الحقيقة التي هرب منها

ولكنها تلاحقه


ربت المحامي على كتفه قائلاً :

-كدا هياخد حكم وميفلتش منه متقلقش


هز عمار رأسه ثم خرج من المنزل مسرعًا

محاولاً الهروب من كلمات لبيب التي تلاحقه بلا رحمة

وسأل نفسه


" هل يستطيع الزواج من شهد مع تلك الحقيقة اللاذعة !"


                                ***


وقف امام منزل عائلتها وهو يزفر بضيق

للمره الألف لا تنصت لكلماته..لم يحتمل المكوث في المنزل بدونها.. حتي وان انشغل عنها... ليتجه لها في الساعة الثانية عشر منتصف الليل ليجلبها 


طرق الباب بهدوء عكس غضبه..فتح مازن الباب بعد دقائق

لينظر له بتعجب..

-اياد ايه الي جابك


-اروح يعني ولا ايه


ضحك مازن وجذبه لداخل المنزل..

-تعالى ياعم ادخل مالك ضارب بوز ليه

وايه الي جابك في نص الليل أصلاً


دلف اياد وهو يبحث بعينيه عن زوجته

لتقع عينه عليها جالسة على الأريكى

تتابع التلفاز 


ولكن ما أثار حنقه انها ترتدي شورت جينز يفصل ساقها ويصل الي قبل ركبتيها

وتي شيرت ابيض يصل الى رسغها

وخصلاتها الطويلة تأخذ مجراها علي ظهرها


انتشله من شروده صوت مازن الضاحك..

-الي يشوفك وانتا بتبصلها يقول انك مشفتهاش من سنين مش من انهارده الصبح


نظر اياد الي هند المنصدمة من وجوده ليقول اياد بصوت متوعد..

-لا اصل مراتي المصون قولتلها ترجع البيت ومتباتش بس مسمعتش كلامي


تمتمت هند بغيظ..

على اساس اني فارقة معاه


جلس مازن بجوار شقيقته محتضنًا اياها ليقول بإستفزاز..

-ياعم انا الي خليتها تبات اختي وحشتني خليهالي شويه بقا


اقترب اياد من الأريكة وامسك يد هند جاذبًا اياها لتقف وتصتدم بصدره قائلاً بصوت محتد..


-طب كفايه عليك كدا بقالها معاك 9ساعات و18دقيقه حلو عليك كدا


-يخربيتك بتحسبهم... وبعدين ريح نفسك لأنكم هتباتوا معانا انهاردة


نزعت هند يدها من يد اياد قائلة بسرعة..

-اه انا هبات هنا وبعدين الوقت اتأخر


همس لها بصوت غاضب..

-تسكتي خالص وهشوف كلامي الي مبيتسمعش دا


همست بصوت متحدي..

-خلي شغلك يسمع كلامك ..مش دا مراتك التانية يا استاذ اياد


كان مازن يتابعهم بإستمتاع فهو يعلم مدي صبر صديقه... ويعلم مدي برود هند واستفزازها ليقول بصوت ناعس..


-طب البيت بيتكم بقا انا هدخل انام

وبلاش تتخانقوا بصوت عالي عشان ابويا وامي نايمين تصبحوا علي خير


هند بصوت مترجي..

-مازن خليك.. اقعد معايا


كتم مازن ضحكاته بصعوبة ليقول..

-من زرع حصد... وانا هسيبك تحصدي


هند بصوت اشبه بالبكاء..

-خليك يامازن دا هياكلني


رماها اياد بنظره حادة

وداخله يريد الإنفجار ضحكًا على تصرفاتها الطفولية


دلف مازن الى غرفته وهو يضحك

بينما يد اياد تشتد على رسغهها ليقول بصوتً حاد..


-قبل ما تمشي قولتلك ايه


-قولت ارجع البيت ومابتش


شدد اكثر على يدها،حتى بدء لون يدها يتحول للأبيض من هروب الدم..

-وطالما قولت كدا معملتيش الي قولت عليه ليه ياهند


-عشان اهلي وحشوني


ترك اياد يدها ومسح على شعره بغضب مكتوم..

-ومكلمتنيش ليه وقولتيلي..وخليتي مازن الي يقولي الكلام دا


تعلثمت هند لتقول بتقطع..

-اااا يعني انا قوولت اا


-قولتي تعلميني الادب وتباتي برا

والراجل يولع صح المهم انتي تبقي عملتي الي في دماغك وخلقتي مشكله صح


اجابت بعيون دامعة..

