JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الفصل الثالث)


 الفصل الثالث



    عائلة جديدة !


وصلت السياره الى الصعيد..تحديداً اليى عائلة النجعاوي

هبط محمد من السيارة وفي عيناه نظرة حنين وخوف.. ولكن حنينه تغلب عليه عندما رأي اخيه الأكبر


رجل في الخمسون من عمره يرتدي جلباب صعيدي وعمامه ويستند علي عصاه ونطراته صارمة ولكن لمعة الحنين خانته ليفتح ذراعاه لشقيقه الصغير...عناق صادق جميع الشقيقان بعد غياب طويل مع كلمات عتاب


نظرت سماح امامها لترى منزل كبير على الطراز الصعيدي القديم ولكن هيبته بعثت برجفات متواصلة لجسدها.. لتميل على فاطمة وتهمس..


-ماما هو دا كان بيت بابا


-اه ياسماح هو دا


ابتعد محمد عن اخيه قائلاً بعتاب..

-هان عليك البُعاد كل السنين دي يامحمد


رد محمد بإبتسامة حزينة

-ماانت ياخوي الي مرضيتش تكلمني وكنت بسأل عنك علي دايمّا


ربت اخاه على ظهره قائلاً بتنهيدة متعبة..

-نورت بلدك ياخويا ربنا مايعيد الفراق


ثم نقل بصره لفاطمة التي تنظر له بتوتر ونظرات سماح المتسائلة


ليقول إسماعيل بنبرة محبة وهو يفتح ذراعيه لها..

-تعالي يابت الغالي انا عمك اسماعيل


اقتربت سماح منه بحذر ليحاوطها بين يديه بحنان أب صادق ويقول برفق..


-نورتي دارك يابت الغالي


اجابته بتحفظ وهي تبتعد عنه..

-شكرًا ياعمي بنورك


نظر إسماعيل لفاطمة نظرة ثاقبة..

-اهلا يا أم البنات نورتي زين انك جيتِ الصعيد تاني


اجابت بخفوت وهي تحيد بعيناها عنه..

-تسلم وتعيش ياحج اسماعيل


لينظر الى اخيه مره اخرى ويقول..

-ايه ياخويا ادخل دارك ريح جتدك وانا هوصي زينة تحضر مطرحكم


حرك محمد رأسه بإيجاب واخذ فاطمة وسماح ودلف الى منزله الذي طالما اشتاق الى رائحته العبقة


اتجه اسماعيل الى ولده الذي يتكأ على سيارته بعيون شاردة ليربت على كتفه بإعتزاز..


-زين ياولدي زين وعد ووفيت قولتلي انك هترجع عمك ورجعته


قبل علي يد والده قائلاً بطاعة..

-أوامرك مطاعة يابويا


                               ***

فتحت تقى عيناها في صباح يومًا جديد

وعيناها منتفخة من اثر بكائها الدائم

تشعر بأن روحها مسلوبة... انثي بقلب منشطر نصفين


مرت الأيام ثقيلها على قلبها الحزين وجسدها المتألم

لم تذق السعاده يوماً سوا معه..كما تجرعت قسوته ايضًا

ولكن الأن تشعر بالضياع...


منذ أيام وضعت حملها وحدها لم يكن معها قريب او صديق..وفوق كل هذا زوجها تعرض لحادث 

اي أسى هذا الذي تعيشه !


دلفت رحمة الى غرفتها وهي تحمل بيدها الرضيعة سيدرا

وقد قطعت تواصل تفكيرها السوداوي لتقول رحمة...


-سمي الله وشيلي بنتك ياحبيبتي


مسحت تقر دموعها المنهمرة وحملت طفلتها بين يدها المرتجفة..لتنظر لبشرتها الحمراء وملامحها الصغيرة

عيناها الضائعة التي تحوم في كل مكان..ليزداد بكائها الخافت وهي تقرب الطفلة من صدرها غريزيًا


مسحت رحمة علي رأسها بشفقة..


-يابنتي بطلي عياط بقا.. افرحي إن بنتك في حضنك وادم هيبقا بخير قولي بس يارب


-افرح! افرح إن جوزي بعيد عني دلوقتي ومفرحش ببنته.. افرح بأيه بظبط


كادت رحمه أن تواسيها ولكن قاطعها صوت رنين الهاتف.. امسكته واجابت


-ايوا ياليلي.... اييييه... نازلي هانم

متأكده ان هي.... طيب.. طيب.. انا جاية حالًا


اغلقت رحمة الهاتف وانتابها التوتر

مسحت تقى دموعها بقلق وهي تحرك طفلتها الباكية بين يديها..


-في ايه يادادة


تنهدت بتوتر وهي تضع يدها على جبينها بتعب..

-نازلي هانم جدة ادم بيه وحفيدها جواد بيه في القصر.. شكلهم عرفوا بالي حصل لأدم


صُدمت من تلك المعلومة الجديدة..ادم يملك جدة على قيد الحياة وحفيد غيره !..لتترجم افكارها على لسانها فورًا...


-جدة ادم وحفيدها التاني.. أنا أول مره اعرف إن ادم عنده جده  أو في حفيد غيره في عيلة الصياد



-الواضح ان ادم كتوم حتي معاكي أدم شاف كتير اوي ياتقى رغم ان له عيلة كبيرة بس كلهم سابوه بسبب ابوه


انهمرت دموعها مره اخرى وهمست بخفوت..

-عايزه اروحله مش قادرة استحمل... عايزه اروحله


ربتت علي كتفيها بحزن..

-مينفعش يابنتي انتي لسه تعبانة كام يوم كدا تقومي بسلامه وهوديكِ


صمت لثوان قبل ان تسألها بعذاب..

-طب هو عامل ايه..طمنيني قوليلي انه كويس

مش هقدر استحمل يروح مني هو كمان


اخذت رحمه الطفلة منها لتقوب بعتب..


-زي الفل كويس عدى مرحلة الخطر انا لسه جاية من عنده مفيش حاجه من الكلام دا..المهم ارتاحي على مااروحله


حركت تقى رأسها بإيجاب وتسطحت مره اخرى ودموعها تحفر محلها على وجنتيها وهي تتذكر كلماته الرقيقة في أحد جلساتهم الهادئة


كان يعانقها بقوة ويُتمتم بخفوت شديد


-بحس اني ناقص من غيرك.. فيا حاجه مش كاملة حتى وانتي زعلانة مني ونايمة ومدياني ضهرك.. ببقا عايزك في حضني عشان احس انك معايا..مابالك بقا المسافات انا عايزك جنبي دايمًا في كل دقيقة من عمرك تبقى عشاني انا بس


افاقت من ذكرياتها لتدفن وجهها في الوسادة وتنتحب من جديد .. ليست بجواره الآن..تتركه وحيد مع ألمه الجسدي والنفسي.... تاركه إياه يصارع الموت... وهي تبكي فقط بلا حيلة


                            ***

استيقظ من سباته باكرًا.. نظر لزوجته النائمة جواره بعمق...تلك النائمة التي اقامت حروب كي تعمل وتكون على حد قولها "إمرأة عاملة" تنام الآن بعمق وكأن لا عمل لها خلال وقتٍ قصير


ورغمًا عنه قاده حنانه نحوها ليُقبل رأسها بعمق..


-هند قومي معاد الشغل يالا


تململت في الفراش ولم تجبه ليربت على وجنتها بخفة...


-ياهند قومي اول يوم ليكي انهارده يالا


وضعت الوساده علي رأسها كي لا تسمعه واكملت نومها

نهض اياد من الفراش ونظر لها بسخرية..


-قال ايه عايزة اشتغل يااياد.. وهي نايمة ولا سمعاني

ماشي ياهند انتِ الي جبتيه لنفسك


اتجه الي المرحاض وبدل ملابسه

واستعد الى الذهاب لعمله والأخرى لازالت في نومها

التفت لها قبل ان يخرج قائلاً بإبتسامة يائسة....


-هتفضلي طول عمرك كسلانة


ثم خرج  متجهًا الى عمله..بينما هند استيقظت علي صوت سيارته رمشت لثوان ثم اعتدلت  في جلستها قائله بنعاس..


-اياد راح الشغل


ثوان واستوعبت ماقالته لتقفز من الفراش بفزع..

-يالهوي الشغل... دا أول يوم


دلفت المرحاض واغتسلت

ثم بدلت ثيابها سريعًا وخرجت مسرعة..

بعد وقت ليس طويل وصلت الى الشركة وهي تحاول ان تسرع من خطواتها


وصلت أمام مكتبه اخيرًا وجدت امامها فتاة تجلس أمام مكتب جانبي وبيدها أوراق تقرأها..وقفت هند امامها قائلة...


-اياد جوا


نظرت لها بتعجب لتصحح لها فورًا..

-أستاذ اياد جوا في ميعاد مسبق !


جزت هند علي أسنانها بضيق لتقول...


-لا اصل مش هاخد ميعاد اقابل جوزي


أجابت الاخرى سريعًا وقد تذكرت وجهها في زفاف مديرها لتقول بأسف...


-اسفة يامدام اه اتفضلي هو جوا


نظرت هند لهيئتها الجذابة بغيظ وهي تتخيل ان تلك الفتاه يراها اياد بإستمرار

ثم اتجهت الى مكتبه ودلفت


رفع اياد نظره اليها ليجدها زوجته ليقول بصوت مرتفع .

-استني عندك المفروض تخبطي على الباب الأول وبعدين ادخلي


تصنمت هند في مكانها وفغرت فاهها بدهشة لتقول..

-ها


-أعاد اياد كلماته بصوتٍ حاد..

بقول اطلعي خبطي الأول وبعدين ادخلي


بلعت هند غصتها وخرجت من المكتب وطرقت الباب ثم دلفت..لتقترب من مكتبه لتجلس ولكن اوقفها مره اخرى...


-اتفضلي اقفي يامدام هند، انتِ مش في بيتكم انتِ في شغلك


نظرت له بصدمة وأرادت الصراخ في وجهه وصفعه ولكن اوقفت نفسها بصعوبة واعتدلت واقفة ليقول اياد بجدية..


-اتأخرتي ليه يامدام هند


اجابت بضيق واضح..

-معلش اخر مره يافندم


نظر لأوراقه قائلاً..

-ياريت..اتفضلي اطلعي وحبيبة هتفهمك الشغل كله


ومن دون إرادة انطلق لسانها بحدة لتقول..

-قصدك عروسة المولد الي برا صح


ليأتيها تأنيبه على هيئة زجره غير متفاهمة..

-التزمي حدودك يامدام ومتتكلميش علي زمايلك انتي زيك زيهم هنا


نظرت له بغضب فاق إحتمالها لتقول بصوتٍ مختنق..

-حاضر يااياد هتزفت التزم حدودي


ثم خرجت من المكتب صافعة الباب خلفها بقوة .. لينفجر ضاحكًا  على غضبها قائلاً بتسلية وهو يريح ظهره للخلف ....


-همشيكِ على العجين ياهند اصبري بس



                                ***


بكت الآن كما لم تبكِ من قبل

وهي تري ولدها موصل بالأجهزة في صدره وفمه ورأسه مغطاه بالشاش..وجهه مليئ بالكدم ويده مجبرة


وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقاتها قائلة بإنهيار...

-يارب تقوم بسلامه ياادم قوم لبنتك ومراتك مش ليا


ثم امسكت يده وقبلتها هامسة..


-أنا عارفة لو اتأسفت مليون اسف مش هتسامحني أنا اسفة يا ادم


قاطع بكاؤها دخول الممرضة الغرفه قائلة بتوتر بالغ..

-يامدام كفاية كدا الدكتور هيجي للمريض دلوقتي.. وانا هاخد جزا لو شافك


نظرت له فريدة بحنان ثم قبلت يده هامسة..

-هجيلك تاني ياحبيبي


وخرجت من الغرفة وهي تنتحب بأسى  لتصتدم في احد

رفعت رأسها لتعتذر ولكنها صدمت لتقول نازلي بحدة ...


-ايه الي جابك يافريدة


توسعت عيناها بصدمة لتقول بتقطع..

-مدام نازلي


لم تتغير ملامحها الصارمة وكلماتها المترفعة وهي تحادثها بتعالي وكأنها حشرة ستسحقها تحت حذائها..لتسمع صوت نازلي وهي تقول بنبرة مشمئزة...


-اه مدام نازلي ايه الي جابك لحفيدي


-انا ندمت ونفسي يسامحني أنا بجد عا..


قاطعتها نازلي بحدة صارمة..

-مشوفش وشك هنا تاني يافريدة وإلا هعمل الي ميعجبكيش


تدخل جواد مهدئًا إياها ...

-اهدي ياامي... لو سمحتِ يامدام امشي من هنا


فريدة ببكاء وهي تمسك يدها..

-انتِ أم يامدام افهميني ادم ابني وأنا ندمانة اني سبته ادوني فرصة


سحبت نازلي يدها بعنف...


-ابنك الي كان عارف انك بتخوني ابوه ابنك الي سبتيه ابن عشر سنين ابنك الي كنتِ بتحاولي تسرقيه انتي وجوزك وفي الأخر رميتوا عليه النصابة الي اتجوزته


-اسفة بجد اديني فرصة اكون جنب ابني


-برا وإلا اجيب الأمن يرموكِ بره


سارت فريدة من امامها وهي تنتحب بشدة هي مخطئة وتأمل العفو والسماح ولكن خاب أملها حينما وقفت أمام تلك الداهية نازلي الصياد


امسك جواد يدها ودلف بها الي العنايه ولحقهم اطباء المشفي،اقتربت نازلي من ادم لتجد حالته سيئة


اجتمعت الدموع في عيناها لتهمس وهي تلمس يده بحنان..

-أدم ياحبيبي


تحدث جواد للطبيب..

-حالته ايه يادكتور


-كسور في دراعه الشمال واتعرض لنزيف بس احنا عالجنا النزيف دا..ورجله الشمال كمان فيها كسور وفي جروح عميقه في دراعه ورقبته أثر الزجاج


نظرت لهم نازلي بحدة وهي تمسح دموعها..

-اي تقصير هيحصل مش هتشوفوا خير ابدًا

قولي  هيفوق امتى


-قريب جدًا يامدام متقلقيش


قطع كلماتهم همس ادم وهو مغمض العينان

نازلي بلهفة فشلت بإخفائها جعلت جواد يبتسم..


-فاق اهو شوفه


اقترب الطبيب منه قائلاً...

-بتقول ايه يا أدم بيه


ليُتمتم أدم بوهن وصوت متقطع..


-تقى


ابتعد الطبيب عنه ليقول لنازلي..

-بيقول تقى ياهانم


اغمضت نازلي عيناها بغضب هامسة بخفوت..


-تقى السيوفي !


*********

رواية قاسٍ ولكن أحبني٣(الفصل الثالث)

روايات وسام اسامة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة