JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رواية رد قلبي الجزء الثاني "الفصل الثامن والستون)


 رواية رد قلبي  الجزء الثاني 

الحلقة الثامن والستون(جزء اول) 

................................................................ 


دلفت زينة وهي تمسك صينية المشروبات واتجهت نحو محروس تنحني وتعطيه مشروبه وهي تقول بحيرة تتغللها نبرتها القلقة 

-لسه معرفتش حاجه عن هشام بردو يا أبيه محروس


تجعد جبين محروس وهو يأخذ منها كوب الشاي وقد تبدلت ملامحه لأخرى عابسة صامتة

فتحدثت والدتها سريعا تسأله بذات القلق..


-أه صح هو غاب فين كل دا..>ا أنا أخر مره لما شوفته لما جالي الحبس وقالي أقول ايه قدام وكيل النيابة

ومن بعدها فصح ملح وداب


تحدثت زينب بحدة حاولت كظمها وهي تحادث والدتها بعتب...

-مش قولنالك متجبيش سيرة السجن دا تاني يا امي..الله يكرمك انسي بقا وخلينا ننسى

وبعدين مايروح مطرح مايروح احنا مالنا


وكزتها والدتها بحدة مماثلة وهي تزجرها مؤدبة..

-عيب يازينب دا أخوكي ايه احنا مالنا دي..طب حتى اعملي حساب وقفته معانا يابنتي وان لولاه مكنتش طلعتلكم وشوفت النور تاني.. ولا الفلوس الي بيبعتها كل اسبوعين مع المتر عبدالحكيم رغم اننا مش محتاجين..فمتبقيش جاحدة لصلة الرحم ولا الفضل الي عمله


حركت راسها بعناد وهي تتمتم بحنق تجادلها..

-لا ياأمي هو معملش فينا فضل ولا لولاه مكنتيش خرجتي..انتي خرجتي عشان بريئة..وعشان محروس ووائل جوز زينة وقفوا معانا وجابوا محامي شاطر..والفلوس الي بيبعتها دي مش من جيبه دي من فلوس العمده الي كان حارمنا والتاني متنغنغ بيها طول حياته..فا متقوليش ان ابن العمده ملوش فضل علينا


تأفأفت زينة من غباء شقيقتها الكبرى وتدخلت في الحديث تزجرها بحدة وصبر نافذ...

-لا يازينب أبيه هشام عمل كتير أوي..بس انتي الكره عمى عنيكي وخلاكي تنسي ان كلنا ولاد العمده وكلنا اتأذينا وكلنا خسرنا..وهشام مكانش بياخد حاجه من ابوه وهو عايش عشان ياخد فلوسه وهو ميت


أنهت كلماتها الحازمة لشقيقتها الواجمة ثم نظرت لمحروس الصامت الذي يتابع النقاش بصمت وشروط جعلها تردد بإلحاح قلق..

-معرفتش حاجه عن أبيه هشام لسه..معقول مرجعش بيته ولا شقته ولا بيرد على موبيله شهر !


تنهدت محروس ووضع كوب الشاي على الطاولة الصغيرة أمامه وهو يغمغم بنبرة حملت الضيق..

-عشان كدا جيتلكم انهاردة


أتم جملته وهو يجذب حقيبته العملية ويخرج منها بعض الاوراق التي وضعها بين يدي زينة الجالسة جواره وهو يغمغم بإختصار واجم...


-المتر عبدالحكيم اتصل بيا من كام يوم وادالي الورق دا..هشام بعته معاه..يخص الورث


تمتمت والدة زينة بحاجبان معقودان..

-ورث ايه يابني..احنا مش عايزين ورث


لوت زينب شفتاها وغمغمت بخفوت ساخرة...

-على أساس ان هشام بيه هيدينا أبيض ولا اسود من ورثنا !


لم يجيبها محروس وركز انظاره على ملامح زينة التي بدأت تتغير ويشحب لونها وهي تقلب الأوراق وعيناها تغيمان بنظرة تائهة لامعة بالدموع القلق واللوعة على شقيقها الأكبر

نظرة قلق لو رأها ذاك الأخر لكان إلتأم قلبه واندمل الجرح وهواجس الوحدة...


لكان تخلى عن قراره الذي كتبه على الاوراق ووضع رأسه في حجر أخته الحنونة لتزيل عنه أوجاع الدنيا

فهل هناك أجمل من خوف الأخت على أخاها ومداواة كسره بدلا من الهروب ككبش مختوم بالعار


رفعت زينة عيناها الدامعتان وهي تسأل محروس بنبرة مرتجفة..

-معناه ايه الكلام دا ياأبيه..هشام راح فين بعد كل دا !


ملامحها المنكمشة بخوف وعيناها الدامعتان بدموع مكتومة جعلت والدتها تسأل بخشية..

-في ايه يازينة..الورق دا فيه ايه !


نظرت زينة للأوراق وغمغمت بنبرة متأثرة مرتجفة...

-كاتب تنازل عن ورثه لينا..وكاتب شقته الي في اسكندرية بيع وشراء ليا أنا وزينب

وتنازل عن نصيبه في بيت العمده لناصر..لكن مخصص مبلغ من تمن الأراضي من ورثه إنه يروح تعويض للبنات الي العمده اعتدى عليهم كتعويض ليهم من الي شافوه بسبب ابوه

متنازل عن كل حاجه ياماما 


نبرة متفاجأة مستنكرة خرجت من زينب ووالتها وكلتاهما تقولان..

-ايييه !


أخرج محروس من جيبه بطاقة ائتمان ملحقة بورقة صغيرة ومفتاح سيارة وهو يقول بنبرة خاوية وهو ينظر لزينب المذهولة...

-وساب الفيزا بتاعته بالرقم السري عشان زينب تجيب الي ناقصها لحد ما نخلص اجراءات الورث

وسايب عربيته وليكم الاختيار لو عايزين تبيعوها او تحتفظوا بيها


امتقع وجه زينب وبدء القلق يزحف لقلبها ولكنها أبت أن تفتح فاهها بكلمة واحدة

فتحدث والدتها بقلق وهي تفكر فيما قالته زينة...

-يعني لا معاه فلوس ولا عربيته ولا قاعد في شقته ولا قاعد في البيت الكبير أمال هو فين..المحامي دا مقالكش هو راح فين كل دا..ولا قالك ساكن فين !


تنهد محروس وهو يحرك رأسه نافيا وفي عيناه نظرة عميقة تحمل في هاويتها قلق وخوف

فزمت والدة زينة فمها وهي تعقد جبينها بحزن مشفقة..

-يعني اتفصل من شغله وفك خطوبته والدنيا كلها مقلوبة عليه..معاه حق انه يختفي, لكن معقولة مياخدش فلوسه ولا حاجته..أمال هيعيش ازاي كدا بس !


كلماتها جعلت زينة تضع وجهها بين كفاها وتبكي خوفا على شقيقها

شقيقها الذي أنقذها من بين براثن رجال الطاغية..شقيقها الذي ساندهم رغم نكبته والهجوم عليه من كل صوب وحدب..شقيقها الذي رأت في جوانبه حنان خفي طمسه لأجل نزعة الحياة بين أبواه

فأين غادر دون أي شيء وقد تجرد من كل أملاكه الخاصة وميراثه !


أما زينب ومحروس فكان الصمت يغلفهم وكلا منهم غارق في تخيلاته وقلقه الخاص

ولكن رغم صمت محروس وعدم تأثره الظاهري إلا أن في قلبه أعاصير محملة بالنيران التي تأكل قلبه وتهدد استقرار جوفه..فهو يعلم أن شقيقه ليس على مايرام؟؟


في أخر زيارة له رأى في عيناه الخواء ولكنه لم يبالي

رأى في جسده هزالة لم تكن يوما في جسد هشام الذي يسعى لبنيان جسد صحي رياضي

رأى في وجهه كبرياء منكسر حاول اخفائه عنه وأيضا لم يشغل عقله بل


حكم عليه بالقسوة والجمود وحمله ذنوب أثقلت كاهلة

عداه ونبذه كما فعل الجميع..نبذه كنبذ أهل القرية حينما يرونه في الطرقات فيجعدون وجووهم مستغفرين بصوت مرتفع..وأكثر مايؤلم أنهم اختصوا هشام فقط بذاك البغض

وكأنهم يرون فيه العمدة المتجبر وزوجته الطاغية

واللحظة نفسها يبتسمون بمحبة لمحروس وباقي اخوته


وكأنهم يثبتون أن هشام ماهو إلا كبش مختوم بختم المرض والجرب وحكم عليه بالنبذ كي لا يلوث البقية

ثلاثة أشهر أو أكثر منذ الحادثة وهو يعيش تلك الحالة المؤلمة..وماكان من محروس إلا النبذ هو الأخر

إلى أن اختفى الان وماعاد أحد يعلم له طريق !


ابتلع محروس رمقه ووقف سريعا مستأذنا ليدخن سيجارته في الخارج

وتلاحقه صورة قديمة لطفلان متقاربان في العمر عاشا سويا في الأحزان والضحكات..وفرق الشباب بينهما

فلم يعودان هذان الطفلان اللذان يهربان من المنزل ويركضان في الأراضي هربا من والدتهما الصارمة وأبوهما الذي يمثل رعبا لقريتهم بأكملها..


كان ملجئهم الوحيد هي جدتهما والدة اباه..تلك المرأة العجوز الحنون التي كانت تحتوياهما بكل عطف وطيبة..كانت ترعاهم وتحسن لهما إلى أن تأتي زوجة ابنها وتاخذهما منها غصبا وتعاقبهما بعدها بكل صرامة وقسوة الا يذهبان لجدتهما مره أخرى


فكان محروس يذهب لجدته خفية..فهو لا يقدر على فراقها وهي تحبه حبا جما بحكم أنه أول حفيد لها

وهشام الغيور من ذاك الحب والذي يجعله متضايقا من حب جدته المنقوص له

إلى أن قرر يهرب لمكانه الخاص الذي يستطيع فيه ممارسة ما يريده بعيدا عن تسلط والدته المنشغله بأعمال القرية مع والده..ومن جدته وحفيدها المفضل محروس


فكان يختلى في كوخ من خوص يجلس فيه لساعات يستذكر دروسه..أو يمارس ألعابه القتالية التي يعشقها بسبب قدوته "بروس لي " الذي كان مولع به وبحركاته القتالية ..فكان كوخ الخوص شاهدا على هواياته واهتماماته


إلى أن اكتشفت والدته المكان الذي يهرب فيه فأمرت الغفر بهدم كوخ الخوص نهائيا

وبالفعل استجابوا لأوامرها وهدم الكوخ أمام عيناه وهو في سن الخامسة عشر


نفث محروس دخان سيجارته وهو يتذكر نظرة شقيقه في هدم مأواه الوحيد

كانوا وكأنهم يهدمونه هو..يهدمون أحلامه واهتماماته وحتى لحظاته الخاصة

ومنذ ذالك الحين خفت البريق في عيناي هشام..وصار البهوت والنظرة الحادة هي نظرته الوحيدة وحينها اختفى هشام الصغير..وماعاد هناك كوخ من خوص يأويه بعيدا عن الجميع..او جده تحتضنه وتقدم لها طعام لذيذ وتشاكسه في محبتها الكبيرة لمحروس

ماعاد هناك كتب تشغل عقله بدراستها ولا بإلعاب قتالية تشغل وقته

كل الأماكن التي يهرب إليها في ضجره وحزنه ماعادت موجودة..فأين ذهب هشام الصغير..وأين ضاع هشام الكبير..أين ضاع!


ألقى سيجارته أرضا ودعس عليها ثم اتجه لداخل الدار يجلب حقيبته وهو يحادث زينة الباكية ويربت على كتفها بحنان ورفق ...

-بطلي عياط يازينة...أنا رايح للمحامي أعرف منه مكانه..وأول مااعرف هطمنك

كفاية عياط ومتقدريش وقوع الشر


تدخلت والدتها الصامتة بتنهيدة وعدة كلمات غير مرتبة بفعل القلق..

-دور عليه يابني..ربنا يعترك فيه..أول ماتلاقيه اديله حاجته وورثه..احنا الحمدلله مش ناقصنا حاجه

المهم هو يكون بخير


حرك محروس رأسه بإيجاب متمتما بشرود وهو يستعد للرحيل..

-إن شاء الله ياحجة..دعواتك


ثم خرج من الدار ولحقه تمتمات دعائها له ولهشام ولأولادها كلهم وهي تحيطهم بدعاء صادق لا يخرج إلا من قلب أم..ولطالما حرموا من كلمة "أم" لفظا ومعنى..!

وحالما خرج وسار بعض الخطوات السريعة لسيارته المصفوفة على أول الطريق

رأى أخاه ناصر يأتي نحوه وعلى وجهه ابتسامة عريضة وقد بدء يركض نحوه وهو يصيح بإسمه..

-أبيه محروووس..انت هنا


تشقق وجه محروس بإبتسامة صغيرة وهو ينخفض على شقيقه ويجعد خصلاته قائلا...

-كنت هنا وماشي..ايه دا انت حاطت في شعرك ايه يخليه متصلب كدا


أتم محروس جملته مستنكرا وشعور صلابة شعر شقيقه لازال في باطن كفه

أما ناصر فرفع يده سريعا لشعره يطمئن على ثبات تسريحته العصرية...قبل أن يبتسم بارتياح ظاهر ويقول بنبرة منتصرة..

-دا جل..يثبت الشعر ويخليه ميتنعكش بدل ما كل واحد فيكوا يفضل يحط ايده على شعري وينعكشه واروح اسرحه من تاني..وانتوا مش هتبطلوا تعملوا كدا وأنا مش هبطل اسرح شعري

فابقيت احط فيه جل..نعكشوه براحتكم بقا وهو بردو مش هيتحرك


ظهرت نظرة مذهولة في عيناي محروس وهو ينظر لشعر ناصر الذي لم يتحرك وكأنه مسامير مثبتة في رأسه

فارتفع حاجباه وتجعد وجهه قائلا...

-فعلا هيتنعكش ازاي وهو بقا شبه مسامير العشرة سنتي..اجري يابني اغسل شعرك من البتاع دا

كدا شعرك كله هيقع قبل ماتكمل الخمسة وعشرين 


اختفت ابتسامة ناصر وانتصاره ورفع نظرة لشعر أخاه قائلا بعبوس..

-ماانت عامل زي النخل محدش طايلك عشان يمسك في شعرك كل شويه


ألقى جملته الساخرة وتحرك مبتعدا ليدخل الدار..فخرجت ضحكات خافتة جعلت محروس يرفع رأسه ويلتفت ليرى وفاء واقفة جواره وهو الذي لم ينتبه..!

فتجعد جبينه من جديد دون أن يقول كلمة وقد جمدت نظرته على ملامحها المنبسطة بضحكة خافتة تناثرت عقب نظرته الحادة لها..ورغم أنها انتظرت أن يبتدء بالتحية ويفتح سبيلا للحديث

ولكنها وجدته يسير مبتعدا دون أون يوجه لها كلمة واحدة..ولازال على جفائه


تنهدت وفاء وهي تغمض عيناها وتفتحها وتهمس بصوت خافت خرج متسائلا حزين....

-لامتى جفاك دا يامحروس..من امتى قسوتك دي !


                                                  


********


تجمعت عائلة الصياد على "سفرة" الطعام وعلى غير العادة..لم تكن صوت الملاعق فقط هي الذي يسود المكان

بل أن ضحكات لمار التي كانت تجلس بين سيدرا وريشة هي التي تعلو وتكسب الأجواء روحا قد غابت لوقت طويل..إلى أن نظر موسى لفتاته وحادثها بنبرة هادئه حملت بعض الجدية والكثير من اللين كي لا تغضب منه او تخجل أمام البقية..

-لمار كلي ياحبيبتي ووطي صوتك


أشارت لمار بشوكتها الصغيرة المحملة ببعض الطعام وقالت بنبرتها الرنانة الطفولية وهي تشير لريشة ..

-هي يابابي الي بتزغزغني من تحت السفرة..وأنا بشقعر من بطني


تلونت ريشة حرجا وهي تتشاغل بالطعام وكأن الأمر لا يعنيها أو أن الحديث على أحد أخر

فهمست لنفسها بصوت خفيض..

-ادي اخرة الهزار مع العيال الصغيرة


همستها وصلت للجميع ومنهم زوجها الذي تشاغل بتناول طعامه  ويحاول ألا يتسم على لفتاتها التي تزيد مواقفها الغير مشرفة لها ابدا

بينما تبسمت تقى ابتسامة بدت باهتة من حزن قلبها ولكن شقاوة لمار جعلتها تغمغم متسائلة..

-بتقشعري قصدك


حركت رأسها بقوة وهي تضع الطعام في فمها وتقول اثناء مضغه...

-yes..أنا بشقعر من بطني..وقولت قبل كدا لسيرا اني مش بحب حد يلمسني..بس طنط الي جنبي بتشقعرني فا مش عارفة اكل ولا عارفة أعمل حاجه عشان بطني بتضحكني وبتغزغزني


نظرت لها ريشة وهي تتحدث بإبتسامة حرجه غلبها الغيظ..

-مش انتي اصريتي تقعدي جنبي..وضحكتيلي وشجعتيني ازغزغك..جاية دلوقتي تبعيني وتطلعي البريئة !


هزت الصغيرة كتفها بلا مبالاة وهي تقترب بجسدها من سيدرا وتقول ..

-لا أنا كنت عايزة أقعد جنب سيرا مش جنبك انتي..وأنا بضحك لكل الناس عشان بابي قال اننا لما بنضحك للناس ربنا بيدينا حسنات


تأوهت ريشة بحرج وهي تضع شوكتها جانبا وتهمس لشريف بخفوت..

-يالهوواي على الكسفة الي أنا فيها..البت طلعت بتاخد فيا ثواب ياشريف..لم الموضوع بسرعة الله يخليك ..أهلك والضيف دا  هيقولوا عليا اييه بسبب المفعوصة دي


تنحنح شريف وهو يكتم  ضحكته وهو يميل رأسه لجانب زوجته ويهمس..

-مواقفك المشرفة كترت أوي وحسابك بردو تقل..افضلي انتي نيلي الدنيا وقوليلي لم الموضوع

في الشركة وهنا والله أعلم هتحطي نفسك في مواقف عاملة ازاي تانى


مال للأمام أكثر كي ينظر للمار الصغيرة قائلا بإبتسامة واسعة...

-احنا اسفين يامزمودمازيل لمار..تقدري تاكلي براحة ومحدش هيقدر يزغزغك تاني

معلش مراتي بتفتكر ان اي حد بيضحكلها عادي..خصوصا لو مودمازيل حلوة زيك


رسمت ابتسامة متدللة وحركت كتفها قائلة بتفهم..

-Not a problem


ردها جعل ريشة لم تستطع لجم لسانها وهي تهمس لنفسها بخفوت سمعه الجميع دون أن تنتبه..

-نو بروبليم !

دا أنا ضاعت طفولتي في الجري ورا عربيات الرش حافية !


همستها تلك جعلت تقى وأدم وسيدرا وموسى يبتسمون ابتسامة حاولو في كبحها ونجحوا بإستثناء تقى الي ظهرت ضحكتها..فرفعت ريشة رأسها لهم تنظر في وشوشهم الباسمة ومحاولاتهم لتجاوز ما سمعوه فمالت على شريف الذي كان يضع وجهه بين كفاه يحجبه عنها وهمست..

-شريف هو انا صوتي كان مسموع


لم يستطع شريف كبح ضحكاته أكثر فأسند رأسه ليده وهو يحاول كتم ضحكاته هامسا بكلمات متقطعة خافتة..

-يابنتي كفاية بقا ابوس ايدك..اقسم بالله كلنا سامعين افكارك


ضحكت سيدرا بخفوت وكذالك تقى  التي تحدثت بإبتسامة بها مسحة حزن وهي تنظر للمار...

-على قد شقاوتها دلوقتي..لكن لما تكبر هتطلع هادية..زي جودي بنتي, كانت شقية أوي وهي صغيرة لكن لما كبرت بقت نسمة


ثم نظرت لفادي الصامت تماما منذ أن حضر مع والده ويتناول طعامه بهدوء دون أن يتفاعل معهم كما فعلت شقيقته الصغيرة..فقالت تقى باسمة...

-وانت بقا عندك كام سنة يافادي


اجابها فادي بنبرة مقتضبة دون أن يرفع رأسه لها..

-عشر سنين


قبل أن تجيب تقى صدح صوت لمار وهي تنظر لتقى وتقول بطفولية..

-كدااب هو عنده تسعة ونص بس..أنا على طول بقوله يقول الحقيقة عشان ميبقاش نوتي بس هو بيكدب

عشان أن سألت بابي قبل كدا انه عنده كدا ونص


اتمت كلماتها وهي ترفع أصابعها التسعة كدليل على كلماتها

فتحدثت سيدرا بخفوت وهي تربت على كتفها برقة..

-عيب كدا يالمار مينفعش تقولي على فادي كداب..بعد الاكل بوسي خده وقوليله Sory


حينها رفع فادي وجهه لسيدرا ونظر لها نظرة حادة بها رفض واضح وتحدث بهجوم غريب...

-هي حرة وتقول الي هي عايزاة..انتي مش أمنا عشان تقوليلها ايه العيب


حينها سقطت الابتسامة من وجوههم وبدى موسى مصدوم من وقاحة ولده فنظر له بجدية دون حدة مؤنبا..

-عيب كدا يافادي


قاطعته سيدرا بإبتسامة متماسكة وملامح هادئة لم تتزحزح عن وجهها وهي تتحدث بهدوء واثق..

-بس كدا غلط يافادي..انت ممكن تتقبل تقولك كدا عادي..بس هي لازم تعرف انها مينفعش تقول لحد كلمة "كداب" ولا تحرج حد في العموم..عشان تكبر وتكون ذوق زيك ومحدش وقتها هيقدر يغلطها


بدى فادي عابس الوجه وقد بدء هجومه يتراجع من ردها الذي حمل أكثر من معنى..وأبرزهم أنها قابلت هجومه بهدوء بل ومدحت أخلاقه التي خالفها توا برده الوقح عليها


ثم نظرت سيدرا إلى لمار وهو تربت على وجنتها برفق قائلة ..

-صح يالمار !


اتسعت ابتسامة لمار وهي تحرك رأسها بإيجاب وتردد خلفها..

-صح ياسيرا


نظرت تقى لأدم زوجها الصامت تماما ويتابع مايحدث أمامه بغير رضا

ولكن رغم ذالك ظل صامتا دون أن يقول كلمة واحدة أو يتدخل في الحديث

ولكن ضيقه تضاعف حينما تحدث ذاك الصغير لابنته بوقاحة وشعر بأنه نادم لموافقته على هذه الزيجة

ورغم أن رد ابنته كان ذكيا مراعيا لجميع الاطراف وخاصة الطفل الوقح..إلا أن الرفض بدى كالشمس في عيناه


كيف يقبل أن تدخل نفسها في متاهات ستهلك طاقتها

ليتها تشعر بمقدار خوفه عليها وتقتنع بما يراه

هو أباها الذي يحفظها كخطوط كفه ويعلم مسارها الصحيح

يعلم ماتستطيع الصمود فيه بقوتها التي زرعها فيها

ويعلم متى ستتهالك كزهرة متعبة من الجفاء وسوء الحل

ولكن أيسمح أن تتهالك ابنته !

والله ما تسطع عليه شمس الصباح إن سمع لشوكة أن تشاكها

كيفيه ألم جودي..يكفيه !


أما ريشة فنظرت لسيدرا تحاول استيعاب كلماتهافعقدت حاجباها وهي تقول في عقلها..

-شوف مين الي بيقول الحكم مش دي سيدرا الي ا..


قاطعها شريف وهو ضع كفها على فمها ويقف ويوقفها معه مستأذنا بنبرة ضاحكة حرجة..


-معلش ياجماعة ثانية واحدة وراجعين.. بعد اذنكم


فسار بها مبتعدا عن طاولة الطعام متجهين لداخل جوانب القصر ولازال شريف يكمم فمها

وهي تسير معه عاقدة حاجباها بتوجس ودون مقاومة..إلى أن وصلوا للمطبخ وأشار شريف للعاملات أن يخرجن من المطبخ فاستجابن له وخرجوا

فوقف أمام ريشة وهو ينظر لها مطولا وحاجباه قاربا أن يصلا إلى منابت شعره 

وريشة تقف أمامه تحني وجهها لكفاها للحظات قبل أن ترفع رأسها له وتنظر له للحظات تتسائل بنبرة بائسة..


-أفكاري كانت مسموعة المرادي كمان !


حرك رأسه بإيجاب دون أن يتفوه بكلمة واحدة ..فأحنت رأسها على صدرها متأوه بنبرة يائسة بائسة 

وهي ترفع يداها تخللها في خصلاتها بعصبية وتهمس..


-  ليه..بجد ليه


ثم رفعت وجهها له تقترب منه وتتمسك بيده قائلة بنبرة تشارف على البكاء..


-شريف أنا اسفة والله و..


قاطعها مرددا وهو يقترب منها خطوات متتابعة وعيناه مسمرة على وجهها بذهول دون فكاهة...


-وحياة ابوك لم الموضوع شكلي هيكون ايه دلوقتي..لا ياريشة لااا

بقالك كام يوم بتحطيني في مواقف منيلة..حاطة عقلك بعقل البت وبتبرطمي طول ماانتي قاعدة


اقترابه جعلها ترجع خطوات للخلف بقلق وهي ترى تقدمه منها وارتباكها وحرجها يزداد أكثر

عقلها توقف عن التفكير وكأنها ألة عطلت عن العمل..وعيناه تشتت تركيزها أكثر وتجعلها غير متزنة الخطوات..وكلماته تتردد بلا تصديق..


-وعربية رش ايه الي كنتي بتجري وراها..أنا مراتي كانت بتجري ورا عربية رش حافية !


ارتباكها جعلها تندفع وتثرثر بنبرة متقطعة مرتبكة وهي تسترجع أول ذكرى حضرت لعقلها  فقالت ..


-هي مره واحدة بس في حياتي لما روحت لجدتي

من بعدها والله العظيم مابقيت بجري وراهم..عشان ساعتها بندق ضربني كنت أنا ماسكة غطا علبة السمنة وقولتله تعالى نلعب طبق طاير فا قمت فتحت دماغه بيه  و...


حرك رأسه نافيا يرفض سماع ذكرياتها الغير معقولة ابدا..فاقترب منها أكثر إلى أن اصتدمت في الثلاجة خلفها فوضع شريف كفه على فمها وقد تجعد وجهه مستنكرا..


-ششش ايه كلامك الي مش لايق على شكلك دا يابنتي..غطا علبة سمنة ايه..ايه الذكريات الي شبه ريحة عربية الرش دي ..مش عايز اسمع نوعية الذكريات دي تاني..ومش عايز اسمعها يعني متفكريش فيها

عشان انتي بتفكري بصوت عالي وبتسمعينا كلنا


حركت رأسها بإيجاب من أسفل كفه وقد تغيرت نظراتها المرتبكة لأخرى ساكنة هائمة وهي تحدق في وجهه القريب منها وترفع كفها ذو الاصابع الرفيعة وتضعها على وجنته تتلمسها بانامل ناعمة مغوية

جعلته يبتسم ويبعد نظراته المستنكرة ويبعد يده عن فمها ويحاوط وجنتها وهو يدنو منها يلتقط ثمار ثغرها هامسا...


-معقول القمر دا بيجري ورا عربيات الرش !


ابتسمت وهي تقترب منه أكثر تبتعد عن الثلاجة الباردة وتسلم خصرها النحيف لذراعه كي يحاوطه بإعتياديه وكأن نحافة خصرها خلقت لذراعه التي تحويه..بل وكأنها خلقت خصيصا له هو.. خصلاتها التي تصففها بعناية فيشعثها بأنامله في لمح البصر..و خصرها لذراعه الذي يحتويها بدفئ ويضمها له

وصدرها ليلتصق بجسده..وذراعاها لتلف بها عنقه..وثغرها لوطنه الوحيد..ثغره 

ترى به ما يجعل نبضاتها تنتفض والادرينالين يندفع في عروقها لترتمي بين ذراعاه أكثر فأكثر


انتشلهما صوت لمار الصغيرة وهي تتسائل ..

-انتوا بتعملوا ايه !


في ثوان معدودة كانت ريشة تدفع شريف عنها بكل قوتها..فتبعده خطوتين لا أكثر

وهي تضبط ملابسها وشعرها بصدر ضائق وأنفاس عالية وهي تنظر للمار الصغيرة وسيدرا التي تقف أمامها تنظر لهما بحرج ويدها كانت موضوعة على عيناي لمار التي رأت قربهم بشكل عرضي


فتنحنحت ريشة وحاولت التماسك وألا تجلس أرضا وتبكي أمامهم من كثرة مواقفها المحرجة

أشار لها شريف لتغادر وهو يهمس لها بنبرة يائسة..


-اتكلي على الله على ما ألم الدنيا..كالعادة


                                                         ***


في منزل سلطان بشاندي


كان صخب الاطفال يعلو أكثر فأكثر..فحضور حسن ورغدة وأولادهم..وحضور سلوى وزوجها وأولادها

جعلوا من المنزل الهادئ ساحة حرب طاحنة وصخب مبالغ به

ورغم ذالك كانت والدة سلطان سعيدة بذاك التجمع الذي يثلج روحها ويجعلها في أحسن حالاتها

وخاصة وجود سلطان بينهم..فغيابه أكثر من وجوده مما يجعل لحظاتهم السعيدة بدونه ناقصة


كان الجميع منخرط بالحديث

حسن يتحدث مع هاني حول أخر أخبار البترول والنفط  وكل مشتقات الطاقة بسبب تخصص هاني في ذاك المجال لكونه مهندس بترول

أما سلوى فكانت جالسة جوار سلطان تتحدث معه بصوت خفيض وكأنها تشرح له سر مخفي عن الجميع

والدته جالسة معهم تمسك مسبحتها تعددها بذر الله وهي تمني عيناها برؤية اولادها


أما رغدة وغزال كانتا في المطيخ تجهزان المشروبات والمخبوزات الشهية التي تعده رغدة

فتحدثت غزال بغيظ وهي تبعد ستار غرفة الجلوس وتنظر لسلطان وسلوى خفية قبل أن تعود لصديقتها وتقول بحدة..


-شوفي قاعدة بتاكل ودنه برا ازاي يارغدة..سلوى دي بتراهن على جناني اقسم بالله


تنهدت رغدة وهي تضع المخبوزات في الفرن وتلتفت لها تنظر لها وتقول بهدوء..


-قولتلك ألف مره متخليهاش تعصبك..وبعدين يابنتي مفيش داعي تغيري على سلطان منها..سلوى اخت حسن في الرضاعة

يعني شرعا اختهم فا بلاش جنانك دا


تأفأفت غزال وهي تتجه نحو الصينية وترصص عليها الأكواب ببعض القوة وهي تهمس..


-هو انا عبيطة عشان أغير من سلوى..دي في مقام اخوهم مش اختهم..الله يكون في عون جوزها والله

دي كفاية صرختها في العيال بحس ان راجل الي بيصرخ


ضحكت رغدة وهي تضرب كتفها مغمغمة..

-أمال ايه الي مخليكي مش واقفة على بعضك من بدري...وكل شويه تروحي تشوفي لسه بيتكلموا ولا لا !


-قولتلك ان الي موترني ان يسر جت من يومين..عرفتي بقا ايه الي موترني !


جعدت جبينها بعدم فهم وقالت..

-مش فاهمة بردو ايه العلاقة!


تركت غزال الأكواب وكتفت يداها الى صدرها وهي تقول بخفوت حاد وملامح وجهها تنطق بمدى انفعالها وغيرتها من سلوى وأساليبها التي تزيدها غيظا؟؟


-يعني مش عارفة ان يسر والست سلوى اصحاب..يعني يسر ممكن تقول لسلوى اي حاجه من الي كنت بقولها في الجلسات يارغدة..وممكن سلوى تروح تقول لسلطان وتخلق بينا مشكلة..وممكن ليه دا أكيد


-اهدي بس يابنتي..أولا استبعد ان يسر تعمل كدا..بغض النظر عن انها كانت مرات سلطان بس هي شخصية كويسة كدا ومش خبيثة ولا شرانية عشان تخرج اسرار المرضى بتوعها بره

ثم انك كنتي بتقولي ايه يعني عشان تخافي كدا !


تنهدت غزال بندم وهي تشدد على خصلاتها الامجموعة في ربطة شعر تلملم نفشته وطوله كما طلب منها سلطان..فتحدثت بشرود قلق وهي تبتلع رمقها وتعض على قبضتها بتوتر..


-كنت بحكي عن عبيده وبقولها اني بحبه..وحكيتلها عن العادة المنيلة الي بعملها لما بكتئب اني بعور جسمي

و سلطان  لما سألني قبل كدا عن العلامات دي كنت بخترعله حوادث..مره وقعت مره مسمار خدش كتفي مره بلعب بالموس عورني..فضلت اخترع حجات وهو صدقني..لكن لو عرف دا ساعتها حياتنا هتبوظ أكتر يارغدة


جعدت رغدة جبينها وهي تنظر لغزال وحالتها الغير متزنة

لم تكن صديقتها المندفعة اللا مبالية..لم تكن يوما تسعى لاخفاء أي فعل ارتكبته 

فمبدأها في الحياة أن "لا أحد سيعلق لي المشنقة"..ولكن ارتباكها الان وقلقها المبالغ به جعلها تقترب من صديقتها وتمسك كفها قائلة بقلق..


-انتي خايفة من سلطان ياغزال..عملك حاجه تخليكي خايفة مرتبكة كدا


زفرت غزال بثقل وهي تحرك رأسها نافسة وتتحدث بنبرة مثقلة بالهموم...

-مش خايفة منه على قد ماانا خايفة من شعوره..ممكن نظرته ليا تتغير ويضيف عيوب زيادة على العيوب الي فيا يارغدة..أنا خايفة لا يعرف فيتغير قلبه ناحيتي..خايفة لا يجافيني أكتر لما يعرف اني لحد قبل ما اتخطبله كنت بحب واحد تاني وبجري وراه..أنا مرعوبة لا يبعدني عنه يارغدة

كل مااسمع اسم يُسر جسمي يترعش غيرة وخوف..وبتصرف تصرفات عمرها ماكنت جزء فيا


غيرة عليه وانه ممكن يرجع يميل ليها تاني ..طب دا أنا كان نفسي اقف قدامها وادافع عن حقي فيه لكن خوفت يارغدة..خوفت لا تغدر بيا وتحكيله كل الي أنا حكيته مع اني قبل كدا أول مااتجوزته مكانش في عقلي اي حاجه من دي ..لكن دلوقتي وانا مرتاحة معاه وحابة وجودي معاه..بقا فارقلي وعقلي مبيبطلش تفكير  يارغدة

أنا ندمانة اني حكيتلها حجات ممكن تتقلب ضدي في يوم 


أتمت كلماتها بنبرة مهمومة متألمة..وعينان مثقلتان بالدموع

دموع الخوف بعد طمأنينه..دموع الحب بعد الوهم والخواء

دموع الندم بعد البوح 

وما أصعب شعور الندم بعد البوح

وما أقسى الألم بعد تعرية المشاعر للغير

الان فقط علمت قيمة الحكمة التي قرأتها في الماضي...


"الندم على السكوت خير من الندم على البوح "


لم تملك إلا أن تعانق صديقتها وتربت على ظهرها هامسة برفق..


-متخافيش ياغزال ان شاء الله مش هيحصل اي حاجه وحشة

انتي بس اجذبي ليكي التفكير في الخير ومتفكريش في تخيلاتك دي

متعكننيش حياتك بإيدك..مفيش حاجه من الحجات دي هتحصل


هبطت دموع غزال على كتف صديقتها وغصتها ترتفع أكثر لحلقها

ليتها تتوقف التفكير في ما مضى..ليت هواجسها تهدأ وتتوقف عن خنقها بحبال الندم

ليت الماشي يعود فتصلحه وتغير بعضا من أحداثه التي تؤرقها..ألف ليت وليت


-في ايه !!


قطع بكائها دخول سلطان للمطبخ وهو يحدق فيهما بنظرة مرتابة انقلبت لأخرى قلقه وهو يرى الدموع على وجنتاها تهبط بسخاء !

فاقترب منها خطوة يسألها بنبرة قلقة مرتابة...


-انتي بتعيطي ليه..في ايه يارغدة


ارتبكت رغدة لثوان ولكن سرعان ما تداركت نفسها وربتت على كتف غزال قائلة بإبتسامة ضاحكة..


-لا دا احنا كنا بنتكلم على سفرك لشغلك وانك غيبت كتير المرادي فا لاقيتها عيطت كدا

هسيبك تهديها بقا عشان زهقت من نكدها


خرجت سريعا وتركتهما سويا دون كلمة أخرى

وللحظ أن غزال لم تتكلم او تقاطعها..بل رفعت أناملها لتمسح دموعها بصمت

فاقترب سلطان منها بذات الصمت يقربها منه ويعانقها بصمت مربتا على ظهرها برفق وحنان

رفق جعل الشهقات ترتفع لحلقها ..وضربات قلبها تؤلمها وهي تعاود التفكير في احتمالية علمه بكل مافعلته وافتعلته في الماضي..ومع كل ربته منه على ظهرها مواسيا كانت الشهقات تخرج منها ودموعها تهبط بغزارة

وكفاها متمسكان بسترته بقوة تخشى ابتعاده..تخشى فقدانه !

                                 ***

عندي امتحان بعد بكره

ادعولي كتير ياحبيباتي❤️🌿

الاسمبريد إلكترونيرسالة