-لا مبخلقش مشكله انتا الي غلطان

شغلك شغلك شغلك وانا مفيش


امسك اياد يدها ودلف الى غرفتها..وهو يحاول ضبط انفعالاته،واجلسها علي الفراش قائلا:

بهدوء كدا ياهند... انا وانتي متجوزين بقالنا قد ايه!


اجابت بصوت مختنق..

-بقالنا خمس شهور


-قعدت معاكي فيهم قد ايه من غير ما اروح الشغل او اتابعه حتى


-شهر ونص


-لا ياهند قعدت شهرين ونص..ورجعت الشغل 

وغير ان الشركة دي بتاعتي يعني جدي كان بيديرها فترة جوازنا... وانا لازم ارجع شغلي مش هقعد جنبك ديما


وغير كدا الشغل كتير اوي ولازم اخلصه

واخلص الملفات المركونة دي

لازم تقفي جنبي وتتصرفي بعقل


-يااياد انا طول الوقت لوحدي زهقت

ومش بشوفك غير مرتين في اليوم

ومش بشتغل كمان


مسح اياد دموعها ليقوب

-ياحبيبتي هي الفترة دي بس والله وبعد كدا هتلاقيني مخلص شغل وقاعد في وشك


نظرت له هند بتهكم..

-دا علي اساس ان الشغل بيخلص


ابتسم اياد وهو يلمس خصلاتها..

-اخلص الضغط دا والشغل هيبقا عادي


-طب انا عايزه اشتغل يا اياد


تبدلت ملامحه من الإبتسام الي الحدة..

-نعم ياختي تشتغلي


-ايوا اشتغل يااياد انا كنت الأول مش عايزه اشتغل بس دلوقتي عايزة


ليقوب اياد بحنق..

وانا مش عايزك تشتغلي ياهند


-ليه هو انا واخدة شهادة عشان اركنها..شغلني معاك في الشركة..ولو مش عايز اشتغل في اي شركة تانية


اغمض عينيه محاولاً ضبط إنفعاله

فهي تثير غضبه بإستفزازها ذاك


خلع الكراڤت والسترة وتسطح الفراش بدون ان يعلق بكلمة واحدة..لتستشيط غضبًا من تجاهله


اقتربت منه قائلة بحدة...

-اياد انا بكلمك


اياد بتحذير اخافها..

-قسماً بالله في غضون دقيقة ان ما سكتي وجيتي تنامي من غير كلمة لااقوم واطلع فيكي تعب اليوم كله ياهند


تذمرت بحنق وتسطحت بجواره قائلة بخفوت..

-بردو هشتغل ماهو أصلك مش هتحبسني في البيت عشان اكون امينة وانتا سي السيد

انا عايزة اشتغل


-هـنـــد


افزعها صوته بشده

امسكت الغطاء وتدثرت به لتخفي وجهها عنه فهي لازالت تتذكره صبور لأبعد حد ولكن عند الغضب يفعل مالا تحمد عقباه


                                ***


راودتها تلك الكوابيس مره اخرى

ولكن اليوم مختلف.. رأت جسده مشوه بالكامل وهو يصرخ بقوة ووجهه مليئ بالدماء والخدوش ومرأه تبكي بقربه وتقبل يديه


والدماء تخفيه بالكامل..هرولت اليه لتساعده ولكن فات الأوان اصبح جثه هامده لتصرخ بأسمه باكية

-اادم


استيقظ ادم من صراخها وجدها نائمة متعرقة دموعها غطت طرفي وجهها.. ضرب ادم وجهها بخفة...

-تقى تقى اصحي.. تقى


فتحت عيناها الدامعة لتراه امامها

يتطلع اليها بعسليتيه بقلق ووجه ناعس

اعتدلت تقي في جلستها وارتمت في احضانه باكية بنحيب قوي لتقول..


-ادم.. انتا هنا متبعدش ياادم


-اهدي ياتقى انا جنبك اهو في ايه

انا اهو اهدي


تعلقت في رقبته قائلة بشهقات عالية من البكاء..

-دم ياادم...هيخدوك مني بعد ما لاقيتك


ابعدها عنه وإبتسم بإطمئنان ومسح دموعها قائلاً..

-اهدي ياتقى دا حلم مش اكتر اهدي


حركت تقى رأسها بإيجاب ومسحت دموعها ليقبل رأسها قائلاً بصوتٍ هامس...

-يلا ارجعي نامي تاني


ارجعت رأسها الي الوسادة ولكنه جذبها لتستقر على صدره قرب قلبه ولكن لم تنام... ولم ينام

يعلم ان هواجسها صحيحه تماماً


والقلق ينهش قلبه ولكن ليس قلقاً على نفسه... بل عليها

انتقلت هواجسها اليه..تلقائيًا كثف عدد الحراس على قصره.ولكن قلبه لازال قلقاً


وخاصة عندما وصلته رسالة من ذاك المختل

" زي ماعجزت رجلي هعجزك انا كمان..او هموتك

وساعتها مراتك هتكون مراتي انا...وقول عز قال "


لم يأبه بتهديده الأحمق..ولكن حينما اخبره الحراس أن هناك رجال تحوم حول القصر بطريقة مريبة..خشي على تقى..خاصة وأنها الهم الوحيد لذاك المختل


بينما هي مازالت مستيقظة

خائفة بشده...لا تريد ان تصبح يتيمة للمره الثالثى...انقلب خوفها منه الي خوفها عليه


لتقول تقى بصوت خافت..

-ادم


-ايه ياتقى


سألته بتردد..

-زودت عدد الحراس ليه

هو في حاجه


عانقها اكثر ليقول مهدأ..

-متقلقيش مفيش حاجه إحتياط بس


اجابت بصوت هامس..

-طيب انتا كلمت مامتك


ارتسم الضيق على وجهه ليقول.

-افتكرتيها ليه دلوقتي


-جت في بالي دلوقتي..انتا كلمتها ولا لسه


تنهد ادم بألم ليقول..

-انسيها ياتقى كإنك معرفتيش الموضوع دا كإنها ميتة متفتحيش الموضوع تاني


استشفت في نبرته الألم لتقول..

-بس ياادم دي مامتك... انا نفسي أشوفها

واتكلم معاها و


قاطعها ادم..

-انسيها ياتقى انا قفلت الموضوع دا نهائي

اديتها فلوس تكفيها العمر كله وريحت نفسي منها وصفحة واتقفلت


اعتدلت تقي ونظرت له بتمعن..

-عملت كدا في اليوم الي قولت انك عايز تبتدي من جديد ياادم


اعتدل هو الاخر قائلاً بصوت حاد..

-ايوه وانسي الموضوع


-وانت شايف ان الموضوع اتقفل كدا

خلاص دورها خلص في حياتك...


اجاب بصوتٍ غاضب..

-مكنش ليها دور من الاساس..تقى اخر مره اتكلمنا في الموضوع دا ضربتك وفقدت اعصابي... ابعدي عن المشاكل دي.. قولت الموضوع انتهي


-حاضر ياادم


تسطح مره اخرى واعطاها ظهره

وظل يتذكر والدته من جديد

ازالت تقى مفعول المسكن ليكتشف ان مافعله لم يكن سوى مسكن لألمه فقط ليس حل لمشاكله


اخمد ضميره وحنينه فقط

ولكن لا هي انتهت بالكامل..


لا فريدة  لا فريدة. لا فريدة

ظل يردد تلك الجملة داخله مغمض العينين بقوة كأنه يقنع نفسه بتلك الكلمات..بينما تقى تمتمت في نفسها

"ان كل شئ سيكون بخير..ادم يحتاج لوالدته... وهي سترجعها له ولكن في الوقت المناسب"


اقتربت منه واحتضنته من ظهره..متشبثة به بقوة آمله ان تنتقل اوجاعه لها..لعل قلبه المتعب يرتاح قليلاً

                                

استيقظت صباحاً اثر وجع شديد..نظرت جوارها لم تجده

فاعلمت انه ذهب الى عمله دون ايقاظها

تأوهت تشعر بلألم في ظهرها وبطنها


ووخز في قلبها استطاعت ان تتحامل على ألمها وقامت من الفراش وهي تغمض عيناها بألم واضح على قسمات وجهها


ارتدت مأزرها وخرجت من الغرفة

متجهه الى المطبخ وهي تستند الى الجدار

مرت خادمة جوارها لتقول بقلق..


-مالك يامدام تقى فيكي ايه


-مش قادرة ياليلى بطني بتوجعني اوي


-اتصل بدكتور يجي


اجابت نافية والألم يعتريها..

-لا هشرب نعناع وهبقا تمام وديني لدادة رحمه بس


وصلت تقى الى المطبخ وهي تتألم بشدة

رأتها الدادة رحمة وليلى تمسكها..اتجهت اليها بلهفة..

-فيكي حاجه يابنتي


-وجع يادادة زي امبارح بس اشد 

مش قادرة حاسة روحي بتتسحب مني


اجلستها رحمة لتقول بقلق..

-طب اقعدي وهتصل بدكتورة تيجي


-اااااه يادادة مش قادرة نفسي بيروح


اسرعت رحمة واتصلت على الإسعاف لتأتي وهي تتحرك بإرتباك..لتصرخ تقى من شدة الألم..


-اااه يادادة اتصلي بأدم

مش قادرة خليه يجي


-حاضر يابنتي هتصل اهو


اتصلت رحمة على هاتف ادم ولا يوجد رد

اتصلت مره اخرى ولكن نفس النتيجة


لتطلق تقى صرخة دوت انحاء القصر بالكامل صرخه لبدايه جديدة... ونهاية اخرى


                               ***


كانت السيارة تسير بشكل منتظم..وهو ينظر من النافذة

وسيارة الحرس تسير خلفه بنفس السرعة

متجها الى مصنعة الخاص بالإلبان لمعاينة البضائع


شارد الذهن في والدته..وداخله غضب من تقى انها ارجعت تلك الذكرى التي حاول ان يتناساها ولكن لا فائدة... هي كاللعنة لا تتركه ابدا... شعور السكينة لم يقطن في قلبه بالكامل... بل زاره وهجره مره اخرى


تنهد ادم بضيق واشعل سيجاره ليقول لسائقه..

-زود السرعة شويه


حرك السائق رأسه بإيجاب..

-حاضر ياباشا


بحث ادم عن هاتفه ولكنه تذكر انه نساه في مكتبه زفر بضيق اكثر ثم وسع كراڤته قليلاً عن عنقه... بينما انامله تعبث بخصلاته السوداء بشرود


دقائق ظهرت شاحنة كبيره تعبر الطريق امامه... حاول السائق ايقاف السيارة ولكن لا فائدة حاول مراراً

ليصرخ السائق بفزع..


-ادم بيه العربية مفيهاش فرامل

مش راضية توقف او تبطئ السرعة


ادم بصدمه وهو يري السيارة امامه مباشرة ليصرخ بقوة..

-حااااااااسب


ولكن صوت إرتطام قوي صدح في الطريق أثر تصادم اشاحنة  في السيارة..

دوى صوت الإرتطام.... ثم السكون


توقفت سيارة الحرس ليسرعوا إلي سيارة آدم ليروها حطام سيارة والدخان يتصاعد منها بكثافة خانقة.. والمارة مُلتفين حول السيارتين


ليتحدث أحد الحراس بصوتٍ هادر..

-اطلبوا  الإسعاف بسرعة


ثم اتجه مهرولًا نحو السيارة و فتح الباب الأمامي 

ليري رأس السائق يتوسط الزجاج الأمامي بينما الدماء تحيط به ببشاعة..والزجاج مغروز في عنقه بشكل قاسٍ


وزع الحارس نظره إلي المقعد الخلفي

ليرىٰ أدم مصتدم بين المقعدين 

والدماء اخذت مجراها من رأسه الي وجهه.... ففتح الحارس باب السيارة بصعوبة وحاول إخراج جسد أدم


ليقول أحد المارة سريعًا...

-لا متحركهوش إلا لما الإسعاف تيجي..انت ممكن تضره



تنازل الحارس عن الفكرة وفي غضون دقائق وصلت سيارة الإسعاف

واخذت أدم والسائق الي المشفى وادم في ظلامه

لا يعي لأي شيئ.. ملامحه الرجولية اكتست بدمائه الجافة ... إضافة إلي إصابة رأسه البالغة الخطورة


عيناه الحادة أُغلقت.. صوته الهادر صامت الآن

داهمه الهدوء وسكنت كُل انحائه

كنوم هادئ اجتاحه لا يشعر بشيئ

لا يشعر سوى بالسكون فقط


هيئته لا توحي بأنه سيكون بخير..ونسبة نجاته ضعيفة

الحادث جعل من السيارة مجرد خردة..ومن الرجلين جُثث هامدة..


تمتم الحارس لزميله..

شوف العربية التانية الي فيها اتأذوا ولا لاء


حرك رأسه بإيجاب وذهب ليرى السيارة الأخرى وإذ بها خالية تمامًا..لا يوجد بها احد!!

لتتأكد شكوكهم أنها محاولة جديدة  لِقتل أدم الصياد

ولا يعلموا بعد..هل نجحت هذه المره..أم بائت بالفشل !


بينما عز يقف على بُعد أمتار..يتابع مايدور

وابتسم شامتًا وهو يراهم يخرجوه من السيارة والدماء تغطيه...ليضع نقطة نهاية السطر


لقد انتهى عهد أدم الصياد..واخيرًا


                        ***


الى لقاء جديد في الجزء الثالث 

من ثلاثية" قاسٍ ولكن احبني"


_وسام أسامة

رواية قاسٍ ولكن أحبني٢(الفصل الرابع عشر)

روايات وسام اسامة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